الجمعة، 25 يونيو 2021

قصص من مجزرة كوباني يرويها من عاش تفاصيلها

 قصص من مجزرة كوباني يرويها من عاش تفاصيلها

محمد حبش كنو


من قصص ليلة الغدر ( 1 )

جاء ذلك القروي البسيط ج خ من قريته لينام في بيت أخيه القاطن في شارع 48 في تلك الليلة المشؤومة وبعد أن تعشو وتسامرو ولعب الأولاد مع عمهم قالت زوجة الأخ لأولادها اتركو عمكم ليرتاح ثم ذهبت لتضع فراشه فوق السطح ونامت هي وأولادها وزوجها في باحة الحوش ..

نام الرجل بعد أن تأمل الأفق وضياء النجوم كعادة ليالي الصيف ووضع مسدسه خلف رأسه وفي الساعة الثالثة ليلا سمع أصواتا غريبة داخل الحوش فقام على الفور وحمل مسدسه وما إن نزل الدرج حتى رأى رجلين يذبحان أخاه وزوجة أخيه وأولادهما فأسرع بإطلاق النار عليهما وأرداهما قتيلين ..

خرج الرجل ليستنجد بأحد في الشارع فرأى سيارة واقفة في الخارج فيها ثلاثة أشخاص يتخفون في لباس ال ي ب ك فتاة ورجلان قالو له بكل هدوء باللغة الكردية لهجة أكراد تركيا تعال لا تخف ليس هناك شيء وما إن اقترب منهم حتى أطلقو عليه النار فسارع جاره م ن ز بإطلاق الرصاص عليهم من رشاش كان يحمله وقتلهم جميعا وجر جاره إلى الداخل وما زال الرجلان على قيد الحياة ليرويا تفاصيل المأساة للأجيال القادمة ..!!


من قصص ليلة الغدر ( 2 )


كانت ليلة رمضانية هادئة استيقظت الخالة والجارة خالصة قصاري قبل أن يبدأ الخيط الأبيض من الفجر بالظهور وأحضرت السحور مما توفر في تلك المدينة المنكوبة وأيقظت زوجها شيخو وابنتهما الصغرى وتحضرو للصيام وما إن جلسو على السفرة حتى سمعو صوت طرق الباب فلم يدرو من هو وظنوه أحد أقاربهم أو جيرانهم جاء يطلب شيئا كعادة ليالي السحور حين يحصل نقص ما في الخبز أو غيره فيتبادله الجيران ..

ذهبت الفتاة الصغيرة وما إن فتحت الباب حتى دخل عليهم مجموعة مسلحين وأمطروهم بالرصاص وخرجو سريعا ليقتلو أكبر قدر مما تطالهم يدهم الغادرة ..

جرح الجميع بإصابات مختلفة وأسرعو بالاتصال بابن عمهم الذي وصل سريعا فطلب الأب والأم نقل الفتاة بداية ثم الرجوع إليهما بشعور الأبوة والأمومة الذي يستأثر الأولاد على النفس حتى وهم ينازعون الموت ..

خرج ابن العم سريعا وأوصلها إلى بوابة تركيا وسلمها إلى الإسعاف وقفل راجعا ليجد أن المنطقة قد أقفلت بسبب انتشار القناصة والمسلحين ولم يستطع الوصول إليهما وظلا ينزفان حتى ماتا وتم الوصول إليهما بعد يومين وهما طريحان أمام باب المنزل وفي ظهر شيخو رصاصة غادرة أخرى غير التي أطلقت عليه بداية اقتحام البيت فهنيئا لهما الشهادة في حضرة رمضان أما ابنتهما الصغيرة فاطلبو لها الشفاء من جرحها في جسدها الذي سيندمل أما جرح الروح فسيبقى ما بقي الروح ..!!



من قصص ليلة الغدر ( 3 )

كعادة العجائز في كوباني استيقظ الختيار عرزان من قرية سوسان باكرا قبيل إشراقة شمس الصيف ليتوجه إلى بعض أعماله وما إن وصل إلى ساحة اكسبريس حتى استوقفه مسلحو الغدر وضربوه عدة طلقات في أماكن غير مميتة ثم رموه في حفرة قريبة ليموت نزفا ..!!

بدأ الرجل بالصراخ وطلب النجدة فجسده الهزيل لا يستحمل الجروح وظل صدى صوته يصدح في أذن كل الجيران المحاصرين ساعات طويلة حتى تمنو له الموت الرحيم فقد كان أنينا مؤلما وصراخا قاسيا وصل مداه عرش الرحمن ..!!

كان المسلحون قريبين منه ولم يطلقو عليه رصاصة الرحمة كأنها كانت رسالة للأرض والسماء أين من يحميكم اليوم من خناجرنا ..؟؟!!!


—–



قصص ليلة الغدر ( 4 )

كان طفلا صغيرا في كوباني حين قتل أبوه عن طريق الخطأ فتكفلت أمه وأخواله بتربية هذا اليتيم في سنين عجاف رأو فيه كل أنواع المرارة والقهر وعندما اشتد عوده ذهب ليعمل في لبنان ويجمع أموالا تقيه غائلة الزمن ..

تحسنت أوضاعه قليلا بعد سنوات العمل الشاق فتزوج وبنى له بيتا عند حديقة السرايا على الشارع الرئيسي وفتح محلا سماه ميني ماركت شفان لشدة عشقه وولعه بأغاني شفان برور حتى أنه سمى ابنه باسم شفان وعندما بدأ الهجوم الأول على كوباني نزح كبقية الناس ..

بعد تحرير كوباني رجع بسرعة فهو لم يعد يحتمل فراقها بعد كل هذه الغربة فرأى نصف بيته قد تهدم وبقي نصفه الآخر فقرر أن يعيش في هذه الخرابة متحديا الصعوبات وعندما قام ببناء حائط يستر به أطفاله منعته الإدارة الذاتية بحجة أن بيته قد دخل دائرة المتحف المشؤوم ..

كان كل يوم يذهب إلى أصدقائه ليشكو لهم أن الجماعة يمنعونه من بناء حائطه ويترددون عليه بين الفينة والأخرى يطالبونه بمغادرة المنزل الذي لا يملك غيره مما بناه من إرهاق السنين ..

في يوم الغدر كان عند قريبه فتح بوزان بالقرب من منزله وعندما سمع بالموت المخيم على المدينة هرع دون تفكير تقوده عاطفة الأبوة ليطمئن على أطفاله الصغار في بيتهم المكشوف لأسنة الأعداء وسيوف الغدر في ليالي رمضان ..

في الطريق اصطاده القناص وأوقعه أرضا مضرجا بدمائه التي سقت تلك الأرض التي لم تستطع أن تأويه رغم عشقه الشديد لها ..!!

الصورة لأبي شفان مع أطفاله ..


—-


من قصص ليلة الغدر ( 5 )

قصة عائلة نجت بأعجوبة ..


قبل خمسة أيام من المجزرة جائت نسرة مشعل أخت الصديق عثمان مشعل مع أولادها من عفرين إلى كوباني وكانت هي وأطفالها وحماها الحج محمد وحماتها في بيتهم آمنين ليلة المجزرة حتى سمعو أصوات الجيران تنادي كوباني تباد مقتلة تباد لا تفتحو الأبواب داعش في كوباني وعندما رأى الحج محمد كيف أن داعش اقتحمت أبواب الجيران وقتلتهم فطن ذلك العجوز السبعيني بخبرة سنينه على خطة ذكية حيث اقتنع أن غلق الأبواب لن يمنع داعش من الدخول لأنهم يكسرون الأبواب بأسلحتهم فهرع ليفتح باب الدار وأبواب الغرف حتى يظهر أن من في البيت قد هربو وذهب ليختبئ هو وزوجته تحت الدرج المعتم في غياهب الليل ..

أما نسرت وأطفالها فقد اختبؤو في الحمام وقالت لبناتها الكبار بلهجة حازمة ضعو أيديكم على أفواه إخوتكم الصغار ولا تحملوها حتى لو اختنقو ..

بعد هنيهة دخل ثلاثة عناصر داعشية ليجدو الدار خالية فقررو الرحيل فقال أحدهم دعونا نبحث جيدا لكن الآخرين قالا ليس لدينا وقت أمامنا قتل كثير لننجزه ..

في هذه اللحظات كان قلب الأم تتسارع فيه الضربات وترجو الله الرحمة بأطفالها وهي تكتم أنفاسهم خوفا من أن يخرج منهم صوت فيدل الذئاب المتوحشة على فريسة سهلة لا تعلم ما ذنبها وهي تذبح بدم بارد ..

خرج الدواعش مسرعين وخيم الهدوء على الأجواء فخرجت العائلة إلى طريق كازكان وأكملو يومهم بين الحقول ..!!



من قصص ليلة الغدر ( 6 )

هذه القصة أكتبها والدمع يذرف موجوعا حد الثمالة ..!!

ولد بعد ابنتين فحظي بدلال لم يحظ به طفل في ربوع كوباني ، كان شقيا بريئا يلاعب الصغار والكبار بكل ألفة ومحبة ملاكا يتطاير مع نفحات حب أمه وأبيه إنه محمد ابن سليمان الضاهر وهو لم يبلغ بعد الخامسة من العمر .!!

في جنوب مكتلة يقع بيتهم وكعادة أهل كوباني في ليالي الصيف كانو نائمين تلك الليلة على السطح حين استيقظو مبهوتين على وقع إنفجار السيارة المفخخة عند البوابة فأمرهم أبوهم بالنزول فورا إلى صحن الدار خاصة بعدما سمع أصواتا مريبة واشتباكات ..!!

هرع الأب فأغلق الأبواب جيدا وعندما سمع صوت سيارة بجانب بيتهم جرى إلى السطح ليستطلع الأمر فركض معه ذلك العصفور الصغير بما يدغدغه من فضول طفولي وهو لا يعلم من أمور الدنيا إلا أن كل ما حوله لهو ولعب ..!!

وصل الأب إلى السطح ونظر إلى السيارة فرأى عناصر يلبسون زي القوات الكردية وأمسك الإبن بكفيه الصغيرتين حرف الحائط ومد رأسه الصغير ليرى ما يجري بكل هدوء .!!

سأل الأب الرجال المسلحين ظنا منه أنهم من ال ي ب ك ماذا يجري هفال هل هناك خطر ما ..؟؟

التفت المسلحون إليه سريعا وصوبو أسلحتهم إليه فجائت رصاصة غادرة في جبين الطفل الصغير لتوقعه أرضا وتفقده الروح في لحظات آثمة وجرح الأب ونزل إلى داره سريعا ..!!

ثلاث ساعات بقيت العائلة الأم والأب وبنتاهما مع جثة هذا الطفل الصغير حتى أتت القوات لمساعدتهم .. كانت لحظات قاسية حين سحبو جثته من السطح .. كانت الأم تكلم نفسها لننقله إلى مكان ما فعسانا ننقذه فوعيها الداخلي رفض أن ابنها الوحيد قد مات هكذا بكل سهولة ودون ذنب ولكنهم لم يستطيعو التحرك بسبب محاصرة المسلحين ..!!

كانت أقسى ثلاث ساعات مرت كدهر طويل كانت الملائكة فيه تبكي وهي تسحب الروح حتى تم فك الحصار ونقلوهم إلى قرية حلنج ومن ثم ذهبو ليدفنو فلذة كبدهم في مسقط رأسه قرية تل صوفي ..!!


—–


قصص ليلة الغدر (7 )

يقع بيتهم عند البوابة الحدودية مع تركيا ولم تحدث حالات الذبح في الليل في تلك الأحياء على غرار ما حدث في الأحياء الشرقية ومكتلة لذلك كانو نائمين في أمان الله حتى استيقظو على وقع إنفجار السيارة المفخخة عند البوابة فهرع الناس ليعلمو ما الخطب فنصحهم البعض بالرجوع إلى بيوتهم تجنبا لاحتمالية حدوث انفجار آخر ..

في هذه الأثناء كان أحد أقرباء بيت أتاش بين الحاضرين وهو مقاتل في قوات الحماية الشعبية كان قد أخذ إجازة بسبب إصابة في أحداث تل أبيض ..!!

رأى ذلك المقاتل ومعه الناس أربعة مسلحين يهاجمون عليهم من داخل الأراضي التركية عبر خندق كان مخصصا لنقل افراد الجيش الحر في الأحداث الأولى فقام المقاتل برشهم بسلاحه فناداه أحدهم قائلا هفال نحن من الجيش الحر جئنا لمساعدتكم ألا تعرفني ..؟؟

نظر إليه ذلك الشاب فعرفه لقد كان يحارب معه في تل أبيض من ضمن فرق الجيش الحر فخفض المقاتل حينئذ سلاحه فباغتوه غدرا وأطلقو عليه النار وجرح وهرب الناس إلى داخل البيوت ..!!

تقدم المسلحون ودخلو البيوت وطاردو نجم الدين أتاش أستاذ الأدب الإنكليزي في كوباني فاختبأ في أحد البيوت وتراشق معهم بالرصاص لكنه لم يكن يملك ذخيرة كافية وكان المسلحون يصرخون اخرجو يا كفار وحدثت مشادات بينهم وبين نجم الدين الذي رد عليهم قائلا بل أنتم الكفار وأعداء الله ..!!

بعدها ذهب المسلحون ففيما يبدو أنهم لم يريدو إضاعة وقتهم مع رجل مسلح وهنا دخلو على بيت أبيه وقتلو زوجة أبيه مياسة أتاش واثنين من إخوته مصطفى وفواز ثم أكملو على بيت جيرانهم فقتلو ستة من أصل ثمانية كانو بالمنزل من عائلة واحدة ..!!


من قصص ليلة الغدر ( 8 )

هكذا روى هذا الطفل قصته .. !!

كنت نائما في حضن ماما الدافئ حين دخلت علينا مجموعة رجال مسلحين وأطلقو النار على كل من في البيت فماتت أمي وأبي وأصبت أنا في فخذي فتظاهرت أني ميت أيضا ولم أفارق حضن أمي حتى تأكدت أن المسلحين قد خرجو فقمت لأرى ما حولي فوجدت أختي مصابة في بطنها بعدة طلقات لكنها ما زالت على قيد الحياة فقالت لي خذ هاتف بابا واتصل بأختك الكبرى والتي كانت نائمة تلك الليلة في بيت جدها فنفذت أوامرها واتصلت بأختي فجائت إلى البيت من فوق الأسطح ووضعت سلما أمام سقيفة الحمام وطلعنا إلى السقيفة وسحبنا السلم خوفا من عودة المسلحين ..!!

كانت أختي المصابة تأن وهي تموت ولم نستطع فعل شيء لها لسماعنا أصوات المسلحين خارجا والذين ما لبثو أن دخلو ففيما يبدو أنهم أحسو بدخول أحد ما فأسرعنا إلى وضع تلفون بابا على وضع صامت وكتمنا أنفاسنا ففتشو كل الغرف وخرجو ..!!

كان مشهد أختي أليما وهي تنزف وتفارق الروح حين نسمع أنينها ثم فارقت الحياة بعد ساعة ونصف وبقينا في السقيفة من الساعة السادسة صباحا حتى الظهر حين سمعنا أصوات أناس يتكلمون الكردية قد دخلو المنزل فتوجسنا خيفة من الخروج حتى سمعنا صوت ابن عمي أحمد ابن معمو قاضو والذي يعمل مع ال ي ب ك فنزلنا سريعا والدموع لا تفارق أعيننا من شدة البكاء ..!!

فحص ابن عمي المنزل وتأكد من موت بابا وماما وأثنين من أخواتي البنات شيرين و زانافا وكذلك عديلنا وما زلت أحلم بهم كل يوم ..!!

الصورة للطفل الناجي الذي روى قصته ..


—-



من قصص ليلة الغدر ( 9)

في ذلك الصباح المشؤوم سمعت العائلة صوت إنفجار ضخم واشتباكات في كوباني فقال الأب لنغادر بسرعة إلى القرية فهناك سنجد الأمان أكثر ..

تحضرو سريعا وركبو السيارة .. الأب خليل رمو ديكا والأم وابنتاهما مزكين وأفين وزوجة ابنهما ريما مع ولديها الصغيرين ..

انطلقت السيارة صوب القرية لكنها تفاجأت بمجموعة مسلحين فحاولت الرجوع سريعا لكن المسلحين أمطروهم بالرصاص فأصيب الأب ومات في مكانه وجرحت مزكين في ساقها وعند محاولتهم إخراجها من السيارة وصل المسلحون إليهم ..

