السبت، 29 مايو 2021

مذكرات فؤاد عليكو

 1

فؤاد عليكو

بدايةً لابدّ من التوضيح بأنني تجنّبتُ ،ولازلتُ، الحديث عن الجوانب الشخصية للرفاق الذين اختلفنا معهم سياسياً أو تنظيمياً ، و أدّى ذلك إلى حصول تباعدٍ بيننا حزبياً ، واعتمدتُ دائماً مبدأ التفريق بين الخلاف الحزبي والحالة الاجتماعية العادية والتي تتطلّب الحفاظ على تلك العلاقة التي جمعتنا معاً و أكلنا معاً، ونترك للزمن أحقية كلّ طرفٍ منا سياسياً. عاملاً بمبدأ (لايفسد للودّ قضية ).

وهناك الكثيرون من رفاق الأمس اختلفنا معهم وتباعدنا سياسياً، لكننا بقينا أصدقاء حقيقيين حتى اليوم،

باستثناء هذا الشخص الموتور الذي لفظته الحركة الكُردية كلياً ، ودخل في دائرة النسيان، لكنه لايزال يرمي بتهمه السخيفة على الحركة الكُردية بشكلٍ عام وبعض الشخصيات في الحركة الكُردية ،ومن بين مَن ورد اسمهم كان اسمي مع اثنين من رفاقي دون ذكرهما صراحةً، وكان يقصد بهما الأستاذ حسن صالح والأستاذ عبدالباقي يوسف ،وكذلك اسم المرحوم الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي وبأنه كان عرّاب الأمن السوري وذلك في آخر مقابلةٍ له قبل أيامٍ على قناة سوريا اليوم مع الصحافي شعبان عبود، والمقابلة موجودة على اليوتيوب في الجزء الثاني منها. إضافةً إلى انتقاده لدور الحركة الكُردية في انتفاضات 2004 ، والذي يسمّيها (هبّة ) ، وكذلك دوره في تداعيات اغتيال الشهيد شيخ معشوق 2005.

ولكي لا تبقى الحقيقة غائبة وأن يصبح كلامه هو الحقيقة مع مرور الزمن، اضطررت للردّ على هذا الهذيان ،وبما تسعفني به الذاكرة، وسأختصر حالياً على متابعة الخط اليساري في الحركة الكُردية في المرحلة التي كان صلاح بدر الدين سكرتيراً للحزب ،سواءً في مرحلة الحزب اليساري أو الاتحاد الشعبي ، والذي كنتُ مواكباً لهذه المرحلة سواءً بصفتي عضواً عادياً أو قيادياً.

وإذا ما أسعفتني الظروف وعدت للوطن، حينها سأتفرّغ لكتابة تجربتي في مواكبة هذه التطورات التي حصلت داخل الحركة الكُردية من الجوانب السياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية، لأنني أملك الكثير من الوثائق عن سيرورة تلك المراحل.

1- صلاح في الستينات:

في تلك الفترة كنتُ طالباً في التاسع الأعدادي، وانتسبتُ للحزب اليساري 1968، وكان الانشقاق قد حصل ولم أكن أفهم معنى اليمين واليسار وانتسبت لليسار بسبب وجود أقرباء لي مثل الأستاذ المرحوم إسماعيل عمو والأستاذ محمود عمو وغيرهم كانوا موجودين في هذا الحزب لا أكثر .

لكن وبعد فترةٍ طويلة من العمل وتواصلي مع الشخصيات القيادية في تلك المرحلة والاستماع لآرائهم ،وإذا ما استبعدنا مواقف المرحوم حميد درويش وقيادة التقدمي حينذاك واعتبارهم منحازين، لكنّ شهادة شخصيتين تاريخيتين كانا قياديين في تلك الفترة ويحظيان باحترام الشارع الكُردي ، وتركوا العمل الحزبي بعد الانشقاق كلياً عزز لدي القناعة بأنّ (صلاح ) كان رأس الحربة في انشقاق الحزب 1965، والشخصيتان هما السيد خالد مشايخ والسيد كمال عبدي من عفرين الذي انتقل الى جوار ربه العام المنصرم.

بعدها عقد صلاح بدر الدين كونفرنس الحزب 1968 في منزل والد الرفيق إبراهيم برو في عامودا ،وفي ذلك الكونفرانس اتّهم صلاح بدر الدين العم أوصمان صبري بالعمالة لجهةٍ خارجية، وتمّ إبعاده من الحزب، لكي يشبع غروره ويصبح سكرتيراً للحزب لا أكثر ، هذا ما أكّده العديد ممّن حضروا الكونفرانس وأتمنّى عليهم أن يتحدّثوا عن هذه النقطة بكلّ صراحةٍ ،لأنّ صلاح يقول في مقابلته مع القناة : إنّ العم أوصمان ترك الحزب بمحض إرادته، وإننا ترجّينا منه أن يعدل عن قراره.

ولتبيان كذبه أيضاً، ففي المؤتمر السادس للحزب 1987 اتخذ المؤتمر قراراً بإعادة الاعتبار للعم أوصمان وبأنّ الحزب أخطأ في حقه، لكنّ صلاح بعث برسالةٍ للجنة المركزية، وكان مغتاظاً جداً من هذا القرار ‘ وبأنكم اتخذتم هذا القرار دون استشارتنا ودون توفر معلومات لديكم” .. وأتمنّى أن يكون الأستاذ حسن صالح محتفظًا بهذه الرسالة.

ثم كُلّفتُ بإبلاغ العم أوصمان بمضمون القرار كوني أصبحت عضوًا في اللجنة المركزية في الموتمر ومسؤولاً عن منظمة دمشق ولمعرفةٍ سابقة به ،ذهبت إلى بيته بمعية أحد رفاق المنطقية في دمشق وما أن سمع بأنّ سكرتير الحزب صلاح استشاط غضباً وتفوّه بكلمةٍ نابية قاسية(قونك)، ثم قال: لقد تأخّرتم كثيراً، أولادي، ومع ذلك وطالما تعملون مع صلاح؛ فلن تحقّقوا شيئاً لشعبكم.

هذا يؤكّد أنّ العم أوصمان لم يترك الحزب طواعيةً كما يدّعي صلاح في المقابلة وإنما أُرغٍم على ترك الحزب وهناك شهادات كثيرة على ذلك ممّن حضروا المؤتمر أتمنّى أن يتكلّموا دون أن أحرجهم في ذكر أسمائهم.

2- مرحلة السبعينات :

شهدت هذه المرحلة تطورات عاصفة حصلت داخل الحزب ،ففي تموز 1970 طلب قائد الثورة الكُردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني من جناحي الحزب(اليمين واليسار ) إعادة توحيد الحزب وعقد مؤتمر توحيدي في كُردستان العراق دون مشاركة أطراف الخلاف الأساسيين في قيادة الحزب ،وهم مع حفظ الألقاب (حميد درويش، رشيد حميد،صلاح بدرالدين، ملامحمد نيو)، ولمّا كان خيار الرفض للاقتراح صعباً من أي جهةٍ،فقد وافق الطرفان على ذلك على مضض ،وهكذا عُقِد المؤتمر التوحيدي في إقليم كُردستان العراق في آب 1970 وتشكّلت قيادة جديدة تتكوّن من 4 أشخاص من كلّ جناح وخمسة من المستقلين، واختير المرحوم دهام ميرو سكرتيراً للحزب الموحّد مع إبقاء الأربعة في كُرستان دون السماح لهم بالعودة ريثما يتحقّق دمج الجناحين بشكلٍ كامل .لكنّ الخلاف دبّ بين الطرفين أثناء عملية الدمج ممّا دفع بالتقدمي للانسحاب من عملية الوحدة نهائياً.

اما الجناح اليساري فقد استمرّ لفترةٍ أخرى وفي هذه الأثناء طلب صلاح من القائد البارزاني السماح له بالذهاب إلى أوربا لمتابعة دراسته هناك، لكنّ ذلك كان خديعة وكذبة كبرى، فما أن وطأت قدماه أوربا حتى باشر باتصالاته مع قيادة الداخل، وحثّهم على ترك الحزب الفتي، وإحياء حزب اليسار من جديد، وقد تجاوب معه القياديان في القيادة المرحلية المرحومان عصمت سيدا ويوسف ديبو بالإضافة لمرشح اللجنة المركزية السيد رفعت من عفرين مع تجاوب ملا محمد نيو معهم فيما بعد، لكن بنفس الوقت فقد رفض القيادي المرحوم بهجت ملا محمد ملا حامد السير باتجاه التقسيم ،وكان لبهجت تأثير كبير على قاعدة اليسار ،ونتيجة لذلك فقد انشطر الحزب عامودياً وأفقياً بشكلٍ كبير بين موالٍ للقيادة المرحلية وبين مَن التزم من جديد بالحزب اليساري وهكذا ما أن انتهى عام 1971م حتى وجد الشعب الكُردي نفسه أمام ثلاثة أحزاب، بعد أن كان الأمل معقوداً على توحيد الجناحين.

2

بعد إتمام ترتيبات السفر وصلنا إلى بلغاريا في 16/9/1990، وفي 18 الشهر عقدنا اجتماعاً خاصاً باللجنة المكلّفة ، وقرّرنا اللقاء بالدكتور سعدالدين والدكتور آمين أولاً ، ثم بصلاح بدرالدين ثم بمنظمة بلغاريا لاستبيان الآراء وبعد ذلك نعقد اجتماعاً مشتركاً لمناقشة الخلاف في منظمة أوربا وكذلك بين سعدالدين وصلاح تحديداً ، وكان هدفنا الأساسي إصلاح العلاقة بين الرفاق لا أكثر ، وحينما التقينا مع الدكتورين سعد الدين وأمين اعترضا على العمل بهذه الطريقة، ورأيا بأنّ الحل الأنسب هو أن نجلس جميعنا معاً ومباشرةً ونعرض نقاط الخلاف الموجودة،بعدها يعود التقدير لكم، يقيناً منهم بأنّ هذه الطريقة لن تؤدّي إلى نتيجة، لأنّ صلاح سوف ينفي كلّ ما نقوله ويدخللكم في دوّامة الاتهامات المتبادلة، ولن تصلوا إلى نتيجةٍ حقيقية ، وسيتعقّد الوضع أكثر ، ووجدنا في كلامهم المنطق، لذلك ذهبنا للقاء صلاح وعرضنا عليه فكرة ضرورة عقد اجتماعٍ مشترك، خاصةً ونحن رفاق القيادة جميعاً، ولا يوجد بيننا ما يمنعنا من اللقاء ، لكنّ صلاح رفض الفكرة جملةً وتفصيلاً وأكّد بأنه من المستحيل الجلوس مع سعيد (وهو اسم سعد الدين المتداول عملياً ).

بعد ذلك عقدنا اجتماعاً للطلبة بحضور 28 طالباً وكان هناك عدد كبير منهم لم يتمكّنوا من الحضور بسبب وجودهم خارج العاصمة صوفيا.

وقد كان النقاش مع الطلبة محبطاً للآمال ، فقد أكّد الجميع باستثناء شخصٍ واحد على أنّ العمل غير مجدٍ أبداً مع هذا الشخص ، واستعرضوا الكثير من سلوكياته ، وأكّدوا بأنّ صلاح لا يستحقّ حتى العضوية في الحزب نتيجة تصرفاته وسلوكياته المشينة وعدم اهتمامه بالحزب والرفاق وهو عضوٌ فعّال في منظمة التحرير ،ولا تهمّه كلّ القضية الكردية بل يستغلّها لأغراضه الخاصة لا أكثر (بإمكان أيّ شخصٍ أن يتأكّد من ذلك منهم الآن لأنهم الآن كتّاب وسياسيين وكوادر علمية متقدّمة يُعتبرون ثروة ثمينة لشعبنا ) وهم موزّعون في أوروبا وكُردستان العراق وسوريا ولا أريد ذكر أسمائهم سوى اسم رفيقين لأنهما ما زالا على رأس عملهم الحزبي حتى اليوم وهما الدكتور محمد جمعان دكتوراه في القانون الدولي ويعيش في النرويج والمهندس سليمان عبدالله الموجود في النمسا. أما البقية فلا أعطي لنفسي الحق في ذكر أسمائهم دون أخذ رأيهم.

ثم عدنا للدكتور سعيد وللدكتور أمين ، وصارحناهم بأننا فشلنا في عقد لقاءٍ مشترك بينكم بسبب رفض صلاح المطلق وما عليكم إلا أن تقولوا لنا رأيكم لننقله للقيادة في الداخل ، وهذا ما حصل ، وفي جلسة العشاء مع صلاح في مطعم موسكوفا بناءً على دعوته، عدنا للحديث مجدّداً وضغطنا عليه كثيراً فما كان منه إلا أن انفعل وتفوّه بكلماتٍ نابية سوقية بحقّ الرفيق سعيد ،أترفّع عن ذكرها ، لكنني قلت منفعلاً أيضاً :لو كان هناك عضو فرقة حزبية و تفوّه مثلك لفصلناه من الحزب، هذا الكلام لا يليق برفيقٍ في موقع الأمين العام لهذا الحزب العريق.

ومن الجدير بالذكر أيضاً وأثناء فترة وجودنا هناك طلب صلاح اللقاء منفرداً بالأستاذ حسن وعرض عليه مبلغاً من المال بداعي أنّ ظرفه العائلي المادي صعب ، حسب ما يعلم، لكنّ الأستاذ حسن رفض ذلك بشكلٍ قاطع وقال : إذا كنت تريد مساعدة الحزب فهذا أفضل والحزب بحاجةٍ ماسة لذلك .

لكنه رفض ذلك .وبعد يومين جرت نفس المحاولة معي لكن بلقمةٍ أكبر، لكنني قلت له : نحن لسنا للبيع .

حينها فهم من كلامي بأنّ الأستاذ حسن قد أسرّ بالكلام ، عما حصل معه ، وانقطع الاتصال بيننا في بلغاريا.

لكنّ الصدفة لعبت دورها، فأثناء عودة الرفيق جميل حسن إلى تركيا من بلغاريا شاءت الصدفة أن يكون مقعده بجانب مقعد أحد رفاقنا من قامشلو (عبدالكريم) وهو شقيق الأستاذ عبدالسلام أبو زورو المعروف في القامشلي كما ان هناك صلة قرابة بينهم والأستاذ حسن.