كانت نظراتهم خبيثة دموية حقودة فطلبت ريما منهم إن أرادو قتلها أن يقتلو أولادها معها حتى لا يتشردو يتامى مقهورين من بعدها لكنهم طلبو من حماتها أخذ الأولاد والإنصراف وقالو بل سنقهر قلوبهم عليك ثم قتلو البنات الثلاثة مزكين وأفين وريما ثم مضو وهم يضحكون ..!!


-خليل رمو ديكا من قرية شيران ساكن بشارع 48 مع زوجته و ابنتيه مزكين وافين وابنة اخيه ريما(كنة)

سمعو صباحا صوت الرصاص فما عرفو اذا هاد فرحة تحرير او قتال شوارع ، وبعد شوية وقت عرفو انو داعش دخل كوباني من جديد.

فقررو يروحو ع الضيعة، وبسرعة ركبو بالسيارة وراحو وبعد ما مشيو شوي بالسيارة لقو حاجز بشارع 48 كانو لابسين لبس القوات الكردية، خليل كان بيعرف انو هدول داعش، حاول يدور السيارة بسرعة، و اول ما بدو يدور اطلقو الرصاص عليهم فأنصاب خليل وبنتو مزكين بايدها، واجو لعندهم ونزلو البقية من السيارة، حطو زوجة خليل و ابن خليل المشلول وولدين صغار ع جنب وال 3 بنات ع جنب تاني ورشو على البنات الرصاص وخلو الزوجة والابن المشلول ، وحرقو السيارة يلي كانو فيها.

المرة هون (زوجة خليل و جدة الاطفال)جنت وما عرفت شو رح تساوي، تركت ابنها المشلول والجثث، وهربت مع الولدين الصغار ع شيران

لحتى بعد ما هدي الوضع ع كوباني، واخدو الجثث و دفنوهم في شيران

الشهداء هنن:

الاب خليل رمو ديكا 45 سنة

الابنة افين خليل رمو ديكا 26 سنة

الابنة مزكين خليل رمو ديكا 21 سنة

الكنة ريما محمود رمو ديكا 27 سنة

حاليا الطفلين عند جدتهم و ابوهم رجع فورا بعد الحادثة من المانيا (كان ناطر لم الشمل لزوجته و اطفاله)


قال الرجل السبعيني للشاب الذي جاء يقتله (10):

ماذا يفيدك كل هذا القتل يا ولدي هل تعتقد أن الله صغير لهذه الدرجة حتى يكافئك بفتاة بين أشجار الجنة لأنك قتلت كهلا لم يبق له في الدنيا بقية باقية ..!!

اتركني سأموت غدا لوحدي وأنت ستموت وكل من عليها سيموت ولست خائفا من الموت لكن النفس تأبى إلا أن تموت بهدوء ..!!

هل تعتقد يا ولدي أنك ستمحي نسلي من هذه الأرض ..؟؟

هذه الأرض فيها قبور أجدادي وفيها ينتشر أحفادي وفيها ستغوص دمائي وفيها سأدفن وأعانق مهادي ..!!

يا ولدي إن الحروب كريهة وخراب ودمار والسلام ألفة ومحبة وعمار فلا تك عونا في الهدم والتخريب وأنت أقدر على البناء والإعمار والتجديد ..!!

ستقتلني وسيأتي من يقتلك وستمتلأ الأرض بالدماء فهل تتوقع أن هذا مراد الله في الكون ..؟؟ يا ولدي إن الله أكبر مما تتوهمون ..!!

يا ولدي إنهم يخدعونك ويخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم ولكن لا يشعرون ..!!


من قصص ليلة الغدر (11 )


وماذا أفعل بعيون لا أرى بها ابني سالما ..!!

عندما نطق هذه الجملة بكت له الملائكة واهتز عرش الرحمن وخرت الجبال وعصفت قلوب الأحجار حزنا وكمدا ..!!!

حنان أبو سالم ودعه أكبر أبنائه سالم وقبل يديه وطلب منه الرضا وسافر ليعمل في العراق ليكفي أهله شظف العيش ويريح أباه الذي عمل في مهن متواضعة ليؤمن له تكاليف دراسته حتى تخرج من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بتفوق ..

كان الأب فخورا به وهو كان ابنا صالحا قرر أن يعمل في أية مهنة في العراق حتى يعوض أهله ما فعلوه من أجله ..!!

في الطريق اعتقلت داعش كل الذين كانو ذاهبين من كوباني نحو العراق في ذلك اليوم وكانو حوالي مئة وخمسن شخصا وظلت أخبارهم مقطوعة طيلة تسعة أشهر حتى أطلقت داعش سراح أغلبهم ولم يكن بينهم ابنه سالم ..!!

عند هجوم داعش على كوباني نزح أبو سالم كبقية الناس إلى تركيا وعندما سمع أن ابنه ليس من بين المفرج عنهم ابيضت عيناه من الحزن وتألمت أحداقه وتوجعت مقلتاه ..

قال له أحد أصدقائه في تركيا لماذا لا تذهب إلى طبيب العيون وإن كنت لاتملك المال فالعلاج مجاني هنا فكان رده:

وماذا أفعل بعيون لا أرى بها ابني سالما ..!!

مع تحرير كوباني رجع مع الراجعين فقد اشتاق لترابها حيث ذكرى سالم ورائحته ثم عمل في مجال بيع الخضرة ليكف نفسه شر الفاقة في ظل الإغاثة التي تأتي باسمهم في النهار وتختفي في غياهب الليل ..؟!؟!

يوم المجزرة كان قادما من شيران إلى كوباني في الصباح الباكر ليتسوق بضاعته من الخضرة فقتلته أيادي الغدر عند شارع 48 وظلت جثته في السيارة يومين كاملين حتى انتهى موضوع المسلحين فأخذوه ودفنوه في مسقط رأسه قرية شيران ..!!


المسعف محمد حسو خلى، واحمد جمعة (12)





دق الباب، فقام احمد جمعة 40 سنة، وذهب لفتح الباب، فباغته مسلح من داعش وقام برشه بالرصاص وحاول الدخول للمنزل حيث زوجته واطفاله الصغار، فصده احمد رغم الاصابة البالغة في الصدر واغلق الباب وهنا سمع جاره الصوت فتدخل وهو يحمل باروده فهرب الداعشي ليطلب الدعم او ليفر من المكان بعدما احس بالخطر.

محمد حسو خلى 60 عام، وعلى صوت اهات احمد الجريح وعويل زوجته واطفاله قام بفتح حفرة في الجدار الفاصل بينهم ونقله لبيته ومن الباب الغربي اسفه الى سيارته البيكآب، وانطلق مسرعا نحو مشفى كوباني، تاركا عائلته وعائلة احمد بدون حماية، معرضا حياته للخطر في سبيل انقاذ جاره المصاب.

وحالما اقترب من دوار الاكسبريس تلق عددا من رصاصات قناصي داعش العشرات منها اصابت سيارة واصابته ليفارق الحياة فورا، حيث كان التنظيم قد وزع بدقة مسلحيه على كافة الطرقات المؤيدة لمشفى كوباني الوحيد لتحقيق اكبر عدد ممكن من الاصابات.


 



خضر وزلو، الزوجان الجميلان(13):

زلو تلك المرأة الطيبة، العطوفة الحنون التي احبها كل الجيران والاهل وكانت كأن واخت عطوفة لكل من عرفها، فور اطلاق الرصاص خرجت من منزلها الذي دمرته الحرب لتسكن مع زوجها وابنتها الصغيرة 13 سنة فيه مؤقتا، خرجت زلو لبيت قريبة لها تسكن لوحدها مع اطفالها لكي تطمئنها بأن اطلاق النار هذه هو فرحة لتحرير صرين وليس شيئا اخر، في الطريق اصيبت برصاصة فوقعت ارضا فزحفت الى جانب الرصيف ليقوم زوجها خضر باسعافها الى البيت ومن ثم الى المشفى وترك ابنته الصغيرة بارادة القدر وحيدة في المنزل، في طريق الذهاب للمشفى اصيب بعدة طلقات من احد قناصي داعش، ومات على الفور فيما زوجته ماتت ايضا باطلاق رصاصات اخرى عليها، خضر كان يحمل معه مبلغ 5000 الف دولار وحوالي 100 الف سوري فقدوا معه ايضا.



من قصص ليلة الغدر في كوباني(14)


يقع بيتهم عند البوابة الحدودية مع تركيا ولم تحدث حالات الذبح في الليل في تلك الأحياء على غرار ما حدث في الأحياء الشرقية ومكتلة لذلك كانو نائمين في أمان الله حتى استيقظو على وقع إنفجار السيارة المفخخة عند البوابة فهرع الناس ليعلمو ما الخطب فنصحهم البعض بالرجوع إلى بيوتهم تجنبا لاحتمالية حدوث انفجار آخر ..

في هذه الأثناء كان أحد أقرباء بيت أتاش بين الحاضرين وهو مقاتل في قوات الحماية الشعبية كان قد أخذ إجازة بسبب إصابة في أحداث تل أبيض ..!!

رأى ذلك المقاتل ومعه الناس أربعة مسلحين يهاجمون عليهم من داخل الأراضي التركية عبر خندق كان مخصصا لنقل افراد الجيش الحر في الأحداث الأولى فقام المقاتل برشهم بسلاحه فناداه أحدهم قائلا هفال نحن من الجيش الحر جئنا لمساعدتكم ألا تعرفني ..؟؟

نظر إليه ذلك الشاب فعرفه لقد كان يحارب معه في تل أبيض من ضمن فرق الجيش الحر فخفض المقاتل حينئذ سلاحه فباغتوه غدرا وأطلقو عليه النار وجرح وهرب الناس إلى داخل البيوت ..!!

تقدم المسلحون ودخلو البيوت وطاردو نجم الدين أتاش أستاذ الأدب الإنكليزي في كوباني فاختبأ في أحد البيوت وتراشق معهم بالرصاص لكنه لم يكن يملك ذخيرة كافية وكان المسلحون يصرخون اخرجو يا كفار وحدثت مشادات بينهم وبين نجم الدين الذي رد عليهم قائلا بل أنتم الكفار وأعداء الله ..!!

بعدها ذهب المسلحون ففيما يبدو أنهم لم يريدو إضاعة وقتهم مع رجل مسلح وهنا دخلو على بيت أبيه وقتلو زوجة أبيه مياسة أتاش واثنين من إخوته مصطفى وفواز ثم أكملو على بيت جيرانهم فقتلو ستة من أصل ثمانية كانو بالمنزل من عائلة واحدة ..!!


من قصص ليلة الغدر في كوباني(15)

خليل رمو ديكا من قرية شيران ساكن بشارع 48 مع زوجته و ابنتيه مزكين وافين وابنة اخيه ريما(كنة)

سمعو صباحا صوت الرصاص فما عرفو اذا هاد فرحة تحرير او قتال شوارع ، وبعد شوية وقت عرفو انو داعش دخل كوباني من جديد.

فقررو يروحو ع الضيعة، وبسرعة ركبو بالسيارة وراحو وبعد ما مشيو شوي بالسيارة لقو حاجز بشارع 48 كانو لابسين لبس القوات الكردية، خليل كان بيعرف انو هدول داعش، حاول يدور السيارة بسرعة، و اول ما بدو يدور اطلقو الرصاص عليهم فأنصاب خليل وبنتو مزكين بايدها، واجو لعندهم ونزلو البقية من السيارة، حطو زوجة خليل و ابن خليل المشلول وولدين صغار ع جنب وال 3 بنات ع جنب تاني ورشو على البنات الرصاص وخلو الزوجة والابن المشلول ، وحرقو السيارة يلي كانو فيها.

المرة هون (زوجة خليل و جدة الاطفال)جنت وما عرفت شو رح تساوي، تركت ابنها المشلول والجثث، وهربت مع الولدين الصغار ع شيران

لحتى بعد ما هدي الوضع ع كوباني، واخدو الجثث و دفنوهم في شيران

الشهداء هنن:

الاب خليل رمو ديكا 45 سنة

الابنة افين خليل رمو ديكا 26 سنة

الابنة مزكين خليل رمو ديكا 21 سنة

الكنة ريما محمود رمو ديكا 27 سنة

حاليا الطفلين عند جدتهم و ابوهم رجع فورا بعد الحادثة من المانيا (كان ناطر لم الشمل لزوجته و اطفاله)


من قصص ليلة الغدر ( 16)


عند أنفاس الصباح وخلجات الطيور وأفق أبيض لامع بدأ يتكور على الليل وعلى صدحات أصوات حنونة لعجائز قامو يتلون أناشيد السحور قامت الحسناء من نومها بعد أن أحست بهمهمات أبيها وهو يتوضأ بابريقه المعهود في باحة الحوش تحت شجرة التين ،،

أسرعت لتعد السحور من حواضر البيت و شغلت مولدة كهرباء صغيرة لتستمع إلى تلاوات القرآن وتنير عتمة البيت بينما لحقتها الأم لتساعدها وتضع على السفرة ما يشتهيها زوجها مما عرفته من طباعه ردحا طويلا من الزمن ،،

بكل هدوء أيضا دق باب البيت فذهب الأب ليفتح وبكل برود اخترقت رصاصات غادرة صدره فهرعت الأم وابنتها لتستطلعا الأمر فرأتا رجالا متنكرين فأمطروهما برصاصات الغدر وغادرو ..!!!

مات الأب والأم فورا فجسمهما الهزيل لا يتحمل النزف وخرجت البنت كالطوفان إلى الشارع هائمة على وجهها تفر من المجهول إلى المجهول ،، كانت الشوارع خالية ونسائم الصباح باردة وكل ما حولها خراب يملأ الأفق ،، أحست لوهلة أنها في كابوس لولا أن جرحها النازف في بطنها أيقظ فيها الحقيقة فاستجمعت قواها وهرعت نحو الحدود ،،

كانت تركض بقدمين حافيتين تدوس على بقايا ركام شظايا الإنفجارات بألم وتداعب رياح الصباح خصلات شعرها لتنثرها ألما على الأفق الممدود ..!!!

في إحدى الزوايا توقفت بسبب الإعياء وحاولت أن تستنجد بأحد لكنها لم تجد غير الفراغ ،، نظرت في المكان بتمحص فعرفته جيدا ، إنه بيت إحدى صديقاتها وتذكرت كيف كان عتبة ذلك الباب المتهدم مسرحا لنكاتهم قبل الوداع وتذكرت كم كانت الأجواء مليئة بالأحباب فصرخت أين ذهبو ورددت الأبنية المتهالكة صدى صوتها في الأنحاء فأيقنت أنها لن تسمع سوى صوتها ..!!!

بدافع غريزة البقاء استجمعت قواها مجددا وركضت حتى وصلت البوابة الحدودية فرأت رجلا مسلحا عند الحدود فاستنجدت به فورا وقالت داخلة على الله وعليك أنقذني ،،

تسمر الرجل في مكانه ونظر إليها شذرا وتأملها من رأسها لأخمص قدميها بينما كانت هي تلهث وتتنهد وتضع يدها على جرحها النازف فتأملها طويلا ثم قال لها بكل برود وبلهجة كردية فصيحة إنزعي ذلك الخاتم من إصبعك وأعطيني إياه ..!!!!

بيدين ملطختين بالدماء ترتجفان خوفا وهلعا أسرعت بنزع الخاتم الذهبي وأعطته إياه ،، مسح الخاتم من الدماء بطرف ثيابه ودون أن ينظر إليها أشار بيديه إلى معبر الخروج نحو بر الأمان ..!!!


القصة 17 كتبها حجي قادو:


صباحات كوباني المؤلمة

صباح كل من يترحم على روح ابن اخي عبيد مجي قادو وزجته آسيا وبناته اثنين من قرية قنطرة قادوي حس حلاو وحفيده وعديله احمد رشو من قرية قجر تحتاني ابن ابو بشير بتاريخ 25/6/2015

ماحدث ليلة الغدر بحسب ما روى لنا ابن مرحوم عبيد الطفل حمودة الذي لا يتجاوز خامسة من عمره

يقول كنت نائما في حضن امي حين دخلت علينا مجموعة من رجال مسلحين في ساعة خامسة تقريبا قبل شروق الشمس وأطلقو النار على كل من هو نائم في البيت فماتت أمي وأبي واخواتي وأصبت أنا في فخذي فتظاهرت أني ميت أيضا وبقيت صامتا في حضن أمي رغم الالم حتى تأكدت أن المسلحين قد خرجو فقمت لأرى ما حولي فوجدت أختي مصابة في بطنها بعدة طلقات لكنها ما زالت على قيد الحياة ولم تفقد وعيها بعد فقالت لي خذ هاتف بابا واتصل بأختك الكبرى والتي كانت نائمة تلك الليلة في بيت جدها واختفي تحت كنباية قد يعود الاوغاد ثانية فنفذت أوامرها واتصلت بأختي واخبرتها بما حدث فجاءت كما لصة يقطع الشوارع متخوفة ان تقتل هي ايضا إلى وصلت الى البيت فوجدت كل اهلها مقتولين ماعدا اختها تئن ومازالت حية فوضعت سيبا وطلعنا إلى السقيفة الحمام وسحبنا السلم خوفا من عودة المسلحين ..!!