وأثناء اقترابهم من الحدود التركية أسرّ الرفيق جميل لعبدالكريم بأنّ في حوزته مبلغٌ من المال ويمكنه أن يحمل قسماً منه حتى يجتازوا نقاط التفتيش على الحدود، لأنّ المبلغ كبير وقد يتعرّض الشخص الذي يحمله كله للمساءلة ، لذلك قام بتسليمه 3000 دولار ثم عاد إليه بعد ذلك. لكن (لعنة) هذا المبلغ التافه قد فجّر الأزمة مع الأسف ، لأنّ عبدالكريم قد نقل ماحصل معه للأستاذ حسن وهو بدوره نقله لي ولأبو آشتي واتفقنا أن لانذكر شيئاً عن الموضوع في الاجتماع القادم ،فلربما سلم صلاح المبلغ للأستاذ جميل ليقدّمه للحزب كمساعدة، لكنّ الاجتماع انتهى بمشاحناتٍ عقيمة ،ولم يقل كلمة في الموضوع ، ثم انتظرنا شهراً آخر للاجتماع، وفي هذا الاجتماع صارحناه بتفاصيل الموضوع فما كان منه الا أن انفعل وقال بحدية: نحن لم نعد رفاق وقد سلّمت المبلغ للرفيق سامي ليتصرّف به على أمور الحزب وهكذا بدا لنا رأي صلاح النهائي في معالجة أزمة الحزب. حينها خرجنا من الاجتماع دون استكماله، وتأكّد لنا بأننا وصلنا إلى طريقٍ مسدود.

ولم يدم الأمر طويلاً حتى فؤجئنا بعقد اجتماعٍ خاص بدوننا واتخذ بحقنا عقوبة التجميد ، نحن الخمسة حتى المؤتمر القادم، دون تحديد موعد للمؤتمر ،وقد سُلّم القرار لنا عن طريق الرفيق محمد أمين عمر وهو عضو في اللجنة المنطقية والمجمّدون هم (حسن صالح، فؤاد عليكو ،عبدالباقي يوسف ،سعيد ملا، دكتور آمين ).وهكذا اتخِذ القرار من قبل خمسة رفاق من المركزية بحق خمسة رفاق من المركزية، إنه حقاً أمر يدعو للاستهجان .

لكنهم برّروا موقفهم بأننا مع صلاح نشكّل سته ضد خمسة ، علماً في هذه الفترة كان الرفيقان مصطفى أوصمان ومصطفى جمعة في خدمة العلم .

– تحرّك الفروع :عندما علمت منظمات القاعدة في الحزب تحرّكوا جميعاً للملمة الوضع، وتجاوزَ الفروع اللجنة المركزية والمنطقيات وعقدوا اجتماعاً لفروع الجزيرة وشكّلوا لجنة برئاسة المرحوم الرفيق عبدالصمد أبو داوود ،وذهبوا إلى حلب وهناك التقوا بفروع حلب وعفرين والطلبة واتفق الجميع على رفض الإجراء وانشقاق الحزب، وفرضوا على أطراف المركزية عقد اجتماعٍ تحت رعايتهم أي الفروع في حلب.

وحضرنا نحن الثلاثة ومن الطرف الآخر حضر المرحوم الرفيق سامي والرفيق جلال منلا، ودارت نقاشات حادة وعميقة، وتوصّل الفروع إلى القرار التالي:(قبول الرفاق الثلاثة بقرار تجميدهم مقابل تعهد الرفاق الآخرين بعقد المؤتمر خلال مدة أقصاها ثلاثة اشهر وبمشاركة الفروع معهم بالتحضير للمؤتمر مع التأكيد على حضور جميع أعضاء المركزية المؤتمر ومايقرّره المؤتمر بالأكثرية سوف يلتزم به الجميع ).

وقد قبلنا بالقرار وتعهّدنا بعدم القيام بأيّ نشاطٍ مضاد خلال هذه الفترة ،كما قبل الرفيق جلال منلا بالاتفاق لكنّ الرفيق سامي رفض الالتزام بفترة 3 أشهر لعقد المؤتمر وكذلك أن يتمّ مناقشة وضع الرفاق المجمّدين قبيل المؤتمر وحينها نقرّر حضورهم من عدمه للمؤتمر .

وهكذا التزمنا بقرار الفروع لمدة 3 أشهر، لكنها كانت غلطة كبيرة منا، حيث استغلّ الطرف هذا القرار وترك لهم حرية الحركة وتشويه صورتنا أمام رفاقنا، خاصةً في كوباني وحلب وعفرين ،دون أن يسمح لنا بالتواصل مع أحد .

وبعد مضي هذه المدة لم يتمكّن الفروع من الضغط عليهم للالتزام بعقد المؤتمر، ووجدنا انفسنا أمام حزبٍ منشقٍ على نفسه ، بعد ذلك قمنا بعقد المؤتمر في أيلول 1991 وانتخاب قيادة جديدة وانتخاب مصطفى أبو أوصمان سكرتيراً للحزب.

كما عقد الطرف الآخر مؤتمرهم في عام 1992 ولم يترشّح للقيادة المرحوم نذير شيخموس والسيد موسى أوسكى، لكنّ مسلسل الأزمة مع صلاح لم ينتهِ بخروجنا من الحزب، فلقد انسحب المرحوم المهندس محمد أمين أبو كاوا عضو اللجنة المركزية 1996 والتحق بصفوف البارتي .

ثم استفحل الوضع في القيادة تدريجياً حتى عام 2000 حيث تقرّر تشكيل لجنة من المكتب السياسي (المرحوم مشعل تمو، جلال منلا، بشار آمين، مصطفى جمعة) للقاء صلاح بدر الدين في الأردن وفي هذا اللقاء لم يتوصّلوا إلى شيءٍ واستغلّ الوضع أكثر، وقد التقيت مع المرحوم مشعل تمو بعد عودته في مكتب المهندس اكرم حسين ، حيث أكّد لنا بأننا وصلنا إلى طريقٍ مسدود مثلكم وأنه ومجموعة من الرفاق سوف يعتكفون عن العمل السياسي حالياً علماً أنّ الأكثرية في القيادة معهم ، وحينها استقال كلٌّ من مشعل تمو وجلال منلا عضوا المكتب السياسي وريزان شيخموس وجميل حسن عضوا اللجنة المركزية.وقد تأكّد لنا فيما بعد صحة كلامه من حيث استمرارية الأزمة ،وشعر صلاح بأنّ القيادة لم تعد تتواصل معه كالسابق ولم تعد تعتد بآرائه(نقل على لسان أعضاء المكتب السياسي آنئذ)، حينها أدرك بأنه قد وصل إلى نهاية مشواره الحزبي ، وفضّل الانسحاب بدلاً من أن يُطرد في المؤتمر القادم وهكذا استقال . لكنه خرج جريحاً ومهزوماً وحاقداً على الحركة الكُردية، واعتبر في مقابلته في الجزء الثاني بأنّ الحركة الكُرديةالتقليدية قد ماتت بعد (هبّة) 2004 حسب توصيفه للانتفاضة، أي إنّ الحركة الكُردية انتهت بنهايته ، ولنا عودةٌ إلى موضوع الانتفاضة لاحقاً.

3

– النظام والانتخابات:
كان النظام وحتى عام 1990 يشكّل قوائم جاهزة مغلقة بأسماء المرشحين لعضوية مجلس الشعب وكان يسخّر كلّ موارد الدولة والأجهزة الأمنية لدفع الناس للذهاب إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم دون الذهاب للغرفة السرية، إضافةً لتوجيه قواعد البعث وشبيبة الثورة التابعة لهم واستنفارهم للقيام بالدعاية وتوزيع البطاقات الانتخابية في المدن والقرى وعلى أبواب مراكز الاقتراع إضافةً إلى تعيين جميع اللجان المشرفة على الصناديق من البعثيين، وكانت الحركة الكُردية تشارك في الانتخابات وتقدّم مرشّحيها دون الأمل بالفوز نهائياً ، بل لاستغلال هذه الفرصة لمدة شهرٍ كامل كلّ أربع سنوات للقيام بالنشاط العلني والتواصل المباشر مع جماهيرها وإثبات ذلك للنظام بأنّ الشارع يقف مع حركته السياسية وعدم ترك الساحة مفتوحةً للبعث، وكان يتمّ اختيار عدة مرشّحين حتى من الحزب الواحد للقيام بهذه النشاطات،ثم يوجّه ناخبيه للتصويت للشخص المعتمد.

لكن في عام 1990 وبعد التغييرات الكبيرة التي حدثت في أوروبا الشرقية من هدمٍ لجدار برلين وسحل شاوشييكو في ساحة بخارست حينها…شعر حافظ الأسد بالهلع من أنّ رياح التغيير والبروسترويكا ضدّ الأنظمة الدكتاتورية قد هبّت وستطال جميع الأنظمة الدكتاتورية في العالم، لذلك عمل على امتصاص نقمة الشارع بطريقةٍ ذكية حيث أصدر الأسد قراراً بإفساح المجال للمستقلّين بنسبة الثلث للدخول للبرلمان وللجبهة الوطنية التقدمية نسبة الثلثين، وهذه النسبة المخصّصة للجبهة قادرة بأن لا يُسمح للمستقلّين بتمرير أيّ قرارٍ يعاكس توجّهات النظام، حتى وإن كان جميع المستقلين مع اقتراحٍ ما ،وهذا ما يُعتبر من المستحيلات ، وبذلك حقّق النظام أمرين هامين:
الأول: إبقاء القرار بيده دون منازع والثاني: تنفيس الاحتقان في الشارع السوري إلى حدٍّ ما .لكن بعد أن انحصر التغيير في أوروبا ، ولم يمتد عالمياً لجأ النظام إلى ستخدام أسلوبٍ جديد للسيطرة على قائمة المستقلّين، بحيث يتمّ إدراج أسماء مستقلّين محدّدين مقبولين منه ضمن قائمة الجبهة، وهكذا تنتفي فرص النجاح للمستقلّين الحقيقيين مجدّداً نتيجة ذلك ، وطبّق هذا الأسلوب عملياً في انتخابات 1994 ولا يزال.

– حول ترشيحي للانتخابات :
عقدت اللجنة المركزية جلسةً خاصة أواخر نيسان 1990 وقرّرت ترشيح الرفيق بشار آمين عضو اللجنة المنطقية كمرشحٍ للحزب بدايةً، لكن بعد يومين أو ثلاثة تفاجأت بقدوم الرفيق المرحوم نذير شيخموس عضو اللجنة المركزية إلى منزلي في رأس العين وتحدّث قائلا (بأنه وصلت إليه معلومات من جهةٍ موثّقة، بأنّ انتخابات هذا العام ستكون حرة بالنسبة للمستقلّين دون تدخل السلطة، وأنّ قائمة الجبهة لن تكون كاملة وذلك لإفساح المجال لثلث مرشّحي المحافظة بالفوز من خلال المنافسة الحرة بينهم، أي بين خمسة أعضاء من أصل خمسة عشر عضواً لممثّلي محافظة الحسكة وتأكيداً لهذا الكلام فقد ترشّح الأستاذ حميد درويش والأستاذ كمال درويش للانتخابات وهما سكرتاري حزبيهما،لذلك من الضروري أن يترشّح أحد من اللجنة المركزية ؛كي ندخل في حوارٍ مع الأحزاب من منطقٍ أقوى وأنا تواصلت مع رفاق حلب فهم مع ترشيحي أو ترشيحك وأنا أعرف أنّ الأستاذ حسن والأستاذ عبدالباقي لن يوافقا على ترشيحي، لذلك أعتقد أنت المرشّح المقبول لنا جميعاً). فقلت : لا أستطيع أن أعدك إلا بعد أن آخذ رأي الرفيقين في الموضوع، وهكذا سافرت إلى القامشلي والتقيت بهما ووافقا على الاقتراح دون تردّد، ثم عدت من القامشلي إلى الحسكة، وقدّمت ترشيحي للمحافظة وعدت لرأس العين لممارسة عملي في التدريس، دون أن اكترث للموضوع بتاتاً، وبقي الأستاذ حسن والأستاذ عبدالباقي يديرون الحوارات مع أحزاب الحركة الكُردية للاتفاق على قائمةٍ موحّدة.

– حوارات الحركة الكُردية والقائمة الموحدة :
كان هناك خمسة مرشحين لخمسة أحزاب وهم المرحوم الأستاذ حميد درويش مرشّح التقدمي.

المرحوم الأستاذ كمال درويش مرشّح البارتي
والأستاذ صالح عمر مرشّح البارتي جناح المرحوم الأستاذ إسماعيل عمر.

والأخ أشرف الملا مرشّح الحزب اليساري
وأنا ممثّلاً عن الاتحاد الشعبي .

بالإضافة إلى وجود حزبين آخرين ليس لهما مرشحين. هما حزب الشغيلة وحزب العمل الكُردي ، لكنهما كانا يقفان معنا في كلّ شيء.
وأثناء الحوار اعترضتهم مشكلتان :
الأولى الاتفاق على عدد المرشّحين حيث كان يصرّ التقدمي والبارتي بأننا يجب أن نعمل ضمن القائمة المسموح بها للمستقلّين لأنّ التصادم مع قائمة الجبهة غير عملي ، ولايؤدّي بنا إلى نتيجةٍ مرضية والنظام سيفرض قائمته شئنا أم أبينا، لذلك يجب الاكتفاء بتقديم مرشّحين اثنين ونتفق مع شخصيتين عربيتين وشخص مسيحي، وهكذا تكون القائمة عملية ومقبولة وتمتلك فرص النجاح ،والشخصيتان بالتأكيد سيكونان من سكرتيري الحزبين لأنهما يعتبران من أكثر الأحزاب الكُردية تأثيراً على الشارع الكُردي حينها ،وهذا يعني على الأحزاب الأخرى التنازل لهما تلقائياً وسحب مرشيحهم وهذا ماكان يلقى رفضاً قاطعاً من قبل بقية الأحزاب ،ويقترحون البديل كالتالي:بما أنّ قائمة الجبهة العشرة كلها عرب ما عدا كُردي شيوعي واحد وهذا يعني أنّ من أصل 15 مرشح يكون هناك 6 أكراد فقط وهذا أقل من استحقاقنا السكاني في المحافظة ، لذلك علينا تشكيل القائمة الكُردية من خمسة المرشّحين. وإلا فنحن أمام قائمتين كُرديتين وهنا حصلت ضغوطات كبيرة على الطرفين من الشارع الكُردي بتشكيل قائمة موحدة، وعندها تنازلت الأحزاب الثلاثة عن شروطها وطالبوا بإضافة ممثل واحد عن الأحزاب الثلاثة لتصبح القائمة من ثلاثة أشخاص.

المشكلة الثانية :مَن هو المرشح الثالث من بين المرشّحين الثلاثة سيتمّ اختياره ،وبعد مداولاتٍ طويلة تمّ اختياري كمرشّحٍ ثالث إلى جانب المرحومين حميد وكمال مع حفظ الألقاب، بعد ذلك اتصل معي الأستاذ عبدالباقي وطلب مني المجيء إلى قامشلو للبدء بالدعاية الانتخابية، وإذا افترضنا انحياز الأستاذ حسن لهذه المعلومات فبإمكان أي شخصٍ التواصل مع الأستاذ خيرالدين مراد سكرتير الحزب اليساري حينها وكان يعيش أدق تفاصيل تلك المرحلة والحمد لله لازال يحتفظ بذاكرةٍ قوية والأهم يملك ضميراً. بعكس صلاح الذي بات يفتقر للذاكرة ولا يملك ضميراً اصلاً من بداياته.

وهكذا دخلنا الانتخابات بقائمةٍ واحدة والتفّ الشارع الكُردي، حول حركته السياسية بشكلٍ منقطع النظير، وحصل كلّ واحدٍ منا على أكثر من 50 ألف صوت وبفارقٍ كبير عن بقية المرشّحين ،لكنّ مشكلة أخرى اعترضتنا،حيث استدعى محافظ الحسكة مصطفى ميرو الأستاذ حميد درويش والأستاذ كمال وطلب منهما أن يتنازل فؤاد لأحد المرشّحين العرب بداعي أننا أخذنا نسبةً أعلى من استحقاقنا،وهنا كان الجواب أما نحن الثلاثة أو لا أحد وقد أوصل الأستاذ حميد الخبر لي عن طريق أحد رفاقنا بأن اتوارى عن الأنظار ليومين حتى لا أتعرّض لضغوطاتٍ من السلطة، وقد وصل الموضوع للقيادة القطرية ولحافظ الأسد؛ لكن في النهاية رضخوا للأمر الواقع وتمّ إعلان النتائج كما هي.

وحصل الموقف نفسه 1992 حين وزّعنا ملصقا (بيان ) باسم القيادة المشتركة للأحزاب المتحاورة من أجل الوحدة الاندماجية ( الموحد-الاتحاد الشعبي -الشغيلة) وعلى أثرها اعتُقل عدد كبير من الرفاق ، أفرج عن الكثيرين وأحيل 21 رفيقاً إلى المحاكمة من بينهم الرفيقان القياديان سليمان اوسو وعبدالباقي يوسف والكاتب المعروف وليد عبدالقادر.

حينها طلب وزير الداخلية محمد الحربا من عبد القادر قدروة رئيس مجلس الشعب برفع الحصانة عن فؤاد ليتمكّنوا من اعتقاله وعندما استشار قدورة الزميلين المرحومين الأستاذين حميد وكمال حول الموضوع رفضا بشكلٍ قاطع الفكرة وقالا له: حينها سنستقيل نحن أيضاً وذهبا لوزير الداخلية لنفس الأمر وطوي الموضوع ).
هذا كلّ ماحصل ،فأين محمد منصورة ياسيد صلاح من كلّ هذا ؟.
ثم انك اتهمت اثنين من ثلاثة من مرشحي الحركة الكُردية بالعمالة للنظام ،ألا يُعتبر ذلك إهانة لكلّ الحركة الكُردية وللشعب الكُردي الذي منحهم ثقته وأصواته ؟.

وأين موقع الأستاذ المرحوم كمال من تحالفه مع (العملاء ) حسب تصنيفك السخيف؟.

قليلا من الخجل يارجل.
خاصةً وانت تدين نفسك من فمك، ففي المقابلة حين تقول في الدقيقة 42 إلى 48 من الجزء الثالث للمقابلة (بأنه نتيجة تعاظم دور الحزب محلياً ودولياً أرسل حافظ الأسد محمد منصورة كرئيس للأمن العسكري برتبة ملازم خصيصاً لشقّ حزب الاتحاد الشعبي)
حقيقةً لا أستطيع ان اصنّف هذا الكلام في أي خانة، هل هو الخرف يرفع برأسه أم هذيان نتيجة سهرة مجونية كعادتك، لذلك اعتبرتها هذيان في عنواني للرد، وذلك للحقائق التالية :
– كل أهل الجزيرة يعرفون بأنّ محمد منصورة انتقل للقامشلي في أواسط السبعينات برتبة ملازم أول كما تفضّلت، وحينها لم أكن عضواً في الحزب أصلاً كما ذكرت سابقاً نتيجة وجودي في الخدمة العسكرية.

– لم يكن حينها وجودٌ لحزبٍ باسم الاتحاد الشعبي اصلاً إذ تمّ اختيار الاسم سنة 1980 كما تعلم.

– لم يكن وقتها رئيساً للأمن العسكري وبعد التقصي عن الحقيقة فقد كان المقدم أو العقيد يحيى رئيساً للفرع ومنصورة ضابطاً في الفرع وأصبح رئيسا للأمن العسكري برتبة رائد عام 1981.

هذه هي الحقيقة ياسيد صلاح وبسبب هذا الهذيان لم يعد بإمكان كلابك المسعورة أن يعضّوا كما اعتدنا عليهم وتشكر عليه.
أما لقاءاتي بالسيد محمد منصورة فكنا نلتقي به نحن الثلاثة معاً كلما اقتضت حاجة شعبنا، مثل مجزرة سجن الحسكة 1993 وغيرها.

لكنني التقيت به مرةً واحدة لمدة خمس دقائق فقط ، ففي عام 1993م قام الحزب في تشرين الأول بتوزيع منشور بمناسبة الإحصاء وقد طلب مني الرفيق محمود صابر ابو صابر السيارة ليتمكّن من توزيع المناشير بالسرعة الممكنة، وأثناء توزيع المناشير برفقة الرفيق عبدالباسط حمو (وكانا أعضاء في لجنة منطقية شرق قامشلو) اكتشف أمرهم وتمّت ملاحقتهم وفي لحظةٍ ما استطاع عبدالباسط الهرب من السيارة وتمّ اعتقال أبو صابر واحتجاز السيارة (بيكاب).

وتعرّض أبو صابر لتعذيبٍ شديد ولم يعترف على رفيقه وبقي 7 أشهر في السجن، وتوارى عبدالباسط عن الأنظار لفترةٍ معينة ثم قابلني وقال بأنني سأغادر سوريا فقلت له أنت حر في قرارك وهكذا استقرّ في ألمانيا حتى اليوم.

أما عن السيارة فقد ذهب المرحوم رمو شيخو أبو جنكو بعد أسبوعٍ من احتجازها إلى منصورة (دون أن يطلب رأيي ). فقال له منصورة : ليأتي فؤاد الساعة العاشرة صباحاً ليأخذ سيارته وذهبت في الموعد المحدّد على بوابة الأمن العسكري وبعد الاتصال معهم قالوا ليأتي إلينا مساءً لأنّ (المعلم) مشغول، حينها اتصلت بأبو جنكو وقلت له لن أذهب مساءً واحتجاز السيارة ليس بأفضل من اعتقال رفيقي وفي المساء ذهب أبو جنكو وطلب السيارة فلم يلبٍ طلبه وأصر أن أذهب أنا اليه، وهكذا بقيت السيارة محتجزة عندهم لمدة أكثر من شهرين لا أعرف التاريخ، لكن التاريخ مرتبط بمجيء المرحوم الرئيس جلال الطالباني إلى قامشلو، وفي جلسة العشاء بين منصورة والرئيس طالباني طلب منه حضور أبو جنكو للعشاء فقال له هو زعلان مني وشرح السبب وحسب ما نقله أبو جنكو لي فيما بعد بأنّ الرئيس جلال طالباني قال له أليس عيباً أن تحجز سيارة عضو مجلس شعبك حينها اتصلوا بأبو جنكو وحضر إليهم ثم اتصل ابو جنكو معي وقال تفضل محمد منصورة معك فقال لي منصورة تعال خذ سيارتك غداً وفي الصباح ذهبت ولم يقل إلا كلمة واحدة كنت مشغولاً ذلك الصباح لماذا لم تأتٍ مساءً لأخذها؛ رديت عليه و قلت له : ربما كنتم بحاجة للسيارة وهنا سكت ولم يقل كلمة واحدة وطلب من سكرتيره إعطائي مفتاح السيارة.ثم غادرت. وبعدها لم ألتقٍ به إلا أثناء الانتفاضة 2004.

4

خرج الحزب منهكاً بعد التشظي الكبير و انضمام الكثير من الرفاق إلى القيادة المرحلية .كما ذكرنا في الجزء الأول ، بالإضافة لذلك فقد فقدَ الحزب القاعدة الشعبية الواسعة في وسط الشارع الكُردي، من الشخصيات الثقافية والاجتماعية المؤثّرة ، وانحصر دور الحزب بين الطلبة في المدارس والجامعات والعمال الزراعيين ، وبدلاً من أن يتمّ تقييم المرحلة وما حصل من أخطاء في فشل عملية الدمج ؛ مارسَ صلاح سياسة الهروب للأمام ،حيث بدأ بتحضير الحزب لتبنّي الفكر الماركسي- اللينيني منهجاً فكرياً للحزب تماشياً مع (الموضة)الدارجة للحركات اليسارية في السبعينات ظناً منه بأنّ ذلك سوف يبرز هوية الحزب اليسارية،وضمن هذا الجو عُقِد المؤتمر الثالث للحزب في بداية 1973م. وأتذكّر حينها بأنّ ندوةً عُقِدت للطلبة في شقتنا (انا والأستاذ يوسف علي وعبد الفتاح حسو) في حلب ، وأدار الندوة المرحوم ملا محمد نيو ،وعندما سُئِل :ما هي الماركسية-اللينينية؟.

وما انعكاساتها الإيجابية على القضية الكُردية؟

وكيف يتقبّل شعبنا هذا الفكر ونحن نعيش ضمن مجتمعٍ محافظ ومتديّن إلى حدٍّ ما، كما أننا أيضاً لا نفهم شيئاً من الفكر والثقافة الماركسية ؟

فكان جوابه: إنّ صلاح قد ادخل هذه البدعة إلى برنامج الحزب ، وهو يقول بأنّ له فوائد مستقبلية كبيرة. لذلك علينا جميعاً قيادةً وقواعد أن نحسّن أنفسنا بهذا الفكر في المرحلة المقبلة. لكنّ باستخدامه لعبارة (البدعة) أدرك الجميع بأنه غير مقتنع به ، علماً انه يُعتبر الشخص الثاني في الحزب ، ولم يدم الأمر طويلاً، حتى دبّ الخلاف في قيادة الحزب ،ففي عام 1974 أصدر صلاح بياناً بمفرده دون استشارة القيادة

متهماً فيه الثورة الكُردية بالرجعية والعشائرية ومحمّلاً مسؤولية فشل الحكم الذاتي على القيادة الكُردستانية و ليس على النظام العراقي، وهذا أكُده الأخ عزبز أومري أحد القادة الأساسيين للحزب انذاك في مذاكرته .بالاضافة لذلك قال: طرح علينا صلاح بدرالدين بأنّ هناك جهة دولية ستدعمنا بقوة ، وطلب رأينا في الموضوع ،دون الإفصاح عن تلك الجهة، لكننا ضغطنا عليه حتى يكشف لنا اسم تلك الدولة لكنه رفض بشكلٍ قاطع وبسبب ذلك البيان وعدم الكشف عن مصدر الدعم انسحب القياديون المخضرمون الثلاثة من الحزب (ملا محمد نيو وعزيز أومري ومحمد عباس )ولم يبقَ من القيادة القديمة سوى المرحومين عصمت سيدا ويوسف ديبو، حيث دبّ الخلاف مجدداً بينهم وبين صلاح 1975 بُعيد المؤتمر الرابع مباشرةً،

وكان الانقسام هذه المرة أكبر وقعاً وأكثر تشظياً، ولنفس الأسباب السابقة تقريباً وأصبح هناك حزبان يعملان تحت نفس الاسم ، وتحوّل صلاح إلى الآمر والناهي في الحزب ، وبهذه المناسبة فإنّ معلوماتي عن صراع الأجنحة داخل الحزب في تلك المرحلة مأخوذة

من الرفاق لأنني كنت خارج التنظيم من اواسط(1973-1978 بسبب تعييني كمدرس خارج المنطقة الكُردية والخدمة العسكرية )ثم استقرّ بي الأمر بالتدريس في مدينة رأس العين واخترت العمل مع (جناح صلاح) لاعتبارات سياسية دون أن أهتمّ بالصراع الدائر بين الطرفين وأسباب الخلاف وهذا ربما كان خطأ ارتكبته.(ومن الممكن أن يؤرّخ لمرحلة 1975-1980) الرفيقين مصطفى جمعة ومصطفى اوصمان لأنهما يعرفان تفاصيل دقيقة كما أعتقد لأنهما كانا يعيشان في بيروت حينها ومطّلعان على الكثير من التفاصيل )أتمنّى أن لا يبخلا بمعلوماتهما عن تاريخ تلك المرحلة وبموضوعية، لأنها مسؤولية تاريخية.

– المؤتمر الخامس للحزب بيروت 1980:

عُقِد المؤتمر الخامس للحزب في بيروت في آب 1980م من 35 عضواً وكنت العضو الوحيد ممثلاً عن فروع منظمة الجزيرة كلها،كما أنه كان أول محفل كبير للحزب أحضره بالإضافة لذلك سألتقي بصلاح لأول مرة.