ولم نستطع فعل شيء لاختنا المصابة واغلقنا الهاتف بابا وحبسنا انفاسنا خوفا من ع دة المسلحين ثانية

وبعد دقيقتين فعلا عادوا المسلحين ويقول احد لآخر الآن رأيت بنتا دخلت الى هذا دار بأم عيني ويرد الآخر ألا ترى كل العائلة قتلناهم ولم يبقى احد حيا وبدأوة يفتشون البيت غرفة غرفة وخرجوا وبقينا في السقيفة أختنا تنزف وتفارق الروح ولم نستطع فعل اي شيء لحين فارقت الحياة بعد ساعة ونصف تقريبا

وبقينا في السقيفة حتى سمعنا أصوات أناس يتكلمون الكردية في ساعة حادية عشرة تقريبا قد دخلو المنزل فتعرفنا على نبرة صوت ابن عمنا أحمد ابن معمي قادو والذي يعمل مع ي ب ك فنزلنا سريعا والدموع لا تفارق أعيننا من شدة البكاء ..!

فحص ابن عمنا المنزل وتأكد من موت بابا وماما وأثنين من أخواتي البنات شيرين و زانافا وكذلك عديل بابا وبعدها جاؤا خوالي من هيجي وقجر واخذوا جنائز ابي وامي واخواتي ليدمنون في مقبرة قراهم في وقت الذي لا يستطيع اعمامي الوصول إلينا لان الظسلحين كانوا منتشرين في زقاق وحي وبيتنا كان اقرب من مقبرة مقتلة حيث يمكن الوصول إلينا من طرف الجنوبي فقط


القصة 18 من وكالة هاوار

لدى الأم ليلى قصة مؤلمة عاشتها إبان فجر دموي شهدته كوباني، تلك هي قصة من مئات القصص التي عاشها سكان المقاطعة أثناء وقوع مجزرة الـ25 من شهر حزيران في كوباني وبرخ باتان.


قصة من بين نحو 200 قصة أو أكثر عاشها مواطنو مدينة كوباني وقرية برخ باتان، نتيجة المجزرة المروعة التي نفذتها مرتزقة داعش فجر يوم 25 حزيران عام 2015 وراح ضحيتها 233 مديناً من سكان المقاطعة.


وكانت مقاطعة كوباني تعيش أولى أيام شهر رمضان، وكانت فرحة النصر بتحرير مدينة كري سبي ووصل مقاطعتي كوباني والجزيرة مع بعضهما ما تزال سائدة.


في يوم الـ25 من شهر حزيران عام 2015 المنصرم شهدت مدينة كوباني وقرية برخ باتان فجراً دموياً عاشه المئات من أهالي المقاطعة الذين ما يزال ذكرى تلك اللحظات ترافقهم حتى بعد مضي عامين عليها.


عاش الأهالي آنذاك لحظات مأساوية في فجر ذاك اليوم، كانت لحظات صعب على من عاشها أن ينساها, ومن تلك العوائل هي عائلة المواطنة ليلى إبراهيم علي البالغة من العمر 45 عام وهي إحدى اللواتي شهدن على المجزرة وراح ضحيتها زوجها وابنها.


زوج المواطنة ليلى كان عضواً في قوات أسايش واسمه خليل محمد شيخي حيث أنه انضم إلى القوات بأشهر قليلة، وكان يبلغ من العمر 43 عام، لدى ليلى وخليل 5 شبان وشابة، وكان أحد أبناءها واسمه عكيد مقاتلاً ضمن صفوف وحدات حماية الشعب، وقد انضم إلى الوحدات منذ عام 2011 حينما كان يبلغ من العمر 23 عاماً.


ليلى والمجزرة .. قصة فقدان الزوج والابن في فجر يوم واحد


وروت ليلى بقلب حزين وعين تملأها الدموع تفاصيل ما عاشته يوم المجزرة بالقول: “كانت الساعة 04:00، سمعت صوت انفجار قوي، وبدأ الخوف يسيطر علينا, كان ذلك الانفجار قريباً من المعبر حسبما توقعنا حينها، كان زوجي خارج المنزل آنذاك، لذلك سارع ابني عكيد للخروج واستطلع الأوضاع فأخبرنا بأن قواتنا تحتفل بتحرير بلدة صرين، هكذا اعتقد الجميع, وفجأة صرخ أحد الجيران بعد دقائق قليلة وهو يقرع بابنا بسرعة، فخرج ابني وعاد مرة أخرى يردد الكلمات التالية ’إنهم داعش, المرتزقة تهاجم أغلب الأحياء، أعدادهم كثيرة، هيا أخلو المنزل وسوف نتمكن من إيقافهم، أعطوني سلاحي بسرعة‘”.


دب الخوف والرعب في نفوس عائلة ليلى التي لم تكن تعلم إلى ذلك الحين عن مصير زوجها الذي كان على رأس عمله في تأدية واجبه، وبينما هي ما تزال في حال التساؤل عن أوضاع زوجها، أتى أحد الجيران إليها ليقول بأن زوجها خليل وعندما كان يحاول جلب جثمان أحد أصدقائه الذين أصيبوا في تلك الهجمات استشهد بعدما أصيب بعدة طلقات من أسلحة المهاجمين.


كانت تلك اللحظة صادمة بالنسبة لليلى التي لم تكن مأساتها قد اكتملت بعد، فالمرتزقة حاصرتهم من أغلب الجهات وبدأوا بإطلاق الرصاص على كل حركة يتم ملاحظتها داخل الحي.


بعد ذلك تقول ليلى بأنهم استطاعوا الخروج من منزلهم الذي بات المرتزقة قريبين بشكل كبير منه، ولجأوا إلى مناطق مجاورة في الحي ذاته، وتابعت قائلة: “تمكنا بعدها من الفرار من منزلنا أنا و4 من أولادي وزوجة إبني عكيد, وعندما خرجنا لم نعلم بأن المرتزقة قد حاصرت حينا من أغلب الجهات وبدأت حينها بإطلاق الرصاص الحي علينا، لكن أهالي الحي تصدوا للهجمات وكان من ضمنهم ابني عكيد”.


ومضت ليلى في سرد قصتها قائلة: “بعد ساعة من التصدي بوجه المرتزقة، وأمام عيني سقط عكيد برصاصة من مرتزقة داعش وهو في الطرف الثاني من الحي وجميع الأنظار تتجه صوبه، كنا عاجزين، نبكي تارة، ونحاول إيجاد طريقة لجلب جثمانه الذي كان ملقىً وسط ساحة معارك شديدة تارة أخرى، لكننا أصررنا على عدم ترك جثمانه بأيدي المرتزقة فقد جازفنا أنا وأخوته ووضعنا جثمانه في منزلنا إلى أن تمكنّا من الخروج من الحي والتجأنا لغابة كوباني الواقعة غربي المدينة وبقينا هناك لمدة يومين وبعدها تمكنا من العودة عندما هدأت شدة المعارك”.


وتمكنوا من دفن جثمان المناضل في مقبرة شهداء المجزرة، بعد أن تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة والأهالي من تطهير المدينة من المرتزقة المتسللين إليها.


من قصص ليلة الغدر ( 19 )



بقلم شمس احمد…..


قصة امي وابي محمود احمد مصطفى المعروف ب معمي مجو وامي فوزية حسين(ام صطيف) 

اكرم واحن واطيب شخصين اجو ع هل دنيا.

هنن كانو بحلب وبسبب الاحداث ابي قرر انو يطلع ع كوباني ومن حبو لقريتو الي ربي فيها بنا بيتو ع جبل مشتنور وهو بكامل سعادتو مرت الايام ودخل داعش اول مرة ع كوباني نزحنا كلياتنا وابي مو رايد يطلع ع تركيا وباصرار كتير كبير مني وبقيت اترجا لحتى طلعنا سوا ع تركيا عديت فترة منيحة وهو وامي ما حبو الوضع بتركيا وما تحملو يعيشو هنيك ورجعو ع مكتلة لانو هو دائما كان يقول انا بدي موت ببيتي وعدت فترة منيحة نتواصل معاهون وهو يقول الوضع منيح وامان وكل الامور منيحة بيكفيني انو انا ببيتي.

قبل الحادثة بكم ساعة يعني حوالي الساعة1 بالليل اتصل باختي عم يحكي معاها انو امي عم تحضر السحور وانو هو كتير مشتقلنا بحكم انو نحن ولادو صرنا كل واحد ببلد.

وانقطع الاتصال بيناتون وما قدرو يحكو مع بعض بعدين.

وقت الحادثة ابي سمع صوت رصاص وامي جوا نايمة ابي اتصل بجارو يلي ساكن قريب منو انو شو هل صوت عم تسمع متل ما انا عم بسمع هنن بيفكرو الحزب حرر شي منطقة ابي بيطلع لبرا وهو عم يحكي مع جارو وهو مو واثق من الي عم يصير بيوقف برا بيشوف شخصين عم يجو من فوق الجبل بيسالو مين انتو خير شو صاير وهنن لابسين لبس كردي ما بجاوبو وبيقوصو عليه كذا رصاصة وابي بيوقع ع الارض وبيضل عم ينزف، وامي جوا بفرشتا بيدخلو وبيقوصوا وهي بفرشتا. (لانو فرشتا كلا دم بس هي كانت طالعة لبرا لعند باب البيت وصلانة وطريقا الي ماشية فيو كلو دم) طبعا بحكم الاصوات الي صارت جارنا عرف انو امي وابي استشهدو. وكان في مع امي (امانة) طبعا (انسرقت) .

اكيد مو مهم الي راح بس الغدر مو قليل.

وكان في مجموعة من الجيش الحر عايشين قريب من بيتون هنن الي اجو دخلوهون ع البيت. وصورهون انو استشهدو.

واندفو بمقبرة الشهداء بس هنن كانو موصيينا انو باي يوم الله بياخد امانتو انو هنن بيندفنو بمكتلة

وبعدين نقلنا قبورون لمكتلة.

الي صار بينحكا هيك بسهولة بس كيف صار وكيف هنن عاشو هل لحظات وليششششششش وبسبب مين هاد لحالو بيخلي نفسيتك تدمر.


من قصص ليلة الغدر ( 20 )


نجدت محمود…… شقيق الشهيد فاروق



اخي فاروق صغيرنا ومدلل كل العيلة وانا خاصه لانه كان ابن وليس اخي 

كان نائما فوق السطح وما إن سمع صوت الرصاص حمل شرشفه ومخدته ونزل الى الدرج وقال لامه مابكم اكيد القوات حررت منطقه ما لهذا الرصاص كثير ودخل غرفته وكمل نومه وما إن مر بعض من الوقت سمع قرقت النساء واخوته يقولون داعش دخل المنطقه فأسرع الى الخارج ليرى مالذي يجري ودخل البيت قائلا أمي أمي أين بنطالي رغم ان كل بناطيله معلقه امام عينه فقالت له أمي مابكى ولدي الا ترى أمامك فأسرع ولبس ملابسه وركب موطوره وذهب الى دكانه لانه كان قد يبقي نقوده وجوازه وهويته بمحله لانه ظن خلص بلدنا صار فيها امااااان ولا يوجد شي يثير الخوف وماإن وصل الى امام الحديقه بجانب محلات المختار وإذ يرى دوريه جيش الحر وقف وسألهم مرحبا شباب (اش في ليش هالرصاص)وما من اجابه من داعش لأنهم كأنو داعش وليس بجيش الحر ونزلت رصاصه الغدر من الخلف وليس من الامام لأنهم اتعودو عالخيانه ……..والرحمه لجميع الشهداء


من قصص ليلة الغدر ( 21 )


صالح ….. نجل الشهيد



ابي مسلم محمد نبو

صلى صلاة الصبح في جامع شيخ صالح خرج من الجامع ذهب إلى البيت سمع صوت طلقات

قال لأمي ابني نجم الدين بناته صغار اريد ان اذهب الى بيته وهو ساكن فوق محلنا لالبسة مقابل مطعم باسل بقو في البيت حتى صلاة العصر اخي جالس يقرأ القرآن

دق الباب ذهب ابي فنظر ابي بلمنظار موجود في الباب شهد واحد لابس لباس القوات الكوردية ففرح ابي وفتح الباب قوصو ابي و هو يردد الله اكبر

اخي سمع صوت الرصاص ركض إلى الباب وقوص اخي كمان فنظرو الى بنات وامهم بسخرية وذهبو

اولاد اخي بقيو محاصرين حتى يوم الثاني.


 


من قصص ليلة الغدر ( 22 )


من وحيد تمو



خشمان علي وزوجته روزين (لديهم ثلاثة اطفال)

وهم من قرية حلنج و اقامتهم في جخور شرقي و بعد ان تحررت كوباني عادو اليها مثل الكثيرين من أهلها وبقو فيها لأن قريتهم (جخور) تقع بجانب صرين وتلك منطقة لم تكن امنة آنذاك

و في ليلة الغدر حينما سمعو اصوات الرصاص خرج خشمان من منزله وسمع بان داعش يقتل المدنين 

هرع الى سيارته برفقة زوجته و والدته و اطفاله متجها الى حلنج

و عند وصلوهم الى حاجز مكتلة شاهدوا هناك جثث وقتلى مع استمرار تمركز القناصين

و لأن سيارته كانت مغلقة من الخلف 

والدته و أطفاله كانوا هناك

خشمان يقود سيارته و زوجته جالسة بجانبه في المقعد الامامي و بحضنها طفلها الرضيع ذو الاشهر الأربع

فقتلهم القناصة على الفور

اما بقية الاولاد ووالدته فبقيوا احياء -لان القناصة لم يشاهدهم – عالقين بين الجثث و الخوف و الموت و الصدمةحتى تمكنت وحدات حماية من وصول اليهم لاحقا.

من قصص ليلة الغدر ( 23 )

من وحيد تمو


الخالة نادرة علك من قرية حلنج…..

نادرة امراة طيبة وحنونة معروفة بروحها المرحة و حس الفكاهة توفي زوجها وترك برقبتها ايتام

فصبرت وعاشت فقيرة حتى كبرت اطفالها و تحسنت اوضاعهم …. قاموا ببناء منزل لهم في كوباني بحي مكتلة عادت نادرة مع اولادها الى كوباني بعد تحريرها 

استيقظت في تلك الليلة لاجل السحور مع بناتها

و في الساعة الخامسة صباحا رأت سيارة فيها اشخاص بثياب وحدات الحماية وقفت بجانب منزلها

كانوا على سطح منزلهم فنزلت النادرة لاجل الوضوء وصلاة الفجر

طرق باب منزلها…..فتحت نادرة الباب

و لم تكن تعلم انها فتحت باب الجنة

اطلقوا عليها الرصاص و استشهدت

اما ابنتها فكانت على الدرج

اطلقوا عليها الرصاص و أصيبت إصابة غير قاتلة

اما باقي افراد العائلة فقد توجهوا الى سقيفة المنزل

الى ان وصلت وحدات الحماية فيما بعد

و تم إنقاذهم.

من قصص ليلة الغدر ( 24 )

وحيد تمو



محمود صالح من اهالي حلنج

نزح مع عائلته الى تركيا عندما هاجمت داعش كوباني

لكنه بقي عند حدود راغبا في العودة الى مدينتهتعرض محمود عدة مرات لضرب على يد الجندرمة التركية بسبب بقائه عند حدود

عندما تحررت كوباني عاد اليها بسرعة

و في ليلة الغدر كان بمنزله في القرية سمع أصوات الرصاص من كوباني

خرج مسرعا وحمل سلاحه وتوجه وحده الى كوبانيوعندما وصل الى حاجز مكتلة اوقف سيارته ظنا منه ان المتواجدين على الحاجز هم من وحدات الحماية

وسالهم (شو في شباب شو صاير )

لكنهم وضعوا السلاح في رأسه مطلقين عليه رصاصة غادرة

أدت لأستشهاده على الفور.