جرى سير عمل المؤتمر دون انتقادٍ يُذكر إلا من رفيقين من منظمة أوربا هما السيدان عبدالباقي يوسف وخالد برازي، وكان خالد برازي أكثر حديةً في انتقاده وطرحه، وقال بالحرف : لديّ وثائق سأعرضها على المؤتمر حول تورّط صلاح في التعامل مع النظام العراقي ،لكنه لم يعرضها في الجلسات التالية وبقي ساكتاً ،وحسب المعلومات المتوفرة بأنه تعرّض للتهديد، فيما إذا تحدّث عن الموضوع، وهذا ما أكّده لي المرحوم محمد كرو 1990 أحد حراس مقر الحزب في بيروت،وبقي أبو آشتي ينتقد بطريقةٍ مهذبة دون توجيه اتهامٍ مباشر،ثم أخذ المؤتمر كلّ الوقت في مناقشة التقرير السياسي الطويلة ومقولة مبدأ حق تقرير المصير وهكذا تمّ انتخاب قيادةٍ جديدة للمؤتمر.

– في عام 1981 تمّ تعييني عضوا للجنة المنطقية ممثلاً عن منظمة رأس العين ، حيث كانت الجزيرة لجنة منطقية واحدة،وبهذا التعيين أصبحت قريباً من مطبخ القرار في اللجنة المركزية ودهاليزها.

وفي تلك السنة انضمّ إلينا الرفيقان المهندسان عبد الباقي يوسف والمرحوم رزو أوسى بعد عودتهما من الاتحاد السوفيتي وقد عَيّن رزو مرشحاً للمركزية، وكان ذا كارزمية خاصة وثقافة واسعة، لكنه تركنا في وقتٍ مبكر تنظيمياً وتفرّغ للعمل الثقافي وأصدر مجلة ستير للحزب باللغة الكُردية بالتعاون مع الرفيقين زكروس حاجو والمرحوم عبد الصمد أبو داوود.

استمرّ عمل الحزب بشكلٍ اعتيادي حتى 1986م حينها كنا نسمع بوجود خلافاتٍ بين قيادة أوربا ممثلةً بالدكتور سعدالدين ملا وسكرتير الحزب والتسريبات كان ينقلها الينا الرفيق ابو آشتي دون البوح بموقفه صراحةً لقناعته بأنّ المنطقية منحازة لصلاح بدر الدين ، لكنه كان واضحاً من عدم ارتياحه منه وكان يشير أحياناً بالنقد الهادي عن بعض اعماله.

ثم استفحلت الخلافات تدريجياً لكننا تمكّنا من الوصول الى المؤتمر السادس 1987.

– عُقِد المؤتمر في حلب دون حضور صلاح وقد أرسل الرفيق سعد الدين برسالةٍ إلى المؤتمر يشرح أسباب خلاف المنظمة ككلٍّ تقريباً مع صلاح بدرالدين ، وأنه يجب ان يتّخذ بحقه العقوبة المناسبة ، وحينها دافع ابو آشتي عن الرسالة بقوةٍ وشرح الكثير من ممارسات صلاح، وهنا حصلت ضجة كبيرة داخل الموتمر وتمّ الهجوم بالأيدي على عبد الباقي من قبل موسى اوسكى ومحمد أمين عمر وغيره،لكن تدخّل الأخ مصطفى جمعة ومصطفى اوصمان وانا والرفيق جلال منلا وغيرهم في الموضوع ،حيث عملنا على خط التهدئة ونجحنا في ذلك ،لكننا خرجنا من المؤتمر منقسمين داخل هرم اللجنة المركزية الجديدة نفسها والتي انتخبت قيادةً جديدة حينها من بينهم أنا والأخوة عبدالباقي يوسف والدكتور أمين سليمان والأستاذ نذير شيخموس وموسى أوسكى وجلال منلا والمهندس جميل حسن بالإضافة للقيادة السابقة .

في عام 1988 كلّفنا الدكتور أمين سليمان بالذهاب إلى أوربا لتقييم الوضع حول الخلافات بين منظمة أوربا من جهة وصلاح من جهة أخرى ، ثم بعث للمركزية برسالةٍ يؤكّد فيها على تحميل المسؤولية على صلاح في أزمة منظمة أوربا.

بعد ذلك انتقلت تفاصيل الصراع تدريجياً من المركزية إلى القاعدة الحزبية التي توسّعت بشكلٍ ملحوظ،حينها اضطررنا إلى عقد كونفرانسٍ للحزب في تموز 1990م لمناقشة أزمة الحزب وبعد نقاشاتٍ حادة قرّر الكونفرانس تشكيل لجنة تحقيق من داخل الكونفرانس للذهاب إلى أوربا وفعلاً تشكّلت اللجنة برئاسة عضو المكتب السياسي الأستاذ حسن صالح وعضوية المهندس جميل حسن وأنا والأستاذ نذير شيخموس والمرحوم حواس علو ممثلاً عن منطقيات الحزب.

5

– حول اللقاء مع أحمد دياب عضو القيادة القطرية لحزب البعث واللواء محمد ناصيف رئيس إدارة المخابرات العامة.

من حيث المبدأ لا أرى غضاضة من حوار الحركة السياسية الكُردية مع النظام (باستثناء مرحلة الثورة السورية)، لأنّ القضية الكُردية لاتعالَج إلا من خلال الحوار مع السلطة السورية أية سلطةٍ كانت، لذلك عندما أعلمتنا القيادة حينها (1981) بوجودك في دمشق وحوارك مع عضو القيادة القطرية أحمد دياب استبشرنا خيراً وحلّلنا الوضع على الشكل التالي: بأنّ النظام في صراعٍ حاد مع الإخوان المسلمين ويخشى من خروج الوضع عن السيطرة لصالح الإخوان، لذلك فهو يحاول استمالة الكُرد والمسيحيين والدروز إلى جانبه بالإضافة للعلويين وهذا ما يشكّل نصف الشعب السوري وخوفاً من أن يستغلّ الإخوان واقع الاضطهاد والسياسة العنصرية الممارسة بحق الشعب الكُردي من قبل النظام، خاصةً وأنّ معظم الأكراد على المذهب السني، مما قد يشكّل أرضيةً خصبة لاصطفاف الكُرد إلى جانب الإخوان، وحينها سيتعقّد المشهد أكثر وتضيق الدائرة على النظام، لا سيما وأنّ للكُرد تواجد كبير في أكبر وأهم مدينتين دمشق وحلب، لذلك قام بهذه الخطوة من التفاوض، وتأكيداً على هذا الرأي أتذكّر في 1990 ذهبت أنا والرفيق إبراهيم شمس الدين عضو اللجنة المنطقية في دمشق والملقب اختصاراً (بروكا) ويعيش الآن في ألمانيا بزيارةٍ عادية للعقيد المرحوم محمد زلفو الذي كان رئيس أركان الجيش السوري في عهد الانفصال 1962 وله الفضل على حافظ الأسد بإعادته إلى الجيش بعد فصله في زمن الوحدة وأعيد إليه الاعتبار وترفيعه إلى رتبة نقيب، لذلك كان حافظ الأسد يحترمه كثيراً وأرسل إليه في عام 1981 وزير إعلامه حينها المرحوم أحمد اسكندر أحمد (اي نفس عام لقاء صلاح مع دياب) وقال إنّ حافظ الأسد بعثني إليك لأخذ موافقتك في تعيينك نائباً لرئيس الجمهورية، عندها أدرك المرحوم زلفو، لماذا الآن يطلب منه حافظ الأسد ذلك؟.

ثم قال لوزير الإعلام: أعرف لماذا يقوم الرئيس بذلك الآن، وأنا بدوري سأقبل بهذه المهمة شرط أن يسلّمني الملف الكُردي حتى أستطيع أن أخفّف عنهم الحمل قليلاً مثل ملف المجرّدين من الجنسية وغيره من الملفات، وأنه والكلام لزلفو يدرك بأنّ ملف الكُرد السوريين ملف إقليمي، لذلك بحاجة إلى نوع من الهدوء في المعالجة، لكن حافظ الأسد لم يقبل بشرطه وهو بدوره لم يقبل أن يكون شاهد زورٍ على اضطهاد شعبه. وبعدها تمّ تعيين زهير مشارقة نائباً لرئيس الجمهورية.

من خلال سرد هذه الواقعة بالتوازي مع لقاء صلاح بأحمد دياب كان يفترض أن يردّ النظام على المذكرة، لكن يبدو أنه بعد السيطرة على الوضع الأمني والقضاء على الإخوان انتفت الحاجة للرد.

لكن مايحزّ في النفس ياسيد صلاح لماذا الكذب وتقول في المقابلة كانت هذه المرة الأولى والأخيرة في زيارتي لدمشق علما أنك زرت دمشق بعدها مرتين.

ففي المرة الثانية يقول السيد المرحوم كريم حسامي سكرتير الحزب الديمقراطي الكُردستاني الايراني الأسبق الذي توفّي 2001 في مذكراته ما يلي (قال لي صلاح إنّ أحد الضباط السوريين في بيروت طلب منا الذهاب إلى دمشق، وفي اليوم التالي أقلتنا أنا وصلاح بسيارة تابعة للجيش السوري إلى دمشق ،حيث استقبلنا مسؤول أمني يدعى أبو عدنان وقال لي ما يلي “نعرض عليك الذهاب إلى طهران، وسوف نمنحك جوازاً للسفر وبطاقة الطائرة ورجالنا هناك سيكونون في استقبالك، ويمكنك أن تلتقي بحافظ الأسد قبل أن تغادر “.

وكان جوابي لهم على الشكل التالي “أشكر دعوتكم لي، كنت أعتقد أنكم دعوتمونا لأجل حلّ القضية الكُردية، أنا ليس لديّ عمل في طهران يكفي أن يعمل حافظ الأسد على حلّ القضية الكُردية بشكلٍ سلمي).

وهنا تلفتنا ملاحظة بأنه كان لك صلة مع ضباط الأمن السوري في لبنان أيضاً، عكس ما كنت تروّج بأنك مطلوب من النظام السوري.

وفي المرة الثالثة زرت دمشق 1983 بعد دخول إسرائيل إلى بيروت بمعية عددٍ من القيادات الفلسطينية بينهم المرحوم (قائدك) ياسر عرفات إلى دمشق، وفي هذه الفترة التقيت باللواء محمد ناصيف وزوّدك ببطاقة عدم تعرض، والتي أظهرها لك الصحافي وقلت (اي صحيح هذا كان على الحدود أعطانا) أي فترة لقائك بأحمد دياب 1981 بينما الحقيقة البطاقة مؤرّخة بصلاحية الرخصة لمدة ستة أشهر تبدأ ب 17/7/1983 وتنتهي ب 16/1/1984 اي ستة أشهر (1) وقد سلّم الرفيق ربحان رمضان عضو اللجنة للحزب مسؤول منظمة دمشق صورة عنها إلى الرفيق بروكا وهو بدوره قام بتسليم نسخة منها للقيادة، لكن تمّ تسريبها لبعض الرفاق في المنطقيات والفروع، ولم يعطِ الحزب أهمية لذلك، واعتبرنا حينها بأنّ الظروف السياسية تغيّرت كثيراً ولكلّ مرحلةٍ ظروفها، ثم بقيت في دمشق عدة أشهر والتقيت بعدة شخصيات كُردية منهم المرحوم ملا محمد نيو وصالح كدو بينما رفضت اللقاء ببعض الرفاق من القاعدة منهم المرحوم مشعل والمرحوم زكي مسلم والرفيق مصطفى حسن من الحسكة ولازال فيها، وقد سبّب ذلك لنا إحراجاً كبيراً، خاصةً حين عقد منظمة الحزب في الدرباسية في قرية خويتلة ندوة يديرها الاستاذ حسن 1985، فما كان من المرحوم الرفيق مشعل تمو إلا أن رمى بتلك الرخصة الامنية في وجه الأستاذ حسن وقال: تفضّل أستاذ اشرح لنا كيف حصل الأمين العام عليها وهنا حدثت بلبلة في الندوة وتسبّب باشكالات كثيرة، ونتيجة لذلك اتخذت اللجنة المنطقية قراراً بتجميد الرفيق مشعل بسبب إساءته للأستاذ حسن والأمين العام (المفدّى)، ولم يلتزم الرفيق مشعل معك في فترة الانشقاق حباً بك لكن كما يقول المثل (ليس حباً ب زيد لكن كرهاً بعمر)، وبدليل أنه تركك بعد أول لقاء معك في الأردن 2000.

أما لقاؤك باللواء محمد ناصيف لم يكن لنا علم، مع أنني أعتبر الأمر عادياً لأنّ محمد ناصيف أحد الأعمدة الأساسيين للنظام حينها ويملك من الصلاحيات أضعاف ما كان يملكها عضو القيادة القطرية أحمد دياب. ولايدخل في خانة العمالة ابداً، فالعميل هو مَن يقبض مقابل تعامله وخدماته لجهةٍ ما، وليس لدي معلومات عن قبضك أيّ شيءٍ من النظام، لكن من النظام العراقي فحدّث ولاحرج، وقد طويت كلّ تلك الملفات بإسقاط صدام إلا قضية واحدة لازالت تفعل فعلها لم و لن يندمل الجرح، والقضية على ما يبدو لم تمت بالتقادم كما يوحى لك، لأنّ هناك امرأة حزينة تئنّ ألماً مع ولدين منذ اغتيال زوجها كمال شانباز والذي اعتقدنا حسب روايتك للحزب بأنه سقط شهيداً في معركةٍ مع الكتائب لكن الحقيقة كشفت لنا صدفة ففي 1994، كان هناك اجتماع للمكتب السياسي لحزبنا حزب الوحدة في حلب وذهبنا أنا والأستاذ حسن والمرحوم الأستاذ إسماعيل عمو والأستاذ شيخ آلي إلى مكان الاجتماع فواجهتنا امرأة بالكلام لي وللأستاذ حسن (لو كنتم مازلتم مع صلاح لما أدخلتكم منزلي) وعند الاستفسار عن الموضوع والسبب قالت: أنا زوجة الشهيد كمال شانباز الذي اغتاله صلاح بدرالدين بالتعاون مع العقيد ابو سندس الملحق العسكري للسفارة العراقية في بيروت لأنه رفض العمل معهم) وبعدها سألت المرحوم محمد كرو والرفيق (x) حول الرواية والاثنان أكّدا صحة الرواية وأضاف كرو بأنه تمّ تصفيته في غرفة التعذيب بمقرنا وتم رميه تحت جسر البربير واتهام الكتائب بذلك، وقد شاهدت غرفة التعذيب تلك المجاورة لقاعة المؤتمر الخامس في بيروت 1980. وكانت أم كاوا حاملاً بابنها حينذاك وسماه كمال تيمناً باسم زوجها الشهيد، ثم تزوجت فيما بعد برفيقنا المهندس إبراهيم جاجان، وكان اجتماعنا في منزلهما وهما الآن يعيشان في عامودا، ولا اعتقد أنّ أم كاوا وولديها سينسون جريمتك ابدأ. أما اغتيال ممثلي الحزب الديمقراطي الكُردستاني-عراق في بيروت محمد متو وغازي فرحو فلا معلومات لدي لكن أصابع الاتهام كانت تشير لك وللعقيد ابو سندس أيضاً حينها، وأتمنّى من الحزب الديمقراطي الكُردستاني – العراق فتح ملفيهما لأنه لازال هناك أشخاص أحياء وعاشوا تلك المرحلة في بيروت ومن الممكن الوصول لخيط الجريمة ولا أعتقد أنك بعيد عنها.
أما عن قصة تسمّمك من قبل محمد ناصيف فإنني أشكّ في روايتك وأعتقد أنها مختلقة لأنه بعد منحك بطاقة عدم التعرض بقيت في دمشق عدة أشهر واشتريت شقة مرتبة في حي المزرعة وقريبة من البنك المركزي وقد زرت شقتك بمعية الرفيقة شهناز ميقري أخت زوجتك وكان نسخة من المفتاح معها وضغطت عليها لزيارة الشقة من باب الفضول لا أكثر وكان ثمنها 40 ألف دولار كنت قد وفرتها من (مزارعك المربحة في جمعاية يا للسخرية)؟!.