من قصص ليلة الغدر ( 25 )


محمود بالاس وابنه جيكر خون

وهو اب لطفلين نوجين وجان ذو ثلاث واربع سنوات كان يعمل خياطا في غازي عينتاب وعندما تحررت كوباني عاد مع عائلته الى بيته الذي دمر نصفه وكان يقول دائما تراب كوباني افضل من ذهب تركيا 

وقبل مجزرة بأيام قليلة افتتح محله للخياطة 

و في ليلة الغدر سمع اطلاق رصاص بجانب منزله

فخرج الاب محمود بالاس للاستفسار

ظنا منه ان صرين تحررت وما ان فتح الباب ومشى خطوة حتى اطلقو عليه رصاص وهو ينادي (انقذيني امينة انا متت) وسمع ابنه جيكرخون صراخه

فخرج ظنا منه إن الذي أطلق الرصاص على والده هم الجيش الحر وهو يقول ابي ليس ارهابي لماذا تقتلونه

باغته داعشي اخر من خلف الحديقة واطلق عليه رصاصة استقرت بظهره ……زحف حتى وصل الى جثة والده ماسكا يده حتى فارق الحياة بجانبه.

من قصص ليلة الغدر ( 26 )

من محمد ضاهر



أخي مصطفى الملقب ب أبو شيرو المشلول في رجله اليمنى 

سمع بأن طبيبا في كردستان العراق يعالج مثل حالاته ، فتواصل معه عبر الوسطاء هناك ، فكان كلام الدكتور : تعالى الى كردستان وان شاء الله سنقدما لك علاجا.

حاول بشق الانفس العبور من البوابة الى تركيا ولكن لم ينجح ، تكلم معي مرار لأجد وسيلة له للعبور من البوابة ولكني كنت اقول لا استطيع ،

فكان يغضب ويصرخ قائلا : على أساس عندنا وزير ،كيف تكون وزير وما تحسن تدخل اخوك المعاق من البوابة على تركيا ،

فكنت أقول يا اخي هذا اسم لصق بنا جزافا …

ماكان منه إلا ان يشعل سيجارته ويفرك شواربه الناعمة من الغيظ والقهر.

المهم بعد محاولات عديدة استطاع ان يدخل عبر البوابة الى تركيا بجهوده …

فتوجه الى مدينة سلوبي الكردية لكي يدخل الى كردستان العراق ، مكث هناك ثلاثة ايام ، -وهو يمشي على هيئته في الصورة – وفي يوم الرابع أتاه شاب كردي مفتول العضلات وطلب منه 300 دولا + تلفونه – الجوال – كي يمكنه من العبور الى كردستان ،

وقال له : انتظرني برهة هنا وسوف آتي لآخذك ، ولكنه ذهب الى غير رجعة

ومكث ابو شيرو ينتظره طوال النهار ولكن بالنهاية أدرك ان مفتول العضلات سرق مشلول العضلات .

فما كان من أخينا إلا أن يعود إلى أحب الديار على قلبه منتصف اليوم التالي الى كوباني، وفي قلبه آهات وحسرات لأنه لم يتمكن من لقاء الدكتور …

وفي الليل نام مبكرا من التعب ووعثاء السفر ثم نهض للسحور وقبل أن يدركه آذان الصبح دخن سكارتين على العجل ليكون زاد له على اتمام صيامه …

وفي تمام الساعة الخامسة ونصف يسمع صوت الرصاص، فيستقيظ وينهض من فراشه ليرى ما الذي يجري في الخارج برفقة أمه ، بمجرد خروجهما

فما كان من الوحوش إلا أن اطلقوا وابلا من الرصاص على صدر أمه فوقعت ارضا ، وحاول هو جاهدا ليدخل البيت فما إن ادار ظهره لهم فاطلقوا عليه ا زخما من رصاصاتهم الغادرة على مؤخرة راسه فسقط هو الأخر ورأسه على صدر أمه …

بعد استشهاده قرابة شهرين جآءني ضيفا في الحلم وهو يمشي على رجليه

فأسأله : كيف تمشي يا ابو شيرو وقد كنت معاقا

خاطبني مبتسما: رزقني الله برجلين جميلتين …. رحمك الله يا ابو شيرو ورحم كل شهداء المجزرة وافرغ الله الصبر على قلوب اهل مدينتنا المفجوعة.


من قصص ليلة الغدر ( 27 )

معصوم علي



الشهيدين خليل سيدو وزوجته بنفش= من قصص فجر الغدر

السبت 27-6-2015 ثالث أيام فجر الغدر حيث أعلن أن المدينة باتت نظيفة من أنجاس داعش وان كل البؤر التي احتمى فيها هذه العناصر قد تمت تطهيرها وذلك بعد تفجير مبنى الثانوية على رؤوس من كان بداخله .

هذا المبنى من المدارس القليلة التي صمدت ولم تنهار في الحرب المدمرة الأخيرة رغم أنها اضمحلت عظاما فقد استبشر بها أهل المدينة خيرا عندما سمعوا بأنها تحولت إلى مشفى باسم مشتى النور –هذا الاسم الذي يقدسه جل أهل كوباني … ولكل سببه الخاص- وذلك من قبل منظمة أطباء بلا حدود هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإنسانية التي طال انتظار أهلنا لتواجدها في مدينتهم المنكوبة منذ أكثر من أربع سنوات او يزيد ……..

لكن فرحتهم بانتهاء كابوس الرعب الممزوج بالدم والدمع لم تكتمل حيث أشيع بان عناصر من داعش تمكنوا من الفرار بعد تملصهم من الطوق الأمني على أماكن تواجدهم تحت جنح ظلام الليل ويخشى أنهم توجهوا نحو الجنوب حيث قرية كررك وكليلك …حينها شوهد من قبل المتواجد الحذر والمترقب في هذه القرى أن أربعة أشخاص –وقيل سبعة-وكأنهم خرجوا من الخندق المطوق لكوباني والمار من قرية كررك –قالت سيدة وهي زوجة م ح التي كانت متواجدة في بيتها مع أطفالها الصغار أنها همت لأخذ الماء إليهم ظنا منها أنهم من قواتنا وتلاحق فلول داعش إلا أنها تراجعت في اللحظة الأخيرة ولا تعرف السبب…-

هؤلاء توجهوا جنوبا حيث تنقلوا من قطعة ارض مشجرة إلى أخرى متحاشين الأراضي المكشوفة والملفت أكثر أنهم يشعلون الحرائق في طريق سيرهم وحينما اخبروا هاتفيا المقربين من المؤتمن على امن المنطقة جاءهم الرد بالتريث وربما أنهم فعلا من قواتنا ….. ولان سرعة الهواء يومها كانت عالية نسبيا فقد وصل النار إلى الطريق الترابي الذي يفصل الأشجار التي تطوق البيوت الثلاثة –إحداها بيت الشهيدين- وأطفئ …..

في البيت الجنوبي حيث المدجنة حملت الزوجة الخمسينية بارودة الصيد – ربما سلاحهم الوحيد – وتوجهت نحو البيت الشمالي م س طالبة من زوجها الستيني اللحاق بها قائلة الوضع بات خطرا رغم ممانعة الزوج الذي قال بأننا سوف ندافع عن أنفسنا في دارنا ولكن الزوجة أصرت الذهاب مرددة وهل يمكن الدفاع ببارودة الصيد …؟ لحق بها الزوج ممتطيا دراجته النارية .

في البيت الشمالي حيث تجمع أصحاب البيتين هم والبيت الوسطى – مجموعة من النسوة وأولادهم الصغار ما يزيد عن خمسة عشر نفسا – إلا أن صاحب البيت الوسطى السبعيني لم يكن موجودا بينهم … حاولت زوجته العجوز العودة إلى دارها لثلاث مرات ولكنهم أقنعوها في كل مرة بان زوجها سوف يأتي… ولا يعرفوا كيف أنها استطاعت تركهم واللحاق بزوجها ….

سمعت أصوات الرصاص من جهة المدجنة إلا أنهم لم يعرفوا أهم من عناصر داعش أم قوات حماية الشعب ولم يمضي طويلا حيث سمعت أصوات الرصاص مع صراخ الشهيدة حينها أسرع م س صاحب البيت الشمالي إلى إركاب النسوة والأطفال كلهم في سيارته التاكسي وجرى بها إلى مكان أكثر أمنا …..

— حينها اركب ا ح صاحب المدجنة زوجته خلفه الدراجة وانطلق بها إلا أنهم تلقوا وابل من الرصاص أربكهما وغميت على الزوجة مما أدى إلى تدهورهما وأوقعا أرضا – وبقدرة قادر استقرا خلف الطريق المعبد المرتفع قليلا عن الأرض مما صعب مهمة الإرهابي – وبدافع الجرأة أم غريزة البقاء هدأ نفسه وسحب بارودة الصيد قائلا في سره إن لم أصيبه في الطلقة الأولى فإننا مهلكان لا محالة نظرا لأنه شاهد الإرهابي متوجها إليهما بخطى سريعة مع إطلاق كثيف صوبهما …. تتطاير الزفت والأتربة عليهما.. صدد وعندما استقرت بعض الخردوات جسده كان على مسافة ثلاثين مترا او اقل حيث ألحقها بالطلقة الثانية .. وقع أرضا ومع ذلك فتش في خصره ثم رمى قنبلة يدوية باتجاههم إلا أنها وقعت بالقرب منه أكثر منهما وبطلقتين أخريين تمدد ساكنا حينها شعر بأنه أصيب أيضا وشاهد من بعيد إرهابي أخر يبتعد تاركا جثة رفيقه …

عاد لنفسه رأى جرحه ينزف من بطنه ووركه ولكنه اطمأن إن إصابته ليست خطيرة طالما لم يفقد وعيه وفتش في جسم زوجته حيث تأكد أنها لم تصب .. بل إغماء فقط اتصل مع أقربائه مطمئنهم وطالبا إسعافهما … طال انتظاره لأكثر من ساعة لحين وصول أقربائه وأسعفوهما إلى مشفى كوباني ثم إلى تركيا حيث تماثلا للشفاء إلا إن معاناتهما كانت من آثار وقوعهما حيث كسور في الأضلاع وارتجاج الدماغ مع الزوجة – قال أثناء تواجدنا على الأرض بعد الإصابة كم تمنيت إن يكون لدي روسية لأقتل بها ذلك الذي أصابني من بعيد لانتقم لنفسي واخلص أرواح بريئة أخرى قد يطاولهم يد هذا الوحش …. وقال ضاحكا كنت أقول لزوجتي وانأ اصنع لها ظلا بمحرمتي تحملي يا أمي سوف نكون على ما يرام وذلك من شدة الحنان….

وبعد إسعافهما عاد عدد من الشباب إلى منزل الشهيدين حيث شاهدو أن صدره أصبح كالغربال من العدد الكبير من الإصابات وزوجته العجوز مصابة بطلقة واحدة في الرأس يبدو أنها الطلقة التي اصمت صراخها…

المفارقة أن الإرهابيون لم يحملوا سلاح الشهيد ولا طلقاته حيث شوهد بجانبه وقيل بأنه لم يلقم السلاح إما لأنه كبير بالعمر وجسده الهزيل لم يسعفه او قتل غدرا قبل أن يراهم.

تم دفن الشهيدين في مقبرة أم القرى شيران مع شهداء فجر الغدر وكان عددهم بالعشرات من ذلك القرية وحدها .


من قصص ليلة الغدر ( 28)


 اقبال اسماعيل….. شقيق الشهيد آمد بلال اسماعيل


توفى في سبيل انقاذ اختي المتصاوبه ع ايادي داعش لانو اختي كانت واقفه على البلكون هي وبيت حماها كانو عم يتفرجو شو سبب هالاصوات ولما شافو شخص انقتل قدامن ع ايد واحد لابس تياب ياباكا فصرلن فضول ليعرفو السبب ولما نادو لهداك الشخص وسألوه ليش قتلتو هو ما جاوب لانو كان من عناصر داعش وبلش برشن بالرصاص وهيك اختي تصاوبت ووصل الخبر لاخي المرحوم وهو ما قدر يضل مكتوف الايدي راح فورا مشان يسعفها ولما وصل عالبيت اختي ونزلها وحطها بالسياره هي وبيت حماها وحط ابن اختي بحضنو كان رضيع وسبحان لله صابتو القناصه من بين الكل والحادثه صارت قدام مدرسة ثانوية البنات والمؤلم بهل القصة انو راح مشان ينقذ اختو وللاسف بلحظة نزاعو للموت ما حدا حاول حتى يمسح العرق عجبينو وضل عم ينازع الموت لوحدو لانو الكل لحظة تقوصو هربو من السيارة وضل هو لوحده وضل عم ينزف حولي ٤ ساعات ولما نقلو عالمشفى كانت روحو منتقله لرب العالمين ……

الف رحمه ع روحك يا اخي وعلى كل شهيد من شهداء كوباني المجروحة.


من قصص ليلة الغدر ( 29 )



من قصص ليلة الغدر في كوباني

بقلم الاستاذ….. رياض تموفي الطابق الرابع بعد الخمسين ( مجمّع البومنتي لرجال الاعمال) في استنبول ، اتصالٌ هاتفيٌ لأبو سامر ، أعادني الى الدرك الأسفل ، خَبِرْتُ الفرق في أن تكون في الفنادق أو الخنادق .

الو أبو سامر ، ماهي آخر الأخبار ؟ كان مصاباً بالبرد : الأمور صعبة جداً هنا ( هفال) قالها ممازحاً لكن المعنويات عالية ، حربٌ حقيقة تُخاض الآن بهمة الأبطال ، الأمر مختلف عما ترونه في الاعلام ، الكفّة مائلة لصالحنا ، غداً سيكون المركز الثقافي نقطة تحوّل في معركة التحرير ، ثم أردف: في كوباني لا تعرف متى تستشهد ، بطلقة قنّاص أو قذيفة هاون ، أو قذيفة مدفع …لكنّي على يقين بأنها ستتحرر ولن نتركها . البارحة كنت في منزلك ، غامرت بالدخول الى الحارة رغم غدر القنّاصة ، فناجين القهوة لازالت على الطاولة ، كتبٌ في المكتبة ، ديوان محمود درويش ، القرآن ، الانجيل ، وبدأ يسرد ما يراه ، ثم تابع ممازحاً ، ولتكن أنت يساريّ الفنادق . برغبة ٍ عارمة لأكون في كوباني قاطعته: فليحفظكم الله من كلِّ مكروه ، رغم إدراكي بأن الله نفسه عَبَرَ بأربعمائة الف نسمة الى الطرف الآخر من الحدود

وتحررت كوباني …هياكل أبنية متهالكة … درجٌ مفضٍ الى الطابق الرابع لازال واقفاً دون طوابق …صفائح أسمنت ..محلاتٌ بدون واجهات …هياكل سياراتٍ محترقة …شرفاتٌ مثقوبةٌ بألف طلقة دوشكا . لا ماء ، لا كهرباء ، لا هواء حتى . في مرسين قال لي متحاججاً سأعود بعد أن غادر كوباني للعلاج بعد أن تحررت : أشتقتُ إليها وحان وقت العمل .

في اليوم الثالث من عودته ، وعند مطلع الفجر سمع صوت طلقاتٍ كثيرة ، كان نائماً بمنزل شقيقته ، حاول الاتصال بأحد القائمين على ypg فلم يفلح ، تنادت الى سمعه : أنهم يقتلون في الساحة كل من يمر ، قتلوا عبدالرزاق ….. قتلوا اثنين داخل سيارة ، قتلو رابع على الدوّار ، كان الموت يتعثّر بالموتى

كان الأمر مختلطاً على كل الناس ، قال له أحد الجيران( عزت اوسكلي) : عد أبا سامر سيقتلونك ، لكنه أراد أن ينقذ أحدهم ، أراد أن يساعد آخر

أي قنصٍ همجي أرداك

أي غدر

أي مكيدة ٍ ، أسهتْ عنكم عيون حماة الوطن والارض والعرض

سيدّعون بأن أقداركم ذَبُلَتْ!!

هاهم يدّعون بأن لا سبب لقول الحقيقة

لاسبب للكذبِ ، أيضاً

هؤلاء غُدِروا مرة على يد الإرهاب

فلا تغدروا بهم مرتين

كوباني شفافة بما فيه الكفاية

كونوا مثلها .

ابو سامر من الرعيل الاول في الحركة الكوردية ( عضو مكتب سياسي) و حمل االبندقية أيضاً. 

من قصص ليلة الغدر (30 )


ألجين بوزان



شهيدة فاطمة بركل…

والناس بيعرفوها ف”فاتي سمو عكلة” 

أمي كانت عضو في اتحاد ستار لمرأة في كوباني ومسؤولة عن حارة شهيد سرحد قريب من معبر حدودي.. رح بلش قصتها كباقي قصص نزحنا كلنا ع تركيا وهي اصرت ماتطلع من بيتها واخر ماتركنا كوباني ????وبعد تحررها رجعت هي وأبي رتبت بيتها يلي بقيان من دمار وخراب واقتنعت في وكان مبسوطة بعيشتها لانها بكوباني بين اهلها وترابها لحتى اجى اليوم الاسود بالنسبة لكل كوبانيين..

في صباح الباكر سمعو صوت رصاص وهني ككل ناس مفكرين تحرير صرين طلعو لبرا ليعرفو سبب لبين ما وصل داعش لعندون وهني لابسين تياب ypg تقريبآ استشهدو من حارتنا اكتر من 30 شخص وحدة عروس جديدة وعريسها والاب والابن وكتار…

لبين ما وصل لعند بيتنا نفس سيارة يلي فجرت حالا بالمعبر الحدودي وقف بشارع وحكى مع ابي وجيران

كان بدو يعرف طريق وساق سيارتو وكان وجهو ملطخ بالدم وهيك ناس عرفو انهم داعش ويلي خلص حالو هرب ويلي ضل استشهد وامي قالت ما رح اطلع من بيتي، اختي الصغيرة مسكت ايد ابي وهربو وامي ضلت بالبيت وما كان في اي خبر عن امي ???? ليوم تاني خبرونا انها بالحوش ومستشهدة.


من قصص ليلة الغدر ( 31 )


من وحيد تمو:

خالد مسلم من ضحايا مجزرة ايضا

وهو من قرية قولان لكنه عاد واستقر في كوباني بعض تحريرها مثله مثل عشرات الاباء والشباب اصبحو ضحايا داعش الارهابي متزوج وله ثلاثة اولاد في ليلة الغدر عندما سمع الاصوات رصاص سأل جاره فقال له بان داعش دخل مدينة كان همه انقاذ اولاده صغار

ركب سيارته واتجه نحو حلنج رأت زوجته الحاجز وقالت لزوجها هؤلاء ليسو وحدات حماية بل انهم داعش فحاول الرجوع نزلت زوجته واولاد هاربين الى خلف بيوت مدمرة في مقتلة لكن داعشي شاهدهم وركب سيارتهم وحاول اللحاق بهم

القدر كان اقوى من خالد قتلوه في سيارته وبقيت جثته في سيارة امام اعين زوجته التي بقيت بمكانها حتى وصلت وحداتنا وانقذو زوجة واولاد وحملو جثة خالد.

من قصص ليلة الغدر ( 32 )


 رضوان حمي


اخي محمد حمي بن حسين مواليد ١٩٧٢ اب لطفلين فؤاد وشاهين كان محبا لاهل كوباني ولديه جرار يعمل عليه ليطعم اولاده من عرق جبينه ونزح الى تركيا كما كل اهل كوباني ولكن حبه وعشقه لكوباني جعله يرجع مسرعا بعد تحريرها مباشرة ،،شهر شباط ،، حيث كان يناوب على حراسة اهل كوباني في حارة شهيد يحيى وفي تلك الليلة المشوؤمة لم يكن نوبته في الحراسة لكنه ناوب بدل صديقه الغائب في كانتون كوباني وقتل برصاصة قناص ارهابي متمركز فوق ثانوية البنين بتاريخ /٢٥/٦/٢٠١٥/ صباحا الرحمة والمغفرة له ولكل شهداء ليلة الغدر والخزي العار للقتلة والارهابين الصبر كل الصبر لذوي الشهداء.


من قصص ليلة الغدر (33 )



بقلم ابنة شهيد مجو اوسكي واخت شهيد عمر


ساكتب بقلمي الوحيد الذي يستطيع ان يفهمني عن ليلة الغدر ا لذي كان أكثر يوم دموي في تاريخ كوباني

في صباح اليوم الخميس احدى ايام الصيام مبارك بتاريخ خمسة و عشرون في شهر تموز من عام الماضي يعني الآن نحن في ذكرى الأولى لهذه المجزرة التي ذبح كوباني ذبحا و التي راح ضحيتها اخي و ابي و خمسة جرحى من أخواتي

في تلك اللحظة التي دخلوا فيها دواعش هم كانوا نائمون فهم استيقظوا بصوت رشاشات دواعش و هم يقتلون كل من كان في طريقهم او الذي يرونه حتى و لو كان من بعيد . فقال ابي مرحوم لأولادها لا تخرجوا هناك أصوات الكثيرون لا احد يعرف ما المشكلة .

في ذات اللحظة قالت امي سارى ما الذي يحدث في الخارج تلك اللحظة عندما فتح باب أطلقوا عليهم رصاصات فصابت امي في كتفه و بعدها ظهرت اختي و أخواتي ليشاهدوا ماذا حدث مع امي و لكن اخذوا نصيبهم من هذا يوم دموي فتصاوبوا خمسة منهم و استشهد اخي و ابي . استشهاد اخي و ابي كان من قناصات التي كانوا ركبوها فوق ابنية واقعة بجانبهم و المصابين كانوا ما زالوا بانتظار مساعدة أي واحد و لكن لا أحد يستطيع ان يخرج من بيوتهم خوفا من رشاشات حتى المشافي كانت مدبرة تحت سيطرتهم لا احد يستطيع ان ياخذ جرحاهم هناك . ظلوا ينزفون دما و دموعا طوال اليوم لمدة عشر ساعات و أخيرا لما انخفضت معارك في الشوارع و بعدها اخرجوا كل واحدا منهم على قدميه و سيمشي مشوار عشرة كيلومترات ليقطع الحدود ما بين سورية و تركيا ليذهبوا الى المشافي تركيا . و اختي الذي كانت مصابة برجليه اثنتين كانت على كتف احدى جنود ypg ليأخذ على قدميه الى السيارات إسعاف و لما وصلوا الى المشافي تركيا كانت هناك ازدحاما كبيرا في المستشفى . و أخيرا امي تلقت العلاج في مدينة اورفا و اختي كبيرة في ديار بكر و اختاي و اخي صغير في مدينة سروج . و هم يأملون بان اخيهم و ابيهم كان مصابا مثلهم ﻻ يعرفون بانهم استشهدوا .ظلوا يسألون عنهم من اقارب عن حالتهم . و بعد بضعة أيام عرفوا حقيقة بانهم اخذوا نصيبهم من الدنيا الفانية الى الدنيا الحق و لكن ظلوا ينزفون دما من جهة و قلوبهم يحرق من جهةاخرى .

الف رحمه لكل شهدائنا الأبرار الذين فقدوا حياتهم في سبيل هذا الوطن الغالي و سنظل دائما فخورين بهويتنا و بمدينتنا كوباني أسطورية في العصر الحالي.


من قصص ليلة الغدر ( 34 )



مزيان

متزوجة كان الها تلات سنين..عمرها تقريبا 34 .. الله ما طعمها ولاد ( يمكن منشان ما يضلو يتما ) 

متلها متل كتيرين الي استشهدو بهداك اليوم 

نزحنا من كوباني ضلينا بتركيافترة .. بعد ما تحررت كوباني رجعو بالربيع لانو زوجها كان( رئيس حاجز) مدري هيك شي

فاقت ع اصوات الاسلحة هي وضرتها بس زوجا ما كان بلبيت كان ع الحاجز بهداك اليوم ولسوء الحظ.. بيت سلفا جنبون الحيط ع الحيط ..سلفا طلع لبرا ليشوف الاصوات شاف الناس كلها عم تهرب وعم يقولو دخل داعش ع كوباني ندهلون بسرعه قال يلا بدنا نطلع نحن كمان هي ما اهتمت كتير فكرت انو متل المرة الاولى لسا داعش بعيد فاتت لجوا وضبت الفرشة وضرتها تقول بسرعه بس جهزت حالا وفتحو الباب شافت تنين طلعو من زاوية الشارع صرخت وسكرت الباب دغري قوصو ع الباب بس ما انصابت ..صارت تفتل حاولين حالها وتقول لضرتها خلص رح نموت.. خلص رح نموت .. ضرتها بتقلها انتي اطلعي ع بيت سلفك وروحي انا معلش خليني موت هي بتنط من ع الحيط ع بيت سلفا ما بتلاقي حدا لانون راحو بتسمع صوت ببيت الجيران بس لسوء الحظ بتخربط وبتنط لبيت تاني بتروح بتفوت بتشوف مافي حدا كمان بتفتح الباب وبتركض لبرا بتوصل لنص الشارع جنب مشفى ( فيينا ) بيطلعو تنين من زاوية بتلف بدا ترجع بقوصوها طلقتين وحدة بكتفا ووحدة بضهرها بتوقع بالارض ???????? ..

ضرتها كانت لسى ببيت الجيران سمعت صوتها ركضت لبرا شافتها ع الارض عم تنزف طلعو عالم بس بلش داعش يقوص عليهن كلهون هربو الا هي ضلت تسحبها لجوا البيت.. سبحان الله اديش قوصو عليها ما انصابت لانو لسا مو خالص عمرها ..

ضلت عم تنزف ست ساعات لساعه 12 سلمت روحا بس قبل ما تموت طلبت ماي وصارت تقول جواها كلو عم يحرقها ???????? يمكن لو اسعفوها لكانت نفدت من الموت بس خالص عمرها ????


الله لا يفوق لي كان السبب

الله ينتقم من كل حدا خلا الناس تتعذب قبل ما تسلم روحها

الله لا يسامح كل حدا خلا قلب الناس تتوجع ع هالشباب وهالعالم البريئة


القصة 35: من هاوار



لم تستطيع نسيان والديها واللحظات التي فقدتهما بها بالرغم من مرور عامين على ذكرى يوم الـ25 من حزيران، يوم مجزرة كوباني وبرخ باتان، ما زالت تعيش ذكرى الفجر الدموي في كل زاوية من زوايا منزلها وحيّها, في حين أثقل الزمن على كاهلها لتصبح أماً تعتني بأربعة أطفال صغار وهي في ربيع عمرها.


سلب المرتزقة في ليلة الـ25 من حزيران عام 2015 روح الطفولة من 61 طفلاً وجعلتهم بين حين وآخر يتامى ليعيشوا ما بقي من حياتهم وطفولتهم مع ذكرى والديهم الذان فقدا حياتهما على يد متوحشين تلبسوا بالسواد.


آلجين الطفلة ذو الـ12 عاماً شهدت ما حدث، ولكن أية شاهدة تلك التي ألقت بظلالها على حياة طفلة ما زالت في ريعان عمرها.


حضرت آلجين مأساة فقدان والديها إبراهيم محمد ومها شاهين، وبدأت منذ ذاك الحين تعيش قصة طفولة أليمة، الطفلة التي تحمل آلاماً كبيرة أصبحت أماً لأربعة أطفال وتزداد إصراراً يوماً بعد آخر لتفي بعدها في بناء حياة جديدة بعدما حاولت المرتزقة هدم كل شيء.



آلجين تعيش الآن هي وأشقائها إخلاص ذات الـ9 أعوام, محمد ذو الـ5 أعوام, رستم ذو العامين وخبات ذو الـ3 أعوام مع جدتها في منزلهم القديم بحي الشهيد سرحد، وقد حملت على عاتقها أمر الاعتناء بأشقائها الأربعة.


يقدم عم آلجين المساعدة لهم في حين تحاول الجدة أن تملأ جزءً من فراغ فقدان الوالدين من حياة الأطفال الخمسة، لكن آلجين أيضاً تساند أشقاءها بالرغم من أنها انخرطت في الدراسة العام المنصرم وبلغت الصف السابع الإعدادي بعدما نجحت هذا العام.


الطفلة الأم عاهدت نفسها ووفت بالعهد


“أعتقد بأنني عندما أكبر سأستطيع الإجابة عن تساؤلات أخوتي الذين يرددون السؤال ذاته كل يوم ’أين أبي وأين هي أمي، متى سيعودون‘، عندما أكبر ومع مرور الوقت سوف أتمكن من أجابتهم والقول بأن من فقدناهم لن يعودوا مرة أخرى، سوف أخبرهم كيف رحلوا و ماذا يعني لنا الفجر الأسود، الفجر الذي حل معه الظلام على عائلتنا، سأخبرهم بكل شيء يؤلمني اليوم.



عندما يسألوني عنهما أخبرهم بأنهما سوف يعودون لنا في أيام العيد, لا أدري كم عيداً سأنتظر بعد أنا وأخوتي، أنتظر عودتهم كل يوم، وفي كل ليلة أتمنى أن يزوروا حلمي لعله يصبح ذات يوم حقيقة أعيشه من جديد.


دائماً ما أزور قبر أمي وهناك أروي لها كل ما أعيشه من بعدها، أقول لها بأنني كبرت من دونها وأصبحت أشبهها في كل شيء، كيفما كانت تعتني بنا أنا أعتني بأخوتي اليوم، ما وهبته لي من حنان أنا أعطيه من بعدها لأخوتي لكي لا يحتاجوا العطف والحنان من أي أحد، أنا سوف أقف بجانبهم دائماً”.


باتت أعين الطفلة الصغيرة آلجين تمتلئ بالدموع وهي تروي عن اشتياقها لوالديها وقد طال الفراق ومضت سنتان على الواقعة التي ترسخت في مخيلتها وعلى ما يبدوا بأنها لن تنساها أبداً.



القصة 36

بقلم …..دلناز العيسى


محمود علي معروف بأسم ( محمود حمكورك )

كان رجل نبيلا ومعروفا بكرمه وحسن خلقه

كان لديه طقم من ملابس كريلا يرتديه دوما حباً لقوميته وإخلاصاً له.

في حرب مقاومة كوباني ظل يحارب ويقاتل في الجبهات واصيب مرة في ذراعه لكنه رفض الاستسلام وبقي في كوباني حتى تحريرها

وكانت معه زوجته سارة خليل.

في فجر يوم 25.6 عند سماعهم صوت الرصاص و بما انه على التواصل مع القادة في كوباني قالوا له خذ حذرك محمود داعش يهاجم المدينة .

فأسرع بإرسال زوجته و ابنتيه الي الحدود ،وبقي هو في الشارع حاملا بندقيته والمسدس منتظراً وصول رفاقه .

وفي لحظة وصول رفاقه رفع سلاحه للاعلى مرحباً بهم …لكنهم كانوا دواعش… فغدروا به و اطلقوا الرصاص عليه حتى فجروا رأسه وسالت دمائه على تراب كوباني التي كان يعشقها..


القصة 37


بقلم….. خلود كيتكاني



الاسم مصطفى بهاء الدين علو من قرية كوفيان….


كان يعمل في اسايش و في ذلك اليوم و حوالي الساعة الخامسة صباحا سمعنا طلقات نار ونحن لا نعلم أن داعش اقتحم كوباني حاولت أتصال بأخي أكثر من مرة دون أي رد وبعدها تركت أمي العاجزة في البيت ذهبت إلى بيته ولم أجده

سألت أين مصطفى قالوا أتصل به صديقه من اسايش

و قالوا له لا يوجد أحد في اسايش فترك أولاده و ذهب

ولم يخبره احد أن داعش قد اقتحم كوباني و لأول مرة يلبس بدلة عسكري

ذهب هو وجارنا إلى اسايش و قبل وصوله و عند المركز الثقافي أطلق عليه القناص في رأسه ورجله وفي صدره وبعدها انقطعت اخباره ونحن نتصل ولكن لا يوجد رد

حاولنا الاتصال باسايش وهم يقولون انه يحارب داعش ولما يقولوا انه أستشهد وفي اليوم الثاني حاولنا إتصال ب اسايش قالوا انه مصاب وهو بمشفى ليوم ثالث ساعة 11صباح ونحن كنا عند أشجار الحكومة

قالوا أن مصطفى مصاب وهو بالمشفى وانا تركت اهلي وذهبت إلى مشفى عسكري…… حواجز اسايش منعتني من الدخول إلى مشفى وبعض تجادل كثير حاولت الهرب من الحاجز لكي ادخل إلى المشفى

وعند دخولي إلى المشفى اكتشفت ان اخي قد استشهد

وهنا ذهبت إلى مقبرة الشهداء لأجد اخي وهو يصرخ مصطفى أستشهد ……


الشهيد لديه طفلان الاكبر معاق من زوجته الاولى و الاخر من زوجته الثانية و عمره 7 سنوات و ابنتان صغار.