لسببين:

الأول: لو كنت مستهدفاً لكان بإمكان النظام اغتيالك في بيروت وإنكار التهمة دون حرج خاصةً وأنّ النظام كان مسيطراً على بيروت حتى قبل الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ولما قبلَ النظام بلقائك بأحمد دياب ولما كلّفك الأمن السوري بالتوسط لدى المرحوم كريم حسامي، إضافة إلى ذلك إذا كان لدى الأمن نية في اغتيالك فمن الأفضل اغتيالك في بيروت كما فعلوا في اغتيال المقدم محمد عمران والشهيد كمال جنبلاط وغيرهم من الشخصيات اللبنانية المعارضة لهم وكل هذه القضايا طويت ملفاتها وقيّدت ضد مجهول نظراً لسطوة النظام القوية في لبنان وكذلك اغتيال صلاح الدين البيطار في باريس في تلك الفترة. فلماذا يقومون باغتيالك في مكاتبهم.

ثم ألا تتذكّر عندما طلبت مني أن التقي بمحمد ناصيف أثناء لقائنا في بلغاريا، وقلت نفس الكلام حينها بأنّ محمد ناصيف يفكّر علوياً ويريد التقارب مع الكُرد، حينها قلت لك: هل هذا تكليف أم ماذا؟. فإذا كان تكليفاً بإمكانك أن تخبر الأستاذ حسن وليخبر بدوره المكتب السياسي واذا وافقوا فسوف أذهب حينها قلت: انسَ الموضوع، ولم تقل لي شيئاً عن تسمّمك، ثم إذا كانت الرواية صحيحة فلماذا تبعث برفيقك إلى شخص مجرم قام باغتيالك.

هذا كلّ ما يتعلّق بوجودك في دمشق ولقاءاتك في دمشق، فهل هناك شيء معيب حتى تكذب وتقول كانت المرة الأولى والأخيرة في 1981. ثم لماذا تعتبر لقاءك بالأمن السوري بطولة ومسألة عادية ولقاء المرحوم الأستاذ حميد درويش مع الأمن (عمالة) أليس هذا تناقض صارخ.

واخيراً هل الكذب جزء من طبعك، أو هو الخرف وهذيان أم كليهما ، لذلك خفّفت عنك واعتبرتها هذيان وللعمر حقه.
لكن آثار وجودك في دمشق وتداعياته لم تنته داخل الحزب، فقد علمت القواعد تدريجياً بموضوع البطاقة الامنية، وكثيرون منهم لم ينظروا للموضوع كما نظر البعض منا ببراءة، بل العكس اعتبروها عمالة موصوفة ولا يحتاج إلى شرح وهكذا بدأت سلسلة الاستقالات الهادئة ودون ضجة بدءاً بعضو المكتب السياسي المرحوم عبدالله غالبو والمرشح للجنة المركزية المرحوم رزو أوسي ومروراً بالمهندس المرحوم زكي مسلم والمرحوم الأستاذ حمزة حسن والمدرس الرفيق عبدالسلام حسين ابن قريتك و أول مَن فتح ملفك الأمني في المؤتمر السادس 1987 ثم المهندس أكرم حسين والمهندس دلشاد حاج حسن ملا عمر والأستاذ مصطفى حسن والأستاذ عبدالعزيز تمو وووووو والقائمة تطول، وكلّ هؤلاء كانوا كوادر متقدمة في الحزب، لكنهم فقدوا الأمل بمعالجة أزمة الحزب بسببك لذلك فضّلوا الانسحاب بهدوء، وأنا أنتقد نفسي بشدة على سكوتي أو دفاعي عن تصرفاتك المشينة في تلك الفترة.

ربطاً نسخة من بطاقة عدم التعرض المشار إليها.








6

– حول منتدى جلادت بدر خان الثقافي : يقول السيد صلاح بدر الدين (إنّ فكرة المنتدى انطلقت حينما اتصل به الشهيد مشعل تمو لاستشارته حول إحداث منتدى في القامشلي أسوةً بالمنتديات التي انتشرت في سوريا،وإنه شجّع مشعل على القيام بذلك واتفقوا حتى على الاسم ).

هنا يكمن مربض الفرس و لي الحقائق واستثمار جهود الآخرين لصالحه كعادته ،وبكلّ بساطة فقد ترك الشهيد مشعل الحزب مع ثلاثة آخرين من رفاقه القياديين بسبب تصرفات وسلوك صلاح معهم ، خاصةً بعد لقاء المكتب السياسي معه في عمان عام 2000 وعلى الرغم من تدخل بعض أصدقاء الحزب لإصلاح ذات البين، ومن بينهم المهندسون الثلاثة اكرم حسين،مروان حسن، عبدالرحمن حسين والذهاب لحلب أملاً منهم في معالجة الخلافات داخل الحزب ، حيث يقول الأستاذ أكرم حسين في مقال له في موقع ولاتى مه تاريخ 3/11/2017 تحت عنوان (قصة تأسيس تيار المستقبل الكُردي : لقد ضغطنا على الشهيد مشعل كثيراً للعودة عن قراره ،لكنه اشترط عودته بعودة الأستاذ جلال منلا أبو روجين ،ثم ذهبنا إلى حلب وضغطنا على أبو روجين، لكنه قال لنا بالحرف (هل تقبل أن أعمل مع شخصٍ يعمل ضد القضية الكُردية) ثم استطرد قائلا (هل تريد مني أن أمرغ تاريخي السياسي (…..).لكن أكرم لم يكتب ما بين قوسين وبالتأكيد ستكون الكلمة أقسى من السابقة
وهنا توقّفنا عن المحاولة وعدنا للجزيرة وحينها فشلت المحاولة الأخيرة).

بقراءةٍ بسيطة يدرك المرء عمق الخلاف بينهم وبين صلاح وفي كلام أبو روجين اتهام واضح لصلاح بالخيانة، والسؤال المطروح :كيف يتصل به مشعل ليستشيره وهم على انقطاع تام؟. وحول تأسيس المنتدى وحقيقة تأسيسه كما رواه لي الكاتب محمد شيخو وهو الآن في ألمانيا حيث قال:(إن ّفكرة تأسيس المنتدى انطلقت من قبلي و الكاتب علي الجزيري ، وكانت الغاية منها تأسيس مركز ثقافي يهتم بالأدب والثقافة الكُردية، ومن ثم اتصلوا بالمرحوم مشعل والمرحوم محمد أمين جمال أبو كاوا وعبد القادر بدرالدين شقيق صلاح واتفقوا على تسمية المنتدى باسم منتدى جلادت بدرخان في منزل الشهيد مشعل وذلك عكس روايتك المزيفة التي تقول بأنّ الاجتماع كان في بيتك، ثم يستطرد الأستاذ محمد شيخو قائلا ( بأننا وسّعنا دائرة الاتصالات بالقوى السياسية للحركة الكُردية للمشاركة معنا، وهكذا انضمّ للمنتدى السادة مروان عثمان وعادل أبو كوران وانور ناسو من حزب يكيتي وفيصل يوسف من التقدمي وزرادشت محمد من حزب الوحدة وكذلك ريزان شيخموس وهو من قياديي الاتحاد الشعبي الذين تركوا الحزب مع الشهيد مشعل ،إضافةً إلى العديد من النخب الثقافية في العديد من المناطق الكُردية.

وهكذا انطلق المنتدى وخرج من طابعه الثقافي إلى السياسي، حيث عقدت أول ندوة سياسية للأستاذ جاد الكريم جباعي ،وتمّ التحضير لندوة ثانية للدكتور عبد الرزاق عيد، لكن الأمن تدخل بقوة واعتقل الزميلين محمد أمين جمال ومروان عثمان وتمّ اهانتهم كثيراً وتعرّضوا للضرب) وأتذكّر حينها تمّ كسر نظارة رفيقنا مروان عثمان من قبل العقيد السيء الصيت على مخلوف، وكان الرفيق مروان يومئذٍ عضواً في المكتب السياسي للحزب ومسؤولا عن التواصل مع قوى المعارضة العربية.

فأين أنت من كلّ هذا ياسيد صلاح؟ .ألا تخجل من سرقتك لجهد ونضال الآخرين وتجييرها لشخصك ، وأنك وراء إحداث المنتدى، علماً وفي تلك الفترة لا الشهيد مشعل رفيقك ولا الشهيد محمد أمين جمال رفيقك، بل كان عضواً في الحزب الدمقراطي الكُردستاني حتى وفاته، وكانا على خلافٍ وقطيعة معك. ولم يلتقِ الشهيد معك ولا تحدّث بكلمة واحدة معك إلا في عام 2004 أثناء انعقاد ندوة للصداقة العربية -الكُردية في هولير،.

فلماذا كلّ هذا الكذب؟ وما الضرورة لها؟.، وهل لك عين أن ترفع رأسك أمامهم بعد مقابلتك المشؤومة في القناة، خاصةً وأنّ الحقوق محفوظة لصاحبها، وهكذا يكتبونها على خلفية الكتب فما بالك بنخبة ثقافية سياسية كبيرة تصدّوا لجبروت النظام بامكاناتهم المتواضعة وتعرّضوا للإهانات والتعذيب، بينما لا أحد يعرف أين كنت تمرح؟.

هل يوجد خسة ودناءة أكثر من هذه السرقة الموصوفة لجهود الآخرين ؟.
2- بالنسبة لرابطة كاوا الثقافية :
يقول السيد صلاح بدرالدين في الفيديو الجزء الثاني الدقيقة 23 ( بعد أن استقرينا في بيروت و التقينا بالحركة الوطنية العربية ، فكّرنا وقرّرنا تأسيس مركز ثقافي…….واسّسنا رابطة كاوا الثقافية .وهو يقصد : الحزب قرّر ذلك ).
وكان قد قال كلاماً مشابهاً لذلك في مقابلةٍ مع مجلة العربي الجديد تاريخ 20/4/2015
أجراها معه الأستاذ الكاتب إبراهيم اليوسف حيث يجيب في معرض سؤاله عن رابطة كاوا للثقافة الكُردية
ومَن كان أوائل مؤسّسي هذه الرابطة؟يجيب صلاح
( للأمانة التاريخية أقول إنّ قيادة الحزب الذي كنت أترأسه وبشكلٍ خاص مكتبه السياسي (حزب الاتحاد الشعبي الكُردي) هو المؤسّس. فقد بحثنا وناقشنا المقترح والفكرة والجدوى والهدف والمستلزمات بعدة اجتماعات وتمّ الإقرار وتكليفي شخصياً بتنفيذ المشروع وهذا ما حصل وتمّ إصدار تعميم حزبي لجميع رفاقنا في الخارج بدعم المشروع ، كلٌّ في مكانه.
والحقيقة التاريخية تقول عكس ما يقول هذا الزئبقي (بالإذن من الكاتب إبراهيم باستخدام هذا التعبير بحق صلاح في مقال له 2012 لأنه تعبير دقيق وموفق في وصف هذا الإنسان).
والحقيقة هي كما كتبها مصطفى أوصمان أبو أوصمان عضو اللجنة المركزية للحزب ومسؤول التنظيم في لبنان، وكان يتابع الوضع بدقة هناك،ولا أستطيع أن أزيد عليه شيئاً، لأنني سمعت كلاما مشابهاً لما تفضّل به ابو أوصمان، وقدطلبت مؤخراً من الرفيق الدكتور سعيد ملا عضو المكتب السياسي للحزب سابقاً وأحد مؤسّسي رابطة كاوا الثقافية بعض المعلومات الإضافية عن ظروف تأسيس الرابطة، لكنه أحجم عن ذلك بحجة أنّ له مشروعاً للكتابة حول ذلك، أتمنّى ألّا يطول ذلك (كعادته ).
وفيما يلي أنقل مقتطفات من البيان الصادر باسمه بعنوان الصدمة رقم 10 ومنشورة في صفحته على الفيسبوك تاريخ24/1/2021. حقيقة رابطة كاوا للمثقفين اليساريين الأكراد
تأسّست رابطة كاوا في الاتحاد السوفييتي عام ١٩٧٦ في موسكو
الأعضاء المؤسّسين :الدكتور عبداللطيف باڤى نازى الدكتور سعدالدين ملا ، الدكتور محمد عبدو النجاري ( ولاتو) ، المهندس عبدالرزاق أوسي ( رزو)
…………….
……………..
وفعلاً اتفقوا وأسّسوا الرابطة باسم ( رابطة كاوا للمثقفين اليساريين الاكراد ) وكان سعيد المُلا وعبدالرزاق من حزبنا حزب اليساري الكُردي آنذاك وكان باڤى نازى ومحمد عبدو النجاري من الحزب الشيوعي السوري ولكنهم أكراد
في عام ١٩٧٧ قاموا بترجمة كتاب كفاح الشهيد البطل الكُردي البلشفي تيودور ليتكين الى العربية وكتاب حسرتيان والجبال المروية بالدم والجبال والسلاح ووو ولكن كانت مشكلتهم الطباعة.

اتصل الرفيق سعدالدين عام ١٩٧٧ مع صلاح بدرالدين ومصطفى جمعه في بيروت لطباعة الكتب فعلاً قام صلاح بدرالدين بطباعة الكتاب الأول لتيودور ليتكين في مطبعة دار الكاتب (جورج حداد)، وقد تكلف الرفيق مصطفى جمعة وبعض الرفاق في منظمة لبنان بطباعة جميع الكتب حتى ١٩٩٠وأنشِأت مكتبة لبيع الإصدارات في بيروت، كان يعمل فيها رفاقنا هيبت باڤى حلبچه ويونس وزكريا وسراج عثمان وآخرون لم أتذكّرهم.
تشكّلت الهيئة الإدارية للرابطة قسم سوريا من الرفاق التالية ١- ربحان رمضان ٢ مصطفى عثمان ٣ – حسن صالح وانضمّ اليها عبدالرزاق أوسي بعد عودته إلى سوريا وبقيت الهيئة حتى عام ١٩٩٠.

ولكن كانت جميع المصاريف من طباعة ونشر وتوزيع وأتعاب الكتاب والمترجمين والمؤلّفين من حزب الاتحاد الشعبي الكُردي وصدرت عشرات الكتب عن تاريخ الكُرد وكُردستان وكتاب تعليم اللغة الكُردية بدون معلم للرفيق المرحوم محمد برزنجي الخالد
تغير اسم الرابطة في الثمانينات إلي رابطة كاوا للثقافة الكُردية …………(يمكن العودة إلى كامل البيان في صفحة ابواوصمان)
…. التوقيع
مصطفى عثمان / الناطق الرسمي / حزب الاتحاد الشعبي الكُردستاني
( السكرتير الأسبق لحزب الاتحاد الشعبي الكُردي في سوريا )أعتقد بعد قراءة بيان(الصدمة) تتوضّح الأمور أكثر بشكلٍ جلي ويظهر واضحاً كذب ونفاق السيد صلاح بدرالدين بعدة نقاط منها:
1- لم يعقد أي اجتماع للمكتب السياسي بصدد ذلك وإنّ الفكرة بدأت واختمرت في موسكو مع هؤلاء الطلبة الشباب الأربعة حينها،ثم طلب الدكتور سعيد ملا من منظمة الحزب في لبنان الدعم التقني من طباعة وتوزيع وغيرها.
2- عندما سأله الأستاذ ابراهيم اليوسف عن المؤسسين للرابطة وهو العارف بالتفاصيل،لم يطاوع لسان صلاح من قول الحقيقة ولم يذكر اسماً واحداً،علماً أنّ من عادته ذكر أسماء الأموات ومدحهم ،لكن هذه المرة لم يقل ذلك أيضاً.
3- طالما تقول بأنّ الرابطة ملك للحزب وأنت قدّمت استقالتك من الحزب،فلماذا لم تؤدِّ الأمانة للحزب لا بل اعتبرتها ملكيةً شخصية لك تمنح صلاحية رخصتها لمن تشاء، أليس من الأخلاق تسليم الحزب ممتلكاته بعد تركك للحزب.
4- بقي أن أقول : هناك عادة معروفة لدى بعض الأشخاص ااذين بقومون بأعمال مشينة يظنّون بأنّ العالم كلّه مثلهم ، مثلاً يتصوّر العميل بأنّ كل الناس عملاء مثله و العاهرة تتصوّر بأنّ كلّ النساء عاهرات،وهذه الخصلة تنطبق عليك تماماً ،لأنك أدمنت العمالة منذ بداية السبعينات وانتقلت الى محطات عدة ،لذلك تشعر بأنّ كل الناس عملاء مثلك،وبالتالي لاتتردّد بإطلاق صفة العمالة لكلّ مَن يخالفك الرأي أو حتى يختلف معك ولله في خلقه شؤون.

7

يقول السيد صلاح بدر الدين، في الجزء الثاني وبداية الجزء الثالث، عن الانتفاضة والحركة الكردية مايلي :
– كانت هبة، لو كان في قوى جذرية لصارت انتفاضة، لكن الأحزاب السورية و الكردية ما استطاعوا
– أعتقد أن  2004 تاريخ مميز على سقوط  الأحزاب الكردية نهائيا
– صيغة مجموع الأحزاب قرروا إخماد (الهبة) ولم تتحول إلى انتفاضة، ووفد المعارضة ذهب للتوسط بين النظام وأهل قامشلو.

هنا انتهى كلام بدرالدين عن الانتفاضة، بينما الحقيقة تقول عكس ذلك تماما، وبحكم معايشتي للأحداث منذ البداية، وكيفية تحولها إلى انتفاضة حقيقية، فلا من بد تفنيد كلام هذا المتحامل على الحركة الكردية.

في الساعة الثالثة تقريبا ذهبنا أنا و الرفيق عبدالباقي يوسف، سكرتير الحزب حينها، إلى الملعب، وكانت الأمور تحت سيطرة قوى الأمن الداخلي ، حيث كان فريق الفتوة ومشجيعه داخل الملعب، وفريق الجهاد ومشجعيه خارج الملعب، وكان التراشق بالحجارة قائم بين الطرفين من خارج سور الملعب، وكنا نقف معهم في شارع السياحي وندعوهم للهدوء، وفجأة حوالي الساعة الرابعة وجدنا عدة سيارات سوداء، ترجل منها مسلحون مدنيون وعسكريون مع محافظ الحسكة ، ثم أوعز المحافظ باطلاق الرصاص الحي، على الشباب، وهنا جاء إلينا الحاج عبد الحميد شيخو، شقيق المرحوم الفنان محمد شيخو، وأخذنا الى شقته المطلة على الملعب، واستمررنا نحن الثلاثة نتابع الشباب ونحثهم على التراجع لكن دون جدوى، وسقط الشهيد غيفارا بدران خلف برو أمام أعيننا، وحينها هاج الشباب بطريقة هستيرية وخلعوا قمصانهم وربطوا أكمامها على خصورهم ليملؤوا الطرف الآخر  للقمصان بالحجارة والهجوم على أمن النظام، وكان المشهد  تراجيديا حقا، و لا توحي بأقل من الانتفاضة الشعبية العفوية، وسقط العديد منهم  بين شهيد  وجريح،  واستمرت المعركة بين الرصاص والحجارة حتى ساعة المغيب، ثم ما لبث أن انسحب النظام فجأة، بعد أن أمن خروج  مشجعي و أعضاء فريق الفتوة – دير الزور،  من الملعب وتحصن الأمن في المربع الأمني فقط، وبقيت قامشلو هائجة طوال الليل، ولم ينم أحد (يا سيد صلاح ) في تلك الليلة بمن فيهم معظم قيادات الحركة الكردية من المتابعين  في القامشلي، كانوا بين الشعب وأمام المستشفيات، وحينها اتخذنا معا قرارا ميدانيا بأن الجنازات ستنطلق من أمام جامع قاسمو حتى مقبرة قدور بك، بعدها سنجتمع في منزل الدكتور عبد الحكيم بشار جميعا للتشاور والعمل بما تقتضي الظروف السائدة.

ونحن كحزب يكيتي اجتمعنا وقررنا تجهيز لافتات تعبر عن المأساة وتجريم النظام والمطالبة بحل القضية الكردية، واللافتات السود الأربع التي تجدها في المظاهرة كانت عائدة لنا ومن كلماتنا تحديدا، كما قررنا المشاركة مع عائلاتنا دون تخلف أحد من القيادة والقواعد.

وفي اليوم الثاني كان الحشد أمام الجامع كبيرا جدا وشارك جميع قيادات الأحزاب الكردية في الجنازة يتقدمون الصفوف، لكن وقبل الوصول إلى المقبرة واجهنا النظام مرة أخرى بالرصاص الحي، وسقط عدد آخر من الشهداء، وبعد انتهاء مراسم دفن بعض الشهداء على مقبرة قدور بك وجهنا أنصارنا  كحركة كردية، بأخذ جثمان الشهداء الآخرين  إلى مقبرة الهلالية بالسيارات ، لكن الجماهير الغاضبة لم تلتزم بقرارنا وأصرت على أخذهم سيراً على الأقدام، وهكذا ذهب قسم من القيادات الكردية إلى منازلهم وبقي بعضنا مع الجنازات، أتذكر منهم مع حفظ الألقاب:عبدالباقي يوسف، إبراهيم برو،فيصل بدر،مشعل تمو. ..ريزان شيخموس وغيرهم.

وأثناء مرورنا فوق  جسر الجغجغ  جوبهنا بالرصاص الحي مرة أخرى، وأثناء حديثي مع سائق السيارة( صلاح سليمان) التي كانت تحمل الجنازات الثلاثة بأن يتوقف عن السير حتى نتصرف، وفي تلك  اللحظة أصيبت مرآة السيارة  برصاصة  و سالت  الدماء على  وجه السائق صلاح، و ظننت بأنه قد أصيب بالرصاص ، لكن والحمد لله كانت شظايا زجاج المرآة.
حينها شدني الشيخ عبدالصمد عمر الى جانب الطريق وقال يبدو بانك المستهدف، وهو الآن عضو  الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي.

ثم غيرنا وجهتنا بالذهاب الى المقبرة عن  طريق الحزام، تجنبا لمواجهة الرصاص، وهكذا تم  دفن جميع الشهداء في المقبرتين مع إلقاء كلمات معبرة عن الحدث المأساوي.

في اليوم الثاني انتفضت عامودا والدرباسية وديرك، ثم بقية المدن في الجزيرة،  حيث سقط شهيدان في الحسكة وشهيدان في ديريك وشهيد في رأس العين وهو نوري محمود إبراهيم باشا حيث قتل بطريقة وحشية بشعة وهو مصاب  داخل المشفى، بينما تم تحطيم الصنم – تمثال حافظ الأسد – في عامودا ،وفي اليوم الثالث وما تلته انتفضت كوباني وحلب وعفرين ودمشق  (حي زور آفا ) تحديدا ، وسقط ستة شهداء في حلب بالرصاص بينهم امرأة  (فريدة أحمد ) ، وقتل مساعد للأمن العسكري في كوباني، طعناً بالسكين، على يد الشاب رمزي شيخ حسن. وهكذا عمت الانتفاضة جميع المناطق الكردية وأماكن تواجدهم، واعتقل أكثر من 5000 شخص، في زور آفا وحدها أكثر من 1500 شخص بين عمر 15-80 ، وقطع الماء والكهرباء عن الحي تماما، وكانت الحركة الكردية مجتمعة تلتقي يوميا من الصباح حتى المساء في منزل الدكتور عبدالحكيم بشار  مدة 35 يوما، ثم انتقلنا الى منزل الاستاذ محمد اسماعيل، وكنا نتابع أخبار المناطق الكردية اول بأول و نتخذ مايلزم ، وكان يتم  التوقيع على جميع بياناتنا تحت اسم (مجموع الأحزاب الكردية) بما فيهم حزب الاتحاد الديمقرطي pyd ،  وكان جميع البيانات  تطالب بوقف العنف المفرط من قبل النظام ومحاسبة متسببي  القتل، و تطالب  بالإفراج عن المعتقلين، لكن دون جدوى. وفي ظل استمرار القمع والاعتقالات انتفضت الأجزاء الثلاثة الأخرى من كردستان، وسقط 3 شهداء في أورمية بكردستان ايران نصرة للشعب الكردي في سوريا ،كما انتفضت الجالية الكردستانية في أوربا بقوة واقتحمت بعض السفارات، وهكذا تحولت الانتفاضة إلى (ملحمة) كردستانية تاريخية قد لا تتكرر. (حركة كردية موحدة, تضامن كرستاني لانظير له)،  وكادت أن تسقط الحدود بين تركيا وسوريا، حينها تدخل الرئيس المصري حسني مبارك وجاء الى دمشق وطالب من المجرم بشار الأسد وقف العنف، خشية أن تخرج الأمور عن السيطرة ، وهنا لابد وللأمانة التاريخية من ذكر دور قناة ROJ -t.v في التغطية المباشرة لتطورات الأحداث أول بأول، وعلى مدار الساعة وشاركتُ عدة مرات في البث المباشر لها، وكذلك الآخرون من القيادات الكردية.ولولا هذا الالتفاف الكردستاني وتضامنهم مع الشعب الكردي في سورية لحول النظام بعض المدن الكردية إلى ركام، وكان مسؤولوا النظام  يذكروننا باستمرار بمصير مدينة حماة أثناء لقاءاتنا معهم.

من الجدير ذكره بأنه حصل ضغط كبير على مدينة الحسكة ورأس العين وحي زورآفا بدمشق ، وكانوا يستنجدون بنا لوقف هذا القمع والنهب للممتلكات الخاصة بطريقة ممنهجة، فهل كنت تريد- يا سيد صلاح –  أن نقاتل لآخر كردي سوري، حتى نشبع غرورك المريض، أنت الذي كنت تعبر عن غضبك بطريقة خاصة، ولله في خلقه شؤون.

من الواضح، ياسيد صلاح ، أنه لديك عقدة مع وحدة الحركة الكردية، ودائما تقف بالضد منها، حيث لازلنا نتذكر عام 1986عندما وصل التفاهم إلى مراحله الاخيرة بين الأحزاب الكردية الأربعة (البارتي،التقدمي ، اليساري،  الاتحاد الشعبي )لتأسيس تحالف بينها ، حينها بعثت برسالة بأن(اليمين مرتد وطنيا وقوميا) ولايمكن التعامل معه وهكذا أفشلت الاتفاق، وعندما ناقشنا الموضوع في المؤتمر السادس 1987 هددنا المرحوم سامي ناصرو بالانسحاب وافشال المؤتمر إذا ما اتخذنا قرارا يدعم الحوار والتفاهم.