القصة 38


من وحيد تمو


ليلة الغدر…

أنا جفين يوسف من كوباني.. حالياً عم أدرس بتركيا بس أهلي بكوباني….قبل ما بلش دوامي بالجامعة كنت عم أشتغل مع منظمة دولية وكان عنّا مهمة بكوباني…فعبرنا ع كوباني بتاريخ 22.06.2015 أنا و2 من رفقاتي كنا شب وبنتين (انا والشب كنّا من كوباني والبنت كانت من كورد تل ابيض)… طبعاً أهلي بوقتها كانوا رايحين زيارة ع كوباني لمدة كم يوم مشان ينضّفوا بيتنا لحتى يخلص اجار البيت يلي مستاجرينو بتركيا مشان يرجعوا ع كوباني.. طبعاً عبرنا انا ورفقاتي ع كوباني وبلّشنا بالشغل ل يومين ووقتها كمان خالتي وبنتها كانوا مع اهلي وهمّ من تل ابيض كانوا كمان رايحين يشقوا ع بيتون…المهم.. باليوم التالت 25الشهر فقنا ع صوت رصاص… طبعاً قسم منّا كان نايم ع السطوح والقسم التاني كان نايم بالبلكون..أنا لما فتحت عيوني قلت أكيد شي منطقة تحرّرت كمان واهلنا من الفرحة كالعادة… نحن بيتنا قريب ع مطعم كندي المعروف بكوباني والكل بيعرف موقعوا..ركضنا لجوا ويلي ع السطوح نزلوا لتحت…رفيقتي البنت صارت تصرخ (لانو هي شافت من قبل داعش بتل ابيض) وصرنا نهدّيها حاولت شرّبها ماي بس كانت صايمة وما قبلت… بابا ورفقاتي طلعوا لبرّا وكل جيرانّا طلعوا…صاروا يركضوا ع الشارع الرئيسي ليشوفوا شوفي؟!… طبعاً بوقتها كان في واحد مقتول وجثتو عالارض … نحن فكرناه داعشي لانو يلي قتلوا كان لابس تياب الYPG وبعدها سمعنا انو داعش هو يلي داخل ع كوباني بعدما سمعنا صوت الانفجار يلي صار ع الباب…نزلنا للطابق التحتاني مشان سلامتنا… وطبعاً لانو نحن موظفين تابعين للمنظمة فكان في تواصل دائم بينّا وبين المنظمة ليقدروا يطلّعونا من كوباني وللاسف بس انا ورفقاتي مندون اي حدا تاني… وبعد بساعة دخلوا الدواعش ع مطعم كندي…والخوف بلش اكتر واكتر…كنا قاعدين بالمَمرّ الصغير بالطابق التحتاني لانو بقية الغرف بتطّل ع الشارع…. الموبايلات كانت راح تنطفي..لانو ع اساس تجي الكهرباء الصبح وما اجت… المهم.. بعدها بابا قرر نطلع من البيت نروح ع بيت عمي يلي عند الاشجار… طلعنا وركبا بسيارتنا وبابا صار يسوق بسرعة كتير كبيرة…باعتبار كنّا كتار فكل مرة بابا اخد دفعة منّا…وصلنا ع بيت عمي… شفت سيارة في وراها جنازة اهلي كانوا بيعرفوا مين هو.. كان (ويسوي شهينو) يلي اصلوا أرمني…ضلينا هديك الليلة ببيت عمي…. وباليوم التاني الصبح بكير طلعنا لنروح ع الحدود مشان نعبر ع تركيا من منطقة بغرب كوباني لان المعبر كان متدمّر وعليه قنّاصين.. كان اسمي واسماء رفقاتي ع الحدود باعتبار معنا هويات المنظمة… وطبعاً كل الشكر لرفيقنا يلي من كوباني بالمنظمة يلي كان هو بالطرف التركي عم يظبطلنا اوراقنا للعبور بسلامة… عبرنا انا ورفقاتي.. واهلي ضلّوا بطرف كوباني..لانو الاتراك ما خلوهن يعبروا.. وقتها عرفت اني ولا شي من دون اهلي… عرفت وقتها الخوف الحقيقي… وبعدها ضليت اتواصل مع اهلي يلي ضلوا بكوباني ل30الشهر… انقطع الخبز وكلشي وضلوا ياكلوا (برغل ببندورة… برغل بشعيرية… رز) وطبعاً بجنبون بصل يابس فقط لا غير…وآخر شي عبروا من غرب كوباني ع تركيا…وقتها بس كنّا بنسمع انو هاد مات وهاد انجرح وهاد جنازتوا بالارض ووووو…

حكيت القصة بشكل مختصر…. لانو الواحد مافيو يذكر كل التفاصيل لانها بتوجّع..

الرحمة للشهداء…


القصة 39


بقلم….. ميديا محمد


بمتل ه اليوم عشنا كابوس حياتنا ..

بعد نزوحنا من كوباني وبعد اشهر من عزاب والغربة ب تركيا قررنا نرجع ع مدينتا ((كوباني )) بعد ما تحررت .. رجعنا وصدمتنا كانت قوية ع مناظر لي شفناها ودمار لي حل ب كوباني .. درنا بين شوارعها وعيونا مليانة دموع .. فتت ع بيتنا انصدمت لما شفتها متحولة ل بيت مهجور مليان غبرة تزكرت ايامنا لي عشنا فيه تزكرت زكرياتنا لي كانت ب كل زاوية .. 

طبعا بعد يومين من قعدتنا ب كوباني يوم تالت صحينا ع صوت رصاص خربت الدنيا بعدها ب لحظات عرفنا انو داعش صارت بنص المدينة .. نزلنا من طابق تالت للاول بحكم انو الاول احسن من تالت قعدنا بالغرفة الضغيرة لي كانت جوا وما بتطل ع شارع ..قعدنا والكل مرعوب ومو مصدق لي عم يصير … بلشنا نسمع صواتون عم ينادو (الله أكبر ).. (الله أكبر) … ه صوت خلانا نرتعب اكترر .. بلش ابن خالتي الصغير يرجف ويبكي ويقرا ايات من القران ويدعي ربو بس مو عرفان شو عم يقول حاولوا امي وخالاتي يهدوه وعملوا حالون اننون اقويا قدامنا بس الخوف كان مبين من عيونون .. ضلينا قاعدين عم ننتظر .. عم ندعي الله لدرجة صرنا نقول يارب خلي البناية تهد فوق راسنا ونموت بس ما نشوف مناظرون وهنن عم يدبحونا

بلش اتصالات من العيلة و الرفقات يطمنوا علينا وبسبب الشحن لي ماضل ب تلفوناتنا كنا نرد عليهون ونطمنون انو نحن عايشين بس ونرجع نسكر خط وحتى مانقدر نرفع صوتنا ميشان مايحسوا علينا داعش لي كانوا ب بناية لي مقابيلنا .. وفجاة صارت وحدة من حارتنا تنادي وتقول تعالوا شيلوني .. تعالو اسعفوني .. انا متصاوبة .. بس لسا ما متت .. تعالوا اسعفوني .. الكل جمد ب محلو وخاف اكتر واكتر عم نسمع صوت بس ماحدا عم يقدر يعمل شي .. صوتها وهي عم تنادي لهلا ضلت بادني

ضلينا محبوسين ب الغرفة من 4 صبح ل 7 المسا من دون مي ولا اكل .. بعدها سمعنا صوت قرايينا عم ينادي وطلب منا ننزل لياخدنا ع بيتو لانو نحن كنا اطفال ونسوان ل حالنا ومافي لاشب ولا رجال معنا .. طلب منا نركض واحد واحد نقطع شارع من دون ما نلتفت .. وانا عم قطع شارع صار معي فضول لشوف حوالي .. ولما شفت كانت الجثث ب الارض عرفت وقتها ليش طلب منا ما نلتفت حوالينا .. قضينا اليلة عندو وقدرنا نشحن تلفوناتنا وفتحنا نت ولما شفنا صور مجازر لي صايرة من حوالينا خفنا كتير وعرفنا انو نحن كنا بخطر كبير .. هداك اليلة مرت علينا ب صعوبة كتير كل واحد ب فرشتو وعامل حالو نايم بس ماحظا قدر ينام للصبح .. ولما صار صبح اجو جماعة وطالعونا من منطقة لانو صارت خطرة اكتر .. طلعنا ورحنا ع اطراف المدينة قضينا يومين هنيك وعايشين ب خوف ورعب لحتا بعدها قدرنا نرجع ع بيوتنا وصارت ناس تطلع لبرا … فرحنا لانو صرنا ب امان وانتهى كل شي بس لما سمعنا انو هاد انقتل وهاد اندبح وهاد استشهد انزعحنا اكتر وشكرنا ربنا لانو خلانا نفلت ب اعجووبة وماشفنا نص ولاربع لي شافوه الناس .. لي انقتل جوزها قدام عيونها … ولي اندبح كل ولادو قدام عيونو

اخر شي بقول الله يرحم لي استشهدوا هداك اليوم ويصبر اهااليون

رح يضل ه يوم كابوس ويوم اسود مرافقنا طول حياتنا


القصة 40


بقلم.. .. استيرا خالد


أخي الغالي ساعات تفصلنا عن الفراق 

في مثل هذا اليوم البشع في ساعات القادمة القريبة غادرت فراشك لتحتفل بتحرير صرين إلا أن الوحوش أستقبلوك بوابل من رصاص وأنت تسلم عليهم ولم يشف غليلهم وحقدهم الا احدى عشرة رصاصة على صدرك ووجهك البريء .

أخي سروان خالد مختار من قرية حلنج كان عضوا في دار الشعب برغم صغر سنه فلم يكن يتجاوز 17 عام في تلك ليلة بقي سهران مع العائلة لساعة متأخرة لعله كان يعلم بأنها آخر ليلة يجتمع فيها مع أحبته

وفي الصباح وعند سماع صوت رصاص قام من فراشه وقال منذ مدة وأنا انتظر هذا اليوم فاليوم تم تحرير صرين سأذهب لأحتفل مع هفال واصطدم بدواعش في شارع 48 وضربوه باحدى عشر رصاصة في رأسه وصدره وبقي في سيارته لمدة يومين وبعدها علمنا أنه استشهد وأصبح طيرا من طيور الجنة وعهدا لك ولكل شهداء أننا سننتقم لكم

فألف سلام على روحك طاهرة


القصة 41


بقلم.. .. اذاد كنجو


كانت أشدُ إيلاماً ، تلك الهجرة التي ساقتنا إليها الأقدار ، الى تركيا ، وخاصة كبار السن ، إثر الغزو الهمجي البربري على كوباني ، ” هجرة القرن” ، لكن ما كان يدعو للتفاخُر أيضاً ” مقاومة القرن ” التي كان يتابعها العم بوزان على شاشة التلفاز .

في ميرسين كان يعدّ الايام والساعات والدقائق للعودة ، يخرج احيانا وحيداً لا يعود الا مساءً يقتل الوقت انتظار العودة ، في الطرف المقابل كان الشيخ مهران يمضي معظم الوقت على تلة ( عتمانك) يراقب كغيره من الكوبانيين بحرقة تارة وبفرح كلما انهالت على داعش حمم القصف او حمم مقاتلي ال ypg ، والذي رغم إصابته كان آخر من خرج من كوباني .

في اليوم السادس من الهجرة كنا معاً في منزله المطل على الساحة هو وبعض أصدقائه الذين استشهد أغلبهم ، كان يقول لن نخرج وهو يضع بندقيته ومسدسيه بجانب رأسه في الليل ، كانت القذائف تسقط على بعد شارعين ، خرجت وانا أتمنى تارة واتوسل تارة ان يخرج .

في الايام الاولى للتحرير عادوا تباعاً . أبي أعمامي ابو سامر ، عبدالرزاق ، والشيخ مهران عادوا لمدينة منهكة مهجورة من كل شي ، ربما لحنينهم الى التراب ، وللضيق من الغربة ومآسيها ، عادوا للبناء

في فجر الخامس والعشرين سمع العم بوزان اصواتا في الساحة ، أطل من الشرفة فأدرك حركة غريبة وبأن داعش أخترق المدينة ، لكن منزله المطل على الساحة كان قد أغرى الهمج بأن يحتلوا السطح للقنص ، فكان عدد منهم بباب المنزل ، دون اي فرصة للنجاة ، حاججهم بمنطق المسلم ، دون جدوى كانت رصاصة مباشرة بالرأس أردته شهيداً ، ورصاصة أخرى برأس الشيخ مهران الذي لم يسعفه رجله المصابة من إدراك مسدسه ، فحاول بالايدي لكن رصاص غدرهم كان أسرع ، تمكنت زوجة عمي وابنته اللتين كانتا مختبأتين خلف البراد وفطنوا لفكرة الهرب قفزاً من الطابق الاول الخلفي للبناية ، وصلوا للجيران المحاصرين من قبل داعش ، دعساً على جثتين للمرتزقة ، كان قد أرداهم ” حمي ” ابن بوزان انتقاماً لاخيه ” مظلوم” الذي استشهد توّاً .

في الذكرى الثانية للمجزرة ، لا زالت التساؤلات دون أجوبة حول ذلك الفجر الأسود .

الرحمة للشهداء .


-من ذاكرة التاريخ…وقائع مجزرة كوباني وبرخ باتان-من هاوار-


بعد مضي عامين على مجزرة الـ25 من حزيران، ما تزال تتردد إلى الآن قصص تلك الواقعة المرعبة التي كانت من أكثر الأحداث الدموية التي تعيشها كوباني.


بعد مضي 8 أيام على حلول شهر رمضان عام 2015، وفي فجر يوم الـ25 من حزيران، تسللت مجموعة من مرتزقة داعش من جنوبي مقاطعة كوباني إلى قرية برخ باتان ومنها إلى مدينة كوباني وأقدموا على ارتكاب مجزرة مروعة بحق أبناء القرية والمدينة.


عندما دقت الساعة الرابعة فجراً، بدأت أولى فصول العملية الخبيثة عندما تسللت مجموعة من العربات العسكرية المليئة بالمرتزقة إلى قرية برخ باتان قادمين من قرية “السبت” التي تبعد عن القرية مسافة 7 كم جنوباً.


تتفاوت المعلومات الدقيقة حول أعداد تلك السيارات، لكن بعض الأهالي يقدرون أعداد المجموعة الأولى بثماني سيارات مليئة بالمرتزقة.


تلك السيارات مرت من القرية دون أن تشغل الأضواء حسبما قال أهالي القرية الذين كانوا قد تناولوا السحور حديثاً، إلا أن حركة تلك السيارات وفي ذاك الوقت أثارت ريبة لدى المواطنان مصطفى علي وعبدالرزاق كجل اللذان وبعد مرور السيارات من القرية توجهوا إلى مركز لآسايش روج آفا قريب من القرية ليتحققوا من هوية تلك السيارات، التي توجهت شمالاً بطرق برية.


ولم تمضي 10 دقائق حتى ووصلت 4 سيارات أخرى من النوع ذاته. أول من شاهدهم كان مواطن القرية شهاب لالو الذي سرعان ما وقع هو وابنته ضحية لهجومهم المباغت حتى سقطت زوجته شهيدة بينما أصيب هو وابنته الشابة بجروح.


وبدأت بذلك فصول المجزرة، إلا أن أحكم المرتزقة سيطرتهم على القرية، وما باغت الأهالي كان ظنهم بإن إطلاق الرصاص الكثيف ذاك الفجر هو للاحتفال بتحرير قوات غرفة عمليات بركان الفرات بلدة صرين، وذلك لكثرة الاشاعات المترددة حينها عن تحرير البلدة.


لم تمضي 10 دقائق على بدء الهجوم على قرية برخ باتان في الجنوب، إلا وبدأت الهجمات في كوباني أيضاً.


فعندما اتجه المواطنان من أهالي برخ باتان مصطفى علي وعبدالرزاق كجل إلى مركز الاسايش، سارعت دورية للقوات بملاحقة موكب المرتزقة الأول الذي مر من القرية، لكن دورية الاسايش لم تفلح باللحاق بهم إلا بعد أن دخلوا المدينة، فاصطدمت الدورية بهم عند مدخل شارع 48 أمام مبنى المجلس التنفيذي بمدينة كوباني ليبدأ إطلاق الرصاص حينها.


لكن مخطط المرتزقة كان الانتشار أكثر في المدينة واتخاذ المواقع الاستراتيجية ضمنها قبل البدء بالهجمة، إلا أن وصول دورية الاسايش أحبط مخططهم وبدأت الاشتباكات في حين توزع المرتزقة بشكل سريع ضمن الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة كوباني وبدأوا بسفك دماء كل شخص حي يرونه.



الأماكن التي تمركز بها المرتزقة داخل المدينة وأعدادهم!


فور دخول المدينة، توزع المرتزقة وتمركزوا على أسطح المباني العالية وعدد من المناطق الاستراتيجية هي: “القرب من الفرن الآلي ومبنى الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعلى طريق حلب جنوب المدينة، وفي محيط محطة محروقات مصطفى درويش على طريق شيران، شرق المدينة، وشمال المدينة في حي الجمارك، وفي وسط المدينة بالقرب من اكسبريس، وسوق الهال القديم، ثانوية البنين (مشفى مشتى النور)، حي حج بكو، غربي الريجي، محيط مدرسة الشهيد (أوصمان دادلي) الابتدائية، شارع 48، قرية ترميك بيجان)”.


وفي خضم الاحداث آن ذاك، أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً كشفت فيه عن بعض ملابسات المجزرة بقولها “بتاريخ ٢٥حزيران عام٢٠١٥في ساعات الصباح الباكر دخلت مجموعة من المرتزقة مؤلفة من ٨٠-١٠٠ مرتزق، بهدف ارتكاب مجزرة إبادة بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في مدينة كوباني”.


وأضافت إن “المجموعة المرتزقة هذه جاءت إلى كوباني من منطقة صرين الواقعة جنوب كوباني عبر طرق فرعية وسرية بالسيارات، وكل مجموع على حدا ومن ثم تجمعوا في منطقة خالية في مقاطعة كوباني. وهناك ارتدت مجموعة المرتزقة زي الجيش الحر ورفعوا أعلام الجيش الحر، وبهذا الشكل اجتازوا حواجز قوات الاسايش ودخلوا مركز مدينة كوباني”.


وأشار البيان إلى أنه “وبحسب بعض المصادر المحلية فإن مجموعات من المرتزقة دخلت كوباني أيضاً عبر الحدود التركية، ورأى شهود بأعينهم المرتزقة وهم يدخلون من الحدود التركية إلى كوباني”.



بعد دخول المرتزقة إلى المدينة، ماذا حل بقرية برخ باتان؟


على الفور وبعدما بدأ إطلاق الرصاص داخل قرية برخ باتان، سرعان ما علم أهالي القرية بالهجمة، وعمد كل منهم إلى حمل سلاحه ودافعوا عن القرية في مواقع محيطة بها كانت قد جُهزت سابقاً لأحداث مماثلة.


حين دخل المرتزقة إلى القرية تمركزت المجموعة في تلتين محيطتين بالقرية شمالها وغربها ومن هناك بدأوا التصدي لهجمات المرتزقة والسعي وراء تحرير القرية.


في هذه الأثناء تصل مجموعة من مقاتلي شمس الشمال وهم من أهالي قرية برخ باتان برفقة قائد المجموعة شيخ الجبل أبو عبدو إلى القرية، وبعد 4 ساعات من القتال بدأت مجموعة المدافعين عن القرية بحملة تمشيط ضد المرتزقة ونشبت اشتباكات بينهم وبين المرتزقة إلى أن تمكنوا من طرد المرتزقة من القرية. قتل العديد من المرتزقة في هذه الاشتباكات بقيت جثث 7 منهم في القرية، كما تم تدمير سيارة كانت تحمل مواد لوجستية، أما البقية فقد تمكنوا من الفرار.


بعد 3 أيام…القضاء على جميع المرتزقة المتسللين إلى مدينة كوباني


كانت اللحظات الأولى عند دخول مرتزقة داعش إلى مدينة كوباني هي الأصعب، حيث استشهد معظم ضحايا المجزرة فجر يوم الـ25 إلى أن استعادت وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الاسايش زمام الأمور وبدأت بصد هجمات المرتزقة ومحاصرتهم في أماكن معدودة تمهيداً لتصفيتهم.


بالرغم من أن مرتزقة داعش المتسللين كانوا متحصنين بأحزمة ناسفة إلى جانب تفخيخ السيارات التي جلبوها معهم، وفجروا أثنين منها (إحداها بشارع السوق القديم والأخرى في مدخل معبر مرشد بينار الحدودي مع باكور كردستان)، إلا أن وحدات الحماية وقوات الاسايش أردوا جميع المرتزقة أمواتاً وحرروا المدينة من جديد.


 


مجزرة برخ باتان – من هاوار-:


فجأة سمع صوت إطلاق النار الذي كسر هدوء ليلتهم الآمنة، وتحولت سكينة الليل إلى شبح للموت حل ضيفاً مفاجئاً على قريتهم، لم يدركوا بعد ما الذي يحدث، بساطتهم وطيبة قلبهم قادتهم إلى التفكير بأن صوت إطلاق النار ليس سوى احتفال بتحرير مدينة جديدة من مرتزقة داعش، إلا أن رعب تلك الليلة الحالكة ورعب المجزرة كان قد خيم على القرية.


29 شهيداً، 29 من ضحايا الحقد الأسود يرقدون الآن في مقبرة قرية برخباتان التي خصصت لهم وقد أسلموا روحهم الطاهرة لحياة الخلود، اجتماع كل هؤلاء الشهداء في تلك المقبرة يحكي قصة ضحايا ليلة رمضان.


فاطمة بركل ججو (60)


قصة تلك الليلة بدات مع فاطمة ججو. القتلة انطلقوا من قرية سه بت التي تبعد مسافة 7 كم جنوبي قرية برخباتان، كانت مجموعة تضم الكثير من السيارات والمرتزقة. إحدى السيارات توقفت عند منزل شهابي لالو، وهو أول منزل في القرية من جهة الجنوب وبني بعيداً عن باقي المنازل.


شهاب ينام مع عائلته فوق سطح المنزل، يشعر بقدوم المرتزقة فيسارع إلى الإمساك بيد ابنته التي تبلغ من العمر 18 عاماً ويرميها من فوق السطح إلى الأسفل من مسافة 4 أمتار، في الجهة المقابلة التي لا يراها المرتزقة، حين سقطت البنت تتعرض لكسر في الذراعين.


وحين عاد شهاب لينقل زوجته ذات الـ 60 عاماً تصاب الزوجة برصاصة المرتزقة فتدرك إنها لن تعيش طويلاً فتطلب من زوجها أن ينقذ ابنتهم ويغادرا. فيقفز شهاب أيضاً من فوق سطح البناء فتنكسر قدماه أيضاً.


جثمان فاطمة بقيت فوق السطح، حين صعد القتلة إلى السطح أطلقوا عدة رصاصات على رأسها رغم أنها كانت قد فارقت الحياة، أثار دماء فاطمة التي جفت فوق السطح على جدران المنزل لا زالت باقية هناك.


في هذا الأثناء يتمكن شهاب وابنته من السير بين الأعشاب الطويلة رغم الكسور التي يعانيها هو وابنته ووصلوا إلى القرية ونجوا من المرتزقة.


بعد أصوات إطلاق النار يدرك القرويون إن ما حدث جنوبي القرية هو هجوم للمرتزقة وليس احتفالاً. توجهت مجموعة من أهالي القرية المكلفين بالحماية إلى جنوب القرية للتصدي للمهاجمين، ولم تمض سوى خمس دقائق حتى سمعت أصوات إطلاق النار من وسط القرية، وهناك في وسط القرية بدأ المرتزقة بإبادة المدنيين.


جيان 14 عاماً، والدها مصطفى، الجار رزوق وابن الجار شيخو ابن الـ 15


حين سمع صوت إطلاق النار جنوبي القرية، كانت مجموعة من المرتزقة قد تسللت إلى وسط القرية وانتشروا فيها، قسم منهم دخل القرية من الطريق المؤدي إلى المدينة، ومن ثم انتشروا في القرية، ومع إطلاق الرصاص في الجهة الجنوبية تبدأ مجزرة قتل القرويين.


الأم عيدي والدة الشهيدة جيان تقول “تناولنا طعام السحور، عاد أولادي للنوم وأنا كنت أنتظر صلاة الفجر، رأيت 6 أو 7 سيارات تقل أشخاصاً باللباس العسكري مروا من أمام دارنا، وفي الشارع الرئيسي للقرية وقفوا أمام أحد المحتل التجارية فقلت في نفسي؛ إنها سيارات الرفاق وسيذهبون إلى مكان ما، لذلك لم أوليها أي انتباه، بعد قليل جاء جارنا رزوق وقال إن بعض السيارات كانت تسير في الظلام دون أن تضيء مصابيحها، ولم تمر من حاجز التفتيش بل ذهبوا من الطريق “التهريب” المؤدي إلى قرية بوغاز ومن هناك يؤدي إلى مدينة كوباني.


مصطفى علي زوج عيدي ارتدى ثيابه وذهب برفقة جاره عبد الرزاق بادو (رزوق بادو) إلى مركز الاسايش في قرية قمجي لإخبارهم بموضوع السيارات التي مرت من القرية. في هذه الأثناء كان المرتزقة الذين دخلوا القرية قد تمركزوا وسط القرية ويعدون العدة لارتكاب المجزرة، وإطلاق النار الذي حدث في جنوبي القرية كان بداية المجزرة.


وتابعت والدة الشهيدة جيان “وفور إطلاق النار جنوب القرية صرخ المرتزقة داخل القرية والموجودين في الشارع الرئيسي “الله أكبر”، وقتها تأكدت إن الأشخاص الموجودين في القرية هم مرتزقة داعش، ودون مضيعة للوقت سارعت لحماية أولادي من المرتزقة وإخبار الجيران، كانت ليلة سوداء، طلقات الرصاص تتطاير فوق رؤوسنا، أمسكت يدي ولدي أوصمان وابنتي جيان وخرجنا برفقة بقية القرويين من الجهة الشرقية للقرية باتجاه تلال القرية الحصينة للاختباء من المرتزقة”.


ولكن الذي حدث إن جيان وبعد أن سارت عدة أمتار تركت يد والدتها وعادت إلى منزلها دون أن يعلم أحد سبب عودتها، إلا أن المرتزقة كانوا قد قطعوا طريق العودة إلى منزلها. فيهرع ابن الجيران شيخو كمال كجل 15 عاماً إليها ويأخذها من هناك، وحين ابتعدوا قليلاً من منزلهم أحاط بهم المرتزقة فاضطروا للدخول إلى منزل جيان عبر النوافذ، أخذت جيان سلاح والدها وتصدت للمرتزقة، قاتلت إلى جانب شيخو حتى نفذت طلقات المخزنين الذين يملكانه والدها.


في هذه الأثناء يتعرض أحد الشباب لإطلاق النار ويسقط أرضاً أمام عيني والدة جيان فتسارع إليه لمساعدته، وما أن وصلت إليه حتى أطلق المرتزقة النار باتجاها، فتضطر للابتعاد عن المكان والاحتماء بجدار قريب، وقبل أن تصل إلى مكان آمن تصاب بطلقتين في ظهرها، وحين وصل القرويين لمساعدتها ونقلها إلى المشفى كانت قد نفذت الذخيرة من سلاح جيان وتصيب طلقات المرتزقة سلاحها، ومع أطلاق آخر طلقة من سلاحها تسمع الأم صرخة جيان وهي تنادي “أمي لقد داهمنا المرتزقة، دخلو إلى البيت وأنا الآن في أيديهم”.


والدة جيان “ابنتي جيان كانت تصرخ دون توقف، كانت خائفة، لم تتوقف عن مناداتي ’أمي لقد أمسكوا بي، لقد جاؤوا‘ ولكن مع الأسف لم أتمكن من تلبية صرختها وأنقاذها، لقد استشهدت تحت وطأة حقدهم الأسود، لقد عذبوا ابنتي جيان كثيراً”.


جيان وشيخوا وجدا شهيدين في أحضان بعضهم البعض، ربما من شدة الخوف، أو ربما من شدة التعذيب ارتمى أحدهم في حضن الآخر، وحتى حين أراد القرويون نقل جثامينهم تمكنوا بصعوبة من فصل جسديهم عن بعض.


بعد أن قتل المرتزقة جيان وشيخو بدأوا بالتمثيل بجثثهم بالسكاكين، آثار السكاكين كانت بادية على أجسادهم من العنق وحتى الأقدام، وحين نقلت جثامينهم بقيت أسنان جيان وعظام أقدامها في المكان الذي استشهدت فيه.


وفي نفس الوقت وبعد أن تمكن والد جيان، مصطفى، من إخبار مركز الاسايش سمع صوت إطلاق النار من وسط القرية، ورغم محاولات أعضاء الاسايش لمنعهم من العودة إلى القرية إلا أن مصطفى وجاره رزوق يصرون على العودة، حين وصل مصطفى ورزوق وسط القرية، ولم يكونوا يحملون معهم أية أسلحة للدفاع عن أنفسهم، أحاطت بهم سيارات المرتزقة من الجهات الأربعة وبدأوا بإطلاق النار عليهم وكأنهم يلعبون دوراً في عرض مسرحي، واستشهد الاثنان في سيارتهم وسط القرية.


حتى الآن لم تمضي على بداية مجزرة برخباتان سوى نصف ساعة.


زوجة رزوق بادو، فاطمة إيبي وابنتهم دجلة


في الثلاثين دقيقة الأولى


عندما توجه رزوق وجاره إلى مركز الاسايش، توجهت زوجة رزوق، فاطمة إيبي إلى وسط القرية لمعرفة ما الذي يحدث من حولها، اقتربت حوالي 10 أمتار من الشارع الرئيسي ومن الدكان الذي تجمع أمامه المرتزقة، حينها أدركت إنهم مرتزقة داعش، فصرخت بأعلى صوتها ’أيها القرويون، المرتزقة دخلت القرية” ولكنها كانت قد فقدت فرصة العودة إلى الوراء وفقدت حياتها لتصبح ضحية مجزرة الفجر الدامي.


سقطت فاطمة شهيدة في ذلك المكان، ابنتها دجلة التي رأت كيف سقطت والدتها، ودون تشعر بنفسها سارعت إلى هناك، وقبل أن تصل إلى والدتها بـ 5 أمتار أطلق عليها المرتزقة النار في إحدى زوايا القرية، لكنها لم تأبه لإصابتها وتابعت طريقها إلى حيث ترقد والدتها. سمعت أصوات عدة طلقات وسقطت دجلة فوق والدتها جثة هامدة.


حينها دب الهلع والذعر بين القرويين وصار الجميع يصرخ “هاوار هاوار” النجدة النجدة.


في الوقت الذين بدأت المجزرة في وسط القرية، كانت سيارة المرتزقة التي قتلت فاطمة ججو قد دخلت القرية من الجهة الجنوبية واستكملت المجزرة في الجانب الآخر من القرية.


السيارة التي دخلت من الجهة الجنوبية قتلت 15 قروياً قبل أن تصل إلى الشارع الرئيسي.


حميدة، محمد، أمينة وزيوار


في الجهة الجنوبية للقرية وبعد منزل فاطمة ججو تقع مدرسة القرية وهي آخر نقطة في القرية، وبعد المدرسة مباشرة يقع منزل خالد أحمو، وهناك بدأت المرتزقة المسلسل الثاني للإبادة وبدأوا بحصد أرواح المدنيين.


ابن خالد بهاء الدين، زيوار 16 عاماً، يرى سيارات المرتزقة تتجه إلى القرية من جهة الجنوب، فيعقتد إنهم مقاتلوا وحدات حماية الشعب قادمون من جهة تلة سيفي في الجبهة الجنوبية، فيذهب لاستقبالهم، وأمام باب المنزل يقتلون الطفل زيوار، ومن ثم دخلو المنزل وربطوا يدي والدة زيوار، حميدة عبد القادر 39 عاماً وقتلوها بكل برودة أعضاب، ومن هناك يطلقون قذيفة آر بي جي على المنزل المقابل لهم، حماة حميدة، أمينة عبد الرزاق بركل التي أصيبت برصاصة في قدمها تزحف لتصل إلى بيت حميدة لكنها تصاب بطلقة أخرى وتستشهد هناك. وفي باحة المنزل وبالقرب من أشجار الزيتون استشهد حمو حميدة، محمد بهاء الدين بركل.