كما أن الأستاذ مصطفى أوسو كتب مؤخرا في موقع ولاتي مه في 12 أيار 2021 ، بأنه عند زيارتك له في فندق دم دم ما يلي (وهنا يبدو أنه يقصد السيد مصطفى جمعة) أخبر السيد صلاح بدر الدين بما جرى بيني وبينه من مناقشة الموضوع، حيث لم تمضِ ساعات قليلة على نقاشنا الحاد حتى قام بالاتصال معي، قائلاً: أنه كان يريد فقط من لقائه بالسيد مصطفى جمعة، إبلاغه رسالة لقيادة حزب آزادي، وأنه يريد أن يراني أيضاً في موعد حدده هو واتفقنا عليه سوية.

وبالفعل حضر في الموعد المحدد إلى مقر إقامتنا في فندق «دم دم» بمدينة هولير، حيث قال أن رسالته لقيادة حزب آزادي، هي: تحديد موقعه ومكانه في الحزب، واتخاذ القرار بهذا الشأن وإبلاغه بذلك..، وأضاف أيضاً، أنه وفي حال عدم تجاوب قيادة حزب آزادي مع هذه الرسالة، وإيجاد موقع يتناسب مع مكانته ومؤهلاته، فأنه لن يسكت على الأمر ولن يقف مكتوف الأيدي، وسيحرك خلاياه وأنصاره ضمن الحزب على حد تعبيره.
وعلى الأرجح لم يكن لديك القدرة للعمل تحت قيادة سكرتير الحزب الاستاذ خير الدين مراد، لذلك كنت تريد أن تكون  إما رئيسا للحزب، حتى وإن كان فخريا ، أو ناطقا رسميا للحزب، بعيدا عن تأثيرات واملاءات القيادة، حتى يتسنى لك بيع بضاعتك (القضية الكردية ) في سوق النخاسة، خاصة وأنك شممت رائحة الدولار عند عبدالحليم خدام بعد انشقاقه، ولما لم تفلح في ذلك عملت على شق الحزب الوليد بعد ست سنوات من إعلانه. وهنا سؤال يطرح نفسه: تقول ان الحركة الكُردية سقطت بعد 2004 ثم تطلب العودة للحزب في 2005 وإلا ؟!. ما هذا التناقض، ولماذا تريد العودة إلى  حركة تراها سقطت؟!.
إضافة إلى كل ذلك عملتَ على مبدأ (خالف تعرف) لأن إجماع الحركة الكردية والكردستانية والشعب الكردي يطلق على ما حصل ، بانتفاضة 12 آذار، إلا أنت تطلق عليها (هبة)
يبدو ان لك قاموس خاص في اللغة العربية وتتقن اختيار الكلمات المناسبة للمناسبات؟؟!!.

— اللجنة الأمنية للنظام: كانت تتشكل من اللواء هشام اختيار رئيس مكتب الأمن القومي.
اللواء محمد منصورة رئيس إدارة الأمن السياسي.

العميد خضر رئيس فرع أمن الدولة في الحسكة.
ولم يكن هناك وجود للواء علي مملوك كما  ذكرت في المقابلة. بدأت اللجنة عملها بداية مع أجهزة النظام الإدارية في المحافظة ثم انتقل للاجتماع بوجهاء العشائر العربية والفعاليات  المسيحية، بعدها انتقلت إلى التواصل مع احزاب الحركة الكردية  بشكل فردي أو عدة أحزاب، وكانت تتجنب الاجتماع مع مجموع الأحزاب الكردية دفعة واحدة، وهكذا جاء دوري في اللقاء حين اتصل معي الأخ عبد عبدالعزيز اليوسف من اغوات عشيرة الكاسكان، وذهبنا معا للقاء، وكان الثلاثة  موجودين في مقر مدير منطقة القامشلي، حينها بدأ اللواء المقبور هشام اختيار بالحديث المرن بداية ثم تدرج في التصعيد والتهديد المباشر، والتذكير بمجزرة حماة وتحميل المسؤولية لحزبنا و ب ي د بالدرجة الأساس، وباننا وراء حرق مؤسسات الدولة، خاصة الجمارك والأعلاف في قامشلو، واستغرق حديثه وتهديداته قرابة ساعة، ثم استلم الحديث العميد خضر وقال بالحرف، لدينا في المعتقل رفاق لكم اعترفوا صراحة بأنك اعطيتهم الأوامر بحرق المؤسسات، وبعد أن أنهى حديثه لم يتكلم اللواء محمد منصورة شيئا ويبدو انه اكتفى بحديث زملائه، عندها طلبت الحديث، فقلت على حسب ما أتذكر وحسب ما ذكرني به الأخ اكرم اليوسف قبل ايام المقيم في الرياض شقيق عبد اليوسف المقيم حاليا في السويد ،ويبدو أن الأخ عبد كان قد نقل مجمل الحوار إلى اخيه حينها.

بداية وجهت حديثي للعميد خضر بأن ماتتحدث به عن اتهام لرفاقنا غير صحيح بالمطلق، ويبدو أنكم تمارسون تعذيبا قاسيا بحق الشباب لنزع اعترفات وهمية منهم، لترضوا أنفسكم  وأمام السلطات العليا، وإخفاء حقيقة ماجرى، وتحميل الكرد المسؤولية  لا أكثر ،ولسنا أغبياء حتى نقوم بإحراق مؤسسات الدولة التي تخدمنا بالدرجة الأساس، وأن اللافتات السود الأربعة هي لافتاتنا، ومطالبنا مدونة فيها مختصرا، ثم توجهت إلى اللواء بخيار بالحديث، بأن السياسة العنصرية الممارسة من قبلكم منذ نصف قرن جعل الشعب يفقد الثقة بكم وبالوطن كليا، حيث إن شعور الاغتراب طاغ عليه، وذكرته بالإحصاء الاستثنائي والحزام العربي، وحتى تسجيل ولاداتنا كان يتم بموافقات أمنية، وكذلك حرماننا من العمل في مؤسسات الدولة الحساسة كالدفاع  والخارجية،  كما أن لغة التهديد والوعيد .  لم يعد مفيدا وإنما لغة الحوار فقط سيؤدى إلى النتيجة المرضية بالنسبة للطرفين، والحركة الكردية جاهزة للحوار اذا رغبتم في ذلك، وهو الحل الانجح لحل القضية الكردية في سوريا حسب تصوري.

ثم عاد وكرر تهديده وقال انتهى اللقاء. وعندما خرجنا للشارع قبلني عبد من جبيني، وقال:  الحمد لله على سلامتك، فلم أكن أتوقع انك ستخرج من عندهم بعد ردك هذا ، قلت له أنني في وضع لابد من قول ذلك، فهناك دماء الشباب على الأرض والآلاف في السجون وتحت التعذيب.

بعد فترة ثلاثة أشهر  تم الإفراج عن الكثير من السجناء، وحينها اعترف سجين من قدور بك، اسمه إبراهيم، بأنه كان تحت التعذيب الشديد، عندما طلب منه المحقق بأن لاخلاص لك اذا لم تعطني اسم قيادي حرضك، وعليه أنا اعطيت اسم فؤاد عليكو، رغم أنني لا أعرف الرجل، لكنني كنت سمعت باسمه  علما  بأنني لا اتعاطى السياسة.

وقبيل عودة اللجنة إلى دمشق اجتمعت بالوجهاء الكرد ليستمع إليهم ويبعث برسائله التهديدية مرة أخرى، وهنا تفاجأ بأن الجميع على موقف واحد ومع حركتهم السياسية في توجهاتها، كما تفاجأ حين سمع كلاما محددا من الاخ إبراهيم باشا المللي بصيغة سؤال، هل توجد قضية كردية في سوريا سيادة اللواء؟.وكررها ثلاث مرات، حينها قال سنلتقي واشرح لك  الوضع، وبعدها بفترة التقوا في دمشق بمعية السيد صلاح كفتاروا ،حينها قال بالحرف بأنه لا توجد لدينا قضية كردية ، ورد عليه الباشا ، بأنكم لن تجدوا الاستقرار في سوريا بدون حل القضية الكردية.

هذا ملخص مقتضب عن الجزئية التي شاهدتها، وأنا متأكد بأن لكل مدينة كردية ملحمة من الجزيرة إلى كوباني إلى حلب وعفرين ودمشق، ويتطلب الأمر من النخب الثقافية تدوين هذه الملاحم التاريخية وفاء لدماء الشباب وتضحيات شعبنا.
في الجزء الثامن سأتحدث عن اغتيال شيخ الشهداء معشوق الخزنوي .

8

(حول اختطاف شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي).

يقول السيد صلاح بدر الدين في المقابلة (لم يكن شيخاً دينياً)
-لأول مرة في هذه العائلة تظهر هيك ظاهرة .

-اتصلت بالشيخ عبدالقادر الخزنوي لازم تعملوا ضجة ونحن جاهزين لكن ما أخذوا الموضوع بشكل جدي ).

هنا انتهى كلام السيد صلاح، والحقيقة تقول عكس ما يتحدّث عنه لعدة اعتبارات منها:
– هذه العائلة لم تكن بعيدة يوماً ما عن المساهمة في النضال والدفاع عن حقوق شعبهم، منذ بروز دور وسمعة عميد العائلة المرحوم الشيخ أحمد الخزنوي في ثلاثينات وأربعينات القرن المنصرم، كعلامة ورجل دين كبير، استقطب الآلاف من الطلبة والمريدين حوله كشيخ للطريقة الصوفية النقشبندية في قرية خزنة أولاً، ومن ثم تل معروف، ويؤكّد أحد أحفاده الشيخ عبدالحميد الخزنوي في مقابلةٍ له بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الشيخ معشوق، بأنّ الجد المرحوم الشيخ أحمد كان عضواً في جمعية خويبون بالتنسيق مع المرحوم الدكتور أحمد نافذ ظاظا.

كما أنّ العديد من شباب العائلة انخرطوا ضمن أطر الأحزاب الكُردية، أو كانوا قريبين منها ، ومنهم لا للحصر الشيخ المرحوم عبد القادر الخزنوي وشقيقه الشيخ مبارك والشيخ عبد الحميد الذي سبق ذكره والشيخ فيض الله، بالإضافة إلى أول من انضم للحركة الكُردية الشيخ سيف الدين الخزنوي وغيرهم عديدون.
كما أتذكّر في عام 1990 عندما ذهبنا نحن المرشّحون الثلاثة لانتخابات مجلس الشعب مع وفدٍ كبير إلى تل معروف لمقابلة فضيلة العلامة المرحوم الشيخ عزالدين الخزنوي، الذي اجتمع بنا مع عدد من مقرّبيه من الملالي الثقاة قومياً، وطلبنا منه مناصرتنا فكان جوابه إيجابياً وأوعز لأنصاره بمؤازرتنا.

من خلال هذه الأمثلة القليلة، يتضح بأنّ هذه العائلة الكريمة لم تكن يوماً بعيدة عن أحلام وآمال شعبها، كما كانت التكية الدينية تعلّم اللغة الكُردية لطلابها حتى تمّ إغلاقها من قبل النظام في بداية الثمانينات من القرن المنصرم. وقد ساهم هذا العمل الكبير في الحفاظ على الكثير من تراث وأدب شعبنا الكُردي ونقلها للأجيال.

– أما بالنسبة للشهيد الشيخ محمد معشوق الخزنوي فإنني قد تعرّفت عليه لأول في منزل الأخ ملا محمد ملا رشيد في 2003م ،وبعد تبادل أطراف الحديث بيننا، وجدت نفسي أمام رجل دينٍ متنوّر ومؤمن بعدالة قضية شعبه وبالممارسة العملية للنضال في سبيلها، كما كان يملك قدرة كبيرة على الإقناع حين مخاطبة الآخرين، كما له معرفة سابقة مع سكرتير الحزب حينها الأستاذ حسن صالح، وهكذا توطّدت علاقاتنا تدريجياً وتقاربنا سياسياً نتيجة استمرارية لقاءاتنا، ولقد برز نشاطه المميّز في الدفاع عن حقوق شعبه بعد انتفاضة آذار 2004 وحتى تاريخ اختطافه في عدة محطات مفصلية ،جعلت النظام يراقب تحركاته وخطاباته عن قرب وكذلك في خطب الجمعة المميزة ومن أهم المحطات المثيرة للاهتمام :
1- حضوره المميز في مؤتمر حوار الأديان في النرويج 2005 ودفاعه القوي عن شعبه المضطهد في هذا المحفل الدولي، ما جعله في صلب اهتمام القوى الدولية والنظام معاً.

2- دعوته لسفيرة السويد في سوريا ولبنان إلى قامشلو وإقامته مأدبة غذاء على شرفها ودعوة جميع الأحزاب الكُردية وبعض المثقفين والشخصيات القريبة منه، إلى تلك المأدبة وإلقائه كلمة في تلك المناسبة دعا فيها إلى ضرورة توحيد القوى السياسية الكُردية على أرضية قومية ووطنية بعيدا عن كلّ الأيديوجيات المتعارف عليها وتكرار ذلك مع العديد من الممثلين الدوليين الذين قدموا للقامشلي.

3- حضوره احتفالات عيد نوروز 2005 وتجوله بين عدة منصات في نفس اليوم وإلقائه كلمات حماسية ذات طابع قومي ووطني يدعو فيها إلى تحقيق المساواة بين أبناء الوطن الواحد، و لن يتحقّق ذلك إلا بنيل الكُرد لحقوقهم، وهذه كانت ظاهرة نادرة أن يأتي رجل دين بقامة الشيخ الشهيد إلى احتفالات عيد النوروز، وهذا ما أكسبه شعبية كبيرة بين الشعب بشكلٍ ملفت.

4 – إلقاؤه خطاباً نارياً في تأبين سنوية الشهيد فرهاد صبري 8-5-205 حيث وجّه بسهامه مباشرة إلى الأجهزة الأمنية، والتذكير بما كانت تفعله الصحابية(سمية) مع الكفّار حين كانت تبصق في وجوههم أثناء اضطهادهم لأسرتها.

هذه العوامل مجتمعة إضافةً إلى مقابلاته مع الصحف والمجلات العربية والدولية والكُردية وقوله لموقع جارجرا( بأنّ الله بعثه كُردياً ليدافع عن هذا الشعب).

كلّ هذا النشاط جعله في منطقة الدائرة الحمراء للنظام، وأتذكّر أننا التقينا في اليوم التالي من التأبين في صيدلية الأخ صلاح رمو وقلنا له معاً بأنك تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء للنظام وما عليك إلا أن تكون حذراً في تحركاتك.

– في 7/5/2005 كنت مع الأستاذ حسن صالح في دمشق لحضور فعالية في منتدى الأتاسي وألقيت كلمة في المنتدى وبعدها أخبرنا الرفيق المحامي فيصل بدر مسؤول منظمة دمشق للحزب باتصال الشيخ معشوق معه، ودعوتنا لمأدبة الغداء في منزل الشيخ محمود كفتارو، وهكذا ذهبنا معاً ،وحينها أخبرنا الشيخ بأنه مراقب من قبل الأجهزة الأمنية، ونحن بدورنا حذّرناه، ثم عدنا للقامشلي وكان اللقاء الأخير مع الأسف.

– في ظروف الاختفاء:
لم نتردّد لحظةً في متابعة الحدث، حيث أصدر حزبنا بياناً حمّل فيه النظام مسؤولية اختفائه. حزب يكيتي الكُردي في سوريا: ( من أجل إنقاذ حياة الخزنوي) ..:

( اختفى العلامة الدكتور شيخ معشوق الخزنوي في ظروفٍ غامضة منذ صبيحة يوم الثلاثاء في 10/5/2005 ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن وكلّ الدلائل تشير إلى تورط أجهزة السلطة الأمنية في عملية الاختفاء رغم نفيها وذلك على خلفية المواقف الجريئة التي كان يتبنّاها الدكتور محمد معشوق في الدفاع عن القضية الكُردية في سوريا) .

كما أصدرت منظمة حقوق الإنسان في سوريا(ماف) التي يترأسها الأستاذ إبراهيم اليوسف بياناً مماثلاً ، وقد كان الشيخ عضواً فخرياً فيها كما أكّده الأستاذ إبراهيم في مناسبات عديدة، ذلك بالإضافة لبيان الهيئة التحضيرية لتيار المستقبل الذي تأسّس بعد 19 يوماً من تاريخ اختطاف الشيخ عميد الشهداء.

في هذه الفترة كان الشارع السياسي الكُردي العام غير مكترث باعتقاله، بينما أعطى حزبنا كلّ الأهمية وأكثر من اهتمامه باعتقال أي قيادي حزبي في صفوفه،حيث كنا نتابع الوضع يومياً مع نجله الشيخ مراد وإبن عمه الشيخ عبدالقادر بالإضافة لصديقيه الأستاذ إبراهيم اليوسف و ملا محمد ملا رشيد وشكّلنا معا بالإضافة لسكرتير الحزب ما يمكن أن نسمّيه (فريق متابعة).

– بعد أسبوع من الاختفاء قرّر الحزب الانتقال إلى الجانب العملي والقيام بمظاهرة في مدينة القامشلي يوم 21/5/2005
حزب يكيتي الكُردي في سوريا : ( من أجل إنقاذ حياة الخزنوي).
( ندعو جماهير شعبنا وكلّ القوى الخيرة إلى المشاركة في هذه المظاهرة ونخصّ بالذكر أئمة المساجد الذين لا يزالون يمتلكون قدراً من الجرأة تضامناً مع الدكتور شيخ معشوق واحتجاجاً على هذا العمل الجبان والمنافي لكلّ القيم الإنسانية والمطالبة، بالكشف عن مصيره والإفراج عنه فوراً، وحلّ القضية الكُردية عبر الحوار) وخرجت المظاهرة من دوّار الحديقة العامة حتى منزل الشيخ الشهيد في حي قدوربك وألقينا الكلمات بهذه المناسبة، بالإضافة لكلمة للشهيد مشعل تمو، وكلمة الملا محمد ملا رشيد، وطالبنا جميعاً بالكشف الفوري عن مصير الشيخ معشوق.

كما دعا حزبنا في بلجيكا للقيام باعتصام احتجاجي أمام السفارة السورية في بروكسل(حزب يكيتي (منظمة بلجيكا ): دعوة إلى التظاهرة من أجل الشيخ محمد معشوق خزنوي…
( تضامناً مع العلّامة الكُردي الشيخ محمد معشوق خزنوي الذي اختفى عن الأنظار منذ صبيحة يوم الثلاثاء 10-05- في دمشق2005 و ما يزال مصيره مجهولاً إلى الآن ندعو أبناء الجالية الكُردية في أوروبا إلى التظاهر أمام السفارة السورية في بروكسل في يوم الاثنين 23-05-2005 الساعة الحادية عشرة صباحاً

وفي 30/5/2005 نظّمنا مظاهرة في ساحة الفردوس بدمشق بمشاركة قوى المعارضة العربية مطالبين بكشف مصير الشيخ معشوق والإفراج عن المعتقلين السياسيين في ربيع دمشق وقد شارك في المظاهرة الأستاذ حسن صالح سكرتير الحزب والأستاذ فيصل بدر والأستاذ إبراهيم أحمد ونجلي الشهيد الشيخ مراد والشيخ مرشد والدكتور كمال لبواني والأستاذ جهاد مسوتي وسليمان شمر.

– مرحلة الاغتيال:في صبيحة 1/6/2005 اتصل معي نجل الشهيد الشيخ مراد بأنّ النظام أخبره باكتشاف جثمان والده في مقبرة بدير الزور، وأنّ عصابة مجرمة مَن قامت باغتياله وتمّ عرضهم مساءً على تلفزيون النظام، وعندها تمّ توجيه أصابع الاتهام إلى إخوته ،خاصةً وأنّ البعض من هؤلاء المجرمون هم مريدو الشيخ محمد.

واجتمعت قيادة الحزب فوراً لدحض هذه الرواية للنظام، وحصر الاتهام بالنظام واجهزته الأمنية، ثم ذهبنا أنا والأستاذ حسن إلى منزل الأستاذ إبراهيم اليوسف واجتمعنا هناك مع المرحوم الشيخ عبد القادر الخزنوي وملا محمد ملارشيد واتفقنا نحن الخمسة على العمل على تفنيد رواية النظام وتحميله المسؤولية، ثم العمل على حلّ الخلافات العائلية بينهم وكلّفنا الشيخ عبد القادر بالتواصل مع أخوة الشهيد مطالبين توضيح موقفهم مما حصل، وتجاوب أخوة الشهيد الشيخ عبدالله والشيخ راشد معنا وأبدوا استعدادهم لأي عملٍ إيجابي نقوم به، ثم اتصل معنا المرحوم الشيخ محمد الخزنوي وكان خارج سوريا وبعث برسالة لي وأخرى للأستاذ إبراهيم اليوسف ولازلت أحتفظ بها، وأثنى على جهودنا قائلاً بأنه مستعد “للتعاون معكم فيما تسعون إليه من خير للعائلة وللشهيد، وأنه سيعود قريباً وهذا ما حصل.

وعندما عاد اجتمعنا معه أنا والشيخ عبدالقادر والأستاذ حسن وملا محمد في منزل المرحوم الشيخ عبدالقادر والحمدلله وبعد عدة جولات بين الطرفين، استطعنا حلّ معظم الخلافات العائلية المزمنة بالرضى والتفاهم.

– في استقبال الجنازة:
قام الحزب بنصب خيمة عزاء كبيرة تمويلاً وإعداداً لاستقبال المعزّين وإدارة مجلس العزاء، وخرجت قامشلو عن بكرة أبيها لاستقبال جثمان الشهيد، بالإضافة لمشاركة رفاقنا وأصدقائنا وأصدقاء الشهيد من مختلف مناطق الجزيرة، وبعد الانتهاء من مراسم الدفن وإلقاء الكلمات المعبّرة عن هذه الجريمة النكراء، وتحميل النظام كامل المسؤولية، بدأنا في اليوم الثاني باستقبال المعزّين من جميع المناطق من: دمشق إلى عفرين وكوباني والجزيرة، وكنت مكلّفاً بالترحيب بالضيوف من خلال المكرفون بمؤازرة من الصديقين المرحوم المهندس عبد الصمد داوود والأستاذ إبراهيم اليوسف ورفاق آخرون.

وفي دير الزور جاءنا وفد من دير الزور برئاسة الأخ رياض ضرار رئيس مجلس سوريا الديمقراطية حاليآ، وألقى كلمة قوية لصالح الأخوة العربية الكُردية وتحميل النظام وأجهزته الأمنية كامل المسؤولية عن اغتيال الشهيد، وأثناء عودته إلى دير الزور اعتلقه النظام وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، وشعرنا نحن في الحزب بمسؤوليتنا التاريخية أمام عائلة هذا المناضل، لذلك خصّصنا مبلغاً متواضعاً شهرياً لأسرته كما كنا نخصص لأسرة أيّ رفيقٍ معتقَل لنا، وكنا نذهب أنا والأستاذ عبد الصمد خلف برو كلّ 3 أشهر إلى زيارة أسرته وتسليمها استحقاقها من المساعدة والإطمئنان على العائلة حتى الإفراج عنه.

ثم قمنا بتأمين سكن متواضع له في قامشلو بعد خروجه من دير الزور بعد ملاحقة النظام له أثناء الثورة السورية وبقى فيها حتى غادر سوريا.

-في اليوم الثالث من مجلس العزاء طلب الأستاذ بشار عضو المكتب السياسي لحزب آزادي (المؤسس حديثا من توحيد حزبي اليساري والاتحاد الشعبي في 20/5/2005)كلمة للتحدث وسلّمته المكرفون وأعلن في كلمته عن قيامهم بمظاهرة استنكارية لاغتيال الشهيد في قامشلو يوم 5/6/2005 وبعد الانتهاء من كلمته استلمت المكرفون، وأعلنت تضامننا مع حزب آزادي والمشاركة معهم في المظاهرة، وعلى الرغم من أنّ هذا الموقف كان ارتجالياً وفردياً وانتقدتُ نفسي عليه، إلا أنّ رفاقنا تفهّموا الموقف وأيّدوه، وهكذا خرجت المظاهرة وبمشاركة تيار المستقبل من أمام مجلس العزاء مروراً بوسط المدينة، وهناك تعرّضت المظاهرة لقمعٍ مفرط من قبل أمن النظام الذين ،تعمّدوا استهداف النساء بقسوة، كما ترافق ذلك بنهب بعض محلات المواطنين من قبل أزلام البعث وشبيبته، إضافةً إلى اعتقال 64 شاباً لفترة دامت قرابة الشهرين في السجون. وكانت مشاركة الأحزاب الثلاثة مقدمة موضوعية لتأسيس لجنة التنسيق الكُردية بين الأحزاب الثلاثة في آب 2006.

هذا ملخص مقتضب عما حصل من لحظة اختطاف الشهيد إلى اغتياله .

ولازال الحزب يحيي ذكرى تلك الجريمة النكراء كلّ عام، على ضريح الشهيد في القامشلي بتجمع كبير دون الآخرين.

ألم يكن كلّ هذا يستحق كلمة مقتضبة منك عن دور حزب يكيتي أيها الجاحد صلاح، لكنّ عزاءنا بأنّ مثل هذا السلوك ليس غريباً عنك، بل جزء من طبيعتك النرجسية، وإذا كان هناك عتاب فإننا نعاتب ابن أخينا الشيخ مرشد الخزنوي وهو العارف بأدقّ تفاصيل الأحداث من البدايات على تجاهله دورنا ودور حزبنا في تلك المرحلة العصبية ، خاصةً وأنّ الكثيرين من الأقلام الشريفة أنصفتنا في تلك الفترة، ولايسعني إلا تذكيراً بمقطع من مقال الكاتب صالح بوزان في وصف مظاهرة 23/5/(الكاتب – صالح بوزان : تحت عنوان : ( مظاهرة قامشلو والدرس الكُردي)
( ربما لا أكون مغالياً إذا قلت إنّ تاريخ سوريا الحديث سيسجّل للأكراد هذه المظاهرة السلمية، في بلدٍ لم يعرف ذلك خلال تاريخ حكم حزب البعث كله، كما سجّل لهم أنهم الأوائل الذين مزّقوا حاجز الخوف الذي كان رابضاً بكلّ ثقله على الشارع السياسي السوري من خلال انتفاضة 12 آذار2004 الدموية.

كما أنّ وصف الكاتب إبراهيم اليوسف لخيمة العزاء يلخّص عمق الحدث وتضامن الشعب مع شهيد الكلمة الشيخ معشوق(خيمة الشيخ الشهيد…خيمة الوطن).

٠
( كلّ مَن دخلها قال مؤكّداً أنها أكبر من أيّ مجلس عزاء سابق عليه، عرفته الذاكرة الجزريّة، بل السورية ، أجل. أكاد أقول وعلى طريقتي : كلّ امرئ هو عزيز على ذويه! ، وهو ما قاله الشيخ الشهيد في ذكرى سنوية الشهيد فرهاد ، ولكن لم يتصاد الإحساس بالفجيعة في الجزيرة المنكوبة بأكثر مما تمّ في مجلس عزاء الشيخ أكاد أجزم أنني لم أشهد من قبل لاعزاء رجل دين، ولاعلم ، ولاسياسة، ولا أدب، ولا دنيا، كهذا المجلس الاستثنائي ، رغم ما كان يدبّر في العلن من قبل العيون التي ترصد وتسجّل ماتراه، وما تسمعه، والتي تخاف أيّ التفاف وطنيّ حقيقيّ ، لذلك ، فهي ستخطّط لبثّ الفرقة بين هؤلاء أجمعين) !.
وجدير ذكره بأنّ رفيقنا المرحوم عبدالصمد داوود قد ألّف كتاباً عن حياة الشهيد ودوره القومي وفكره التنويري لايغني أي باحث من قراءته حين يكتب عن الشيخ الشهيد
وفي الختام لابدّ من شكر الكاتب حسين أحمد على جهده المميز في توثيق أدبيات تلك المرحلة بكلّ موضوعية وأمانة تحت عنوان (بانوراما من الشهادات يتقلّدها شهيد الرأي والموقف(محمد معشوق الخزنوي) لكي لايذهب قصف الرعد أدراج الرياح ولكي يبقى صداه يدوي في قلب كلّ حريص ومؤمن!!.
وبهذا الجهد الكبير سهل على كلّ باحثٍ عن الحقيقة في تلك المرحلة. ومحفوظة في الكوكل.

9



هناك تعليق واحد:

  1. عبدالعزيزتمو هو نفسه تبع المستقلين الكرد هلاء ؟؟

    ردحذف