في منزل حميدة لم يبقى سوى طفلها الرضيع ذو العام الواحد، يحوم حول جثة والدته دون أن يعلم به أحد، ويبقى حتى اليوم التالي يرضع ثدي أمه المضمخ بالدماء إلى أن يراه القرويون ويأخذونه من هناك.


أوصمان قاسم (4)


بعد منزل خالد أحمو توجه المرتزقة إلى منزل أوصمان قاسم، وهو والد 8 أطفال، وحين وصل المرتزقة إلى أمام داره لا يجد الفرصة لإنقاذ أطفاله، فيبقى في المنزل ويتصدى للمرتزقة.


يقاتل أوصمان المرتزقة في الجهات الأربعة لمنزله لمدة ربع ساعة متواصلة، وفي لحظة غفلة يقف أمام إحدى نوافد المنزل فيصاب بطلقة في صدر ويسقط أرضا دون حراك، فدخل المرتزقة المنزل وأطلقوا رصاصة أخرى في رأسه ويردونه قتيلاً، يخرج المرتزقة من الغرفة ويصرخون ’لقد مات، قتلناه أيضاً‘.


زوجة أوصمان تعرف إن زوجها استشهد، فتتسلل إلى الغرفة التي استشهد فيها وتراه ممداً هناك، فتعود إلى أطفالها لتحميهم، الأطفال اختبأوا ولم يصدروا أي صوت فلم يشعر المرتزقة بموجودهم فيغادرون المنزل وينجوا الأطفال من المجزرة.


 


كفاح، شقيقة مصطفى بهاء الدين وابنها آراس


بعد منزل أوصمان توجد عدة منازل بينها منزل جمعة جنيد عضو قوات الاسايش، ويستهدف مسلسل المجزرة أفراد عائلته. جمعة كان مناوباً في مركز الاسايش، زوجة جمعة، كفاح علي بهاء الدين وابنها آراس ينامون على “التخت” الموجود أمام المنزل الغير مسور.


وبحسب آثار طلقات الرصاص يبدو إن كفاح وابنها آراس حاولوا النزول من التخت ولكن حين وقفوا طالتهم رصاصات المرتزقة وسقطوا قتلى فوق الأسرة، يقف المرتزقة فوق رؤوسهم يمزقون الناموسية التي وضعوها للاحتماء من البعوض ويطلقون النار على رؤوسهم. ومن ثم وقفوا فوق جثة آراس ذو الـ 10 أعوام ويمزقون بطنة بالسيوف فتندلق أحشائه على الأرض.


عمر يوسف شهاب، زوجته فاطمة بوزان، أولادهم ياسمين، مصطفى وأوصمان، شقيقته فاطمة، فريال وجنينها وحماتها هدلة


الحلقة التالية من مسلسل القتل الوحشي تستهدف 3 عوائل. المنازل الثلاثة مجانبة لبعضها وكلها غير مسورة، سكان المنازل الثلاثة ينامون على “التخوت” الموجودة أمام المنازل. ومر المرتزقة على التخوت الثلاثة وقتلوا الأهالي.


في البداية قتلو شقيقة عمر، فاطمة المعاقة، وثم بالتسلسل على التخت الأول الأب عمر يوسف شهاب (أب لـ 11 طفلاً)، زوجته فاطمة بوزان، ابنهم الصغير أوصمان 10 أعوام. في التخت الثاني بقية الأطفال ياسمين ومصطفى حاولوا من شدة الخوف النزول من التخت والذهاب إلى والديهم إلى رصاص المرتزقة تنالهم وهم على سلم التخت، ولا تزال دمائهم منتشرة على سلم التخت، على الجدار القريب وتحت التخت. في التخت الثالث توجد ابنة عمر زوجة ابنه زوزان، ابنته اختبأت بين فرش النوم فتنجو من الموت، أما زوزان فأصيبت بـ 6 طلقات وهي تعيش الآن بين الحياة والموت.


ومن هناك توجهوا إلى المنزل التالي القريب وهو منزل فريال الحامل بجنين، فريال وزوجها محمود ينامون على دكة المنزل، يقتلون فريال ثم يشقون بطنها ويقتلون الجنين الذي في رحمها، ويتركون زوجها مضمخاً بجراحه. في هذه الأثناء تحاول هدلة عواش والدة محمود الوصول إليهم، ولكن محاولتها تنتهي في الطريق لتلتحق بقافلة باقي الشهداء.


اثنين من أبناء عمر، كردينيان وأمينة أصيبو أيضاً برصاص المرتزقة.


حليمة، شقيقة مصطفى علاء الدين الثانية


شقيقة مصطفى علو الثانية، حليمة علو، حين تسمع صوت إطلاق النار تخرج من منزلها وتحاول الوصول إلى منزل والدها لكن المرتزقة تستهدفها في الطريق ويردونها قتيلة أيضاً.


فوزية ولو


في مدخل القرية وقبل الوصول إلى الدكان بـ 25 متراً يقع منزل فوزية ولو. دخل المرتزقة منزل فوزية، أطلقوا عليها النار أولاً ومن ثم ضربوها بالسيف في الجهة اليسرى بالقرب من القلب، كما أطلقوا رصاصة أصابت الكتف اليسرى لابنتها الرضيعة ذات العام الواحد، الأبنة الرضيعة والجريحة تبقى ملازمة لجثمان والدتها حتى اليوم التالي إلى أن يراها القرويون وينقلونها أيضاً من هناك.


4 شهداء من قوات الاسايش


مع دخول المرتزقة إلى القرية ومرور عدة سيارات باتجاه كوباني، تتجه مجموعة من قوات الاسايش إلى مدينة كوباني لقطع الطريق أمام المرتزقة، المجموعة تضم 6 أعضاء وهم كل من محمد جعيجي، جمعة جنيد، الذي استشهدت زوجته وابنه في المجزرة، وبوزان مصطفى، والثلاثة من قرية برخباتان، ومظلوم أحمد من قرية قمجي، إسماعيل إسماعيل من قرية دونخز (متزوج)، ومن باكور كردستان حسن دوندور.


إلا أن المرتزقة وصلوا قبلهم إلى مدينة كوباني. وفور وصول سيارتهم إلى المدينة وفي الشارع الواقع على طريق حلب شرقي مبنى الإدارة الذاتية وقعت سيارتهم في كمين للمرتزقة، 5 منهم استشهدوا في السيارة، حاول سائق السيارة الخروج من الكمين والوصول إلى مكان آمن إلا أن المرتزقة تستهدفه أيضاً ويفقد حياته هناك.


القرويون أخروجوا المرتزقة من القرية


المدافعون عن القرية مجموعة من الشباب والرجال بالإضافة إلى فتاة تدعى برفين محمد، حين دخل المرتزقة إلى القرية تمركزت المجموعة في التلال المحيطة بالقرية والمطلة على كامل القرية ومن هناك يتصدون للمرتزقة. في هذه الأثناء تصل مجموعة من مقاتلي شمس الشمال وهم من أهالي قرية برخ باتان برفقة قائد المجموعة شيخ الجبل أبو عبدو إلى القرية. مجموعة المدافعين عن القرية بدأوا بحملة تمشيط ضد المرتزقة في القرية ونشبت اشتباكات بينهم وبين المرتزقة إلى أن تمكنوا من طرد المرتزقة من القرية. قتل العديد من المرتزقة في هذه الاشتباكات بقيت جثث 7 منهم في القرية، كما تم تدمير سيارة كانت تحمل مواد لوجستية، أما البقية فقد تمكنوا من الفرار.


يصف من شهدوا المجزرة ذلك الفجر بـ"الدموي"، في الـ25 من حزيران عام 2015، تمكن العشرات من عناصر مرتزقة داعش من التسلل إلى مدينة كوباني وقرية برخ باتان الواقعة 27 كيلو متر جنوبي المدنية وارتكاب أبشع مجزرة بحق أهلها.

راح ضحية تلك المجزرة 233 شهيداً من المدنيين من بينهم 27 شهيداً من قرية برخ باتان، إضافة إلى 273 جريحاً برصاص المرتزقة، وكان أغلب ضحايا المجزرة أطفال ونساء ومسنين.

وقتل المرتزقة كل من صادفهم من المدنيين العزل زارعين الخوف والرعب في نفوس الأهالي ، أما الذين فقدوا أقاربهم وعاينوا المجزرة فلا يزالون يروون تلك المشاهد المظلمة.

لحظات من مجزرة برخ باتان

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/23/184149_aydh-bhaa-aldyn-.jpg

الأم عيده بهاء الدين من قرية برخ باتان كانت أم لابنة وابن قبل أن تفقد ابنتها جيان 13 عاماً وزوجها مصطفى بهاء الدين 34 عاماً، في المجزرة التي ارتكبها مرتزقة داعش في قريتها.

تسرد الأم عيده بهاء الدين أحداث تلك المجزرة قائلة: "في حوالي الساعة الرابعة قبل بزوغ الفجر، كنا جميعاً ساهرين من أجل السحور لأننا كنا في شهر رمضان، جاءت 8 سيارات، قلت لزوجي أن هناك سيارات تسير في الطريق الترابي، أظنها سيارات وحدات حماية الشعب متجهة إلى الجزيرة".

وتضيف الأم عيده قائلة "بعد 10 دقائق جاءنا جارنا داعياً زوجي للذهاب وإخبار الأسايش عن تلك السيارات، وبعد ذهاب زوجي ب 10 دقائق جاءت سيارة ودخلت القرية كان فيها أكثر من 10 أشخاص؛ ظننتها سيارة الأسايش فسرت إليهم لأخبرهم بما يحصل وقبل وصولي إليهم صاحوا مكبرين، فعلمت أنهم داعش فصرخت وتوجهت مسرعة إلى منزلي".

أمسكت الأم عيده بيد ابنها وأخذته إلى منزل عمها لحمايته هناك، أما ابنتها جيان فأبت الخروج من المنزل وتوجهت نحو سلاح والدها لتحمله وتدافع عن نفسها وعائلتها.

عادت الأم عيده إلى منزلها وأتت معها خالتها التي أصيبت ووقعت أرضاً أما عيده فأكملت ووصلت إلى منزلها عند ابنتها لترى أن جيان تقاومهم بالسلاح إلى أن انتهت ذخيرتها وأصيبت في عنقها، أما الأم عيده اختبأت في زاوية من منزلها لتهرب بعدها باتجاه منزل عمها وتصاب هي أيضاً برصاصتين وينقلها شقيق زوجها هي ومن أصيب من عائلته إلى المشفى.

بعد عودتها من المشفى.. اكتشفت أنها فقدت 8 أشخاص من العائلة

عادت عيده إلى منزلها لتكتشف أنها فقدت 6 أشخاص من عائلة زوجها، من بين هؤلاء ابنتها وزوجها الذي عندما عاد إلى القرية فور سماعه صوت الطلقات النارية، استهدفه مرتزقة داعش، ولتعرف أنها بقيت هي وابنها فقط من أسرتها.

تختتم الأم عيده حديثها مؤكدة أن المرتزقة عمدوا إلى ارتكاب المجزرة وقتل النساء والأطفال لزرع الخوف والرعب في نفوس الأهالي.

حارة الـ 70 شهيداً

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/23/184123_mna-awsman-.jpg

لدى منى أوصمان؛ وهي أم لطفلين من حارة الشهيد عبدو الواقعة في القسم الشرقي من المدنية، والتي قدمت70 شهيد خلال المجزرة، قصة أخرى ترويها عما عاشته في ذلك الصباح الذي لا يزال ماثلاً أمام أعينها على الرغم من مرور 6 أعوام على الحادثة.

فقدت منى زوجها مصطفى محمد عثمان 37 عاماً في ذلك اليوم، لتروي منى قصتها قائلة "بينما كنا بانتظار بشرى تحرير صرين لم نتوقع أن يتسلل داعش إلى المدينة، ولدى سماعنا أصوات الرصاص ظننا أنه تم تحرير منطقة صرين فتوجه زوجي إلى باب المنزل ومن ثم سمعت صرخته ورأيته مصاب بطلقات نارية، فصاح زوجي علي قائلاً إنهم داعش".

لم تدرك منى أنهم يطلقون الرصاص باتجاهها إلا عندما توجهت إلى زوجها وسحبته نحو الداخل بعد أن دخل اثنان من المرتزقة إلى المنزل وأطلقوا الرصاص عليه وهو مصاب وملقى على الأرض للتأكد من قتله، ومن ثم ليخرجوا من المنزل.

"دخلوا المنازل وقاموا بقتل كل من في البيوت"

بدأت منى بالصراخ ومناشدة جيرانها ليأتي أحد وينقذهم، ولكن دون جدوى فكل الجيران عند علمهم بأن داعش قد دخل المدينة اختبأوا في منازلهم خوفاً من قتلهم.

ومن ثم شيئاً فشيئاً بدأت أصوات عويل وبكاء النساء تتعالى في الحارة من الجيران، عندها علمت منى أن المرتزقة دخلوا المنازل وقاموا بقتل كل من في البيوت آنذاك.

تقول منى "خوفاً من أن يعود المرتزقة سحبت زوجي إلى داخل الغرفة كنت أعطيه الماء وأتكلم معه كي لا يفقد وعيه وبقينا على تلك الحالة لساعتين إلى أن أحسست أن زوجي قد فارق الحياة".

لم تتوقع منى أن تعيش بعد تلك الحادثة وكانت تتوقع مجيء المرتزقة في أي لحظة ليقتلوهم في ذلك الصباح، وهي جالسة أمام جثمان زوجها والدم يسيل منه إلى باب الغرفة، بحسب ما تسرده منى.

مع أنها رأت زوجها يفارق الحياة كانت تقنع نفسها أن تعود وتلقاه

بعد ذلك تلقت منى اتصالاً من عناصر قوى الأمن ووحدات حماية الشعب أن تتجه نحو شرقي المدينة على اعتبار أنها منطقة آمنة خالية من مرتزقة داعش، فرفضت الخروج حتى تأخذ زوجها معها بإصرار، فعمل المقاتلون على دخول منزلها ونقلها إلى قرية مزرعة داوود.

بينما كانت منى تتجه مع طفليها هاربين إلى قرية مزرعة داوود، كان الرصاص ينهمر فوقهم ومن بين أرجلهم، ركضت بسرعة وراء طفليها مشكلة من نفسها درعاً لهما كي لا يصابا حتى الوصول إلى القرية، لترى عشرات العائلات منهم حافي القدمين ومنهم بملابس النوم وكل منهم قد ترك خلفه عزيزاً على قلبه وتوجه نحو البراري خوفاً من بطش المرتزقة.

بقيت منى وطفليها ثلاثة أيام في قرية مزرعة داوود والجميع يخبرها أن زوجها حي، مع العلم أنها قد رأت زوجها فارق الحياة أمامها إلا أنها كانت تقنع نفسها بقولهم على أمل أن تعود منى وتلقى زوجها حياً من جديد.

 "اليوم الأسود"

بعد ثلاثة أيام عادت منى إلى منزلها لتستقبل جثمان زوجها، فتوجهت العائلة إلى القرية لدفن جثمان مصطفى وشقيقه وابنه، لتكتشف منى آنذاك أنها لم تفقد زوجها فحسب بل فقدت شقيق زوجها وابنه أيضاً، إضافة إلى اثنين آخرين من أقربائها.

ليس ذلك فحسب فقد فقدت منى العشرات من جيرانها، إذ ذاقت كل عائلة في تلك الحارة ألم الفقدان في ذلك اليوم الذي وصفته منى باليوم الأسود، متمنية ألا يعيش أحد تلك اللحظات والألم الذي عاشته منى وجيرانها.

 تأثرت منى كثيراً بتلك الحادثة وعانت من آثارها لفترة من الزمن، وتوضح قائلة إنها لاحظت أن ملامحها أيضا تغيرت بعد تلك الحادثة وليست هي فحسب بل أن كل من بقي من تلك العائلات أصبحوا يعانون من آثار تلك المجزرة وأنهم أصبحوا كجسد بلا روح.


https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmustafaebdi%2Fvideos%2F1368002333235359%2F&show_text=0&width=560

https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmustafaebdi%2Fvideos%2F1368959659806293%2F&show_text=0&width=560

https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmustafaebdi%2Fvideos%2F1367290176639908%2F&show_text=0&width=560

https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fmustafaebdi%2Fvideos%2F1366597690042490%2F&show_text=0&width=560

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